بلومبرغ
واصلت عملة روسيا مسيرة الصعود التي قادتها لأعلى مستوياتها أمام الدولار في أربع سنوات، مما أثار تحذيراً من أحد أكثر حلفاء الرئيس فلاديمير بوتين إخلاصاً من أن المكاسب قد تكون مبالغاً فيها.
ارتفع الروبل مقابل الدولار لليوم الخامس، ليضيف 2% حتى بعد أن خففت روسيا أمس الإثنين ضوابط رأس المال عن طريق تقليص كمية العملات الأجنبية التي يتوجب على المُصدرين تحويلها.
تعتبر العملة الروسية إلى حد بعيد الأفضل أداءً على مستوى العالم هذا العام، حيث ربحت نحو 30% مقابل الدولار. لكن كان تعافيها منذ غزو أوكرانيا سريعاً للغاية لدرجة أن الاقتصاديين يحذرون من أن الارتفاع سيضرّ بإيرادات الميزانية ويعيق القدرة التنافسية للمصدّرين.
قال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو مازحاً، خلال اجتماع مع بوتين أمس الاثنين: "يصعد الروبل بوتيرة جنونية، ونحن بحاجة إلى توخي الحذر حتى لا نبالغ في ذلك".
ومع ذلك، أضاف أنه في حين أن المكاسب تسببت في حيرة الدول الغربية، إلا أنها كانت متوقعة من قبل بيلاروسيا وروسيا، وأن هذا سيكون "وقت الفرصة" لاقتصاديهما.
دفع صعود الروبل بنك روسيا لإصدار قرار أمس الإثنين بالسماح للمصدرين بتحويل 50% من الإيرادات، بدلاً من 80%، وهو إجراء طارئ تم تطبيقه كجزء من ضوابط رأس المال بعد الغزو بهدف حماية الروبل. وتبدو هذه القيود حالياً وكأنها عائق خطير.
مكاسب مفاجئة للطاقة
إلى جانب انهيار الواردات بسبب العقوبات الشاملة التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على روسيا، فقد دمّرت الطلب على العملات الأجنبية تماماً في الوقت الذي يتدفق فيه الدولار واليورو بسبب ارتفاع أسعار صادرات الطاقة غير الخاضعة للعقوبات إلى حد كبير.
إسكندر لوتسكو، المحلل لدى "آي تي آي كابيتال" (ITI Capital) يرى أنه حتى قرارات أمس الاثنين من غير المرجح أن يكون لها تأثير كبير. وأضاف: "نظراً لانخفاض السيولة في سوق العملات، لا يبيع المصدرون بالفعل أكثر من 50% من العملة من صفقات التصدير".
أضاف لوتسكو: "يتعذر للغاية على البنك المركزي في البيئة الحالية وضع تدابير لتحفيز الطلب على العملة بسبب القيود المفروضة على مشتريات العملات من قبل الأفراد وتراجع الواردات".
وتوقع أن يُتداول الروبل في نطاق 60-65 للدولار على المدى القريب، قبل أن يضعف إلى ما بين 65 إلى 75 مقابل الدولار بحلول بداية الربع الثالث، مع انخفاض الطلب الموسمي على صادرات الطاقة الروسية.