بلومبرغ
بعد ستة أشهر من تقديم هونغ كونغ للعقود الآجلة لمؤشرات الأسهم، بهدف إتاحة المجال أمام المستثمرين الدوليين للمراهنة على الأسهم الصينية،
ما تزال سنغافورة تهيمن على هذه السوق، بالرغم من أنَّ منافستها الآسيوية تحقق تقدّماً.
شكّلت عقود هونغ كونغ المرتبطة بمؤشر واحد لـ50 شركة من أكبر الشركات المُدرجة في بر الصين الرئيسي، حوالي 4% من حيث الحجم في هذه الفئة خلال أبريل الماضي، وذلك وفقاً لتقديرات "بلومبرغ" المستندة إلى بيانات من البورصات. أما من حيث القيمة؛ فقد ارتفعت حصتها إلى 15%.
اقرأ أيضاً: كيف تؤثر مشكلات "كورونا" على الاستثمار العقاري في هونغ كونغ؟
قال كريشنا غوها، المحلل في "جيفريز فايننشال غروب" (Jefferies Financial Group) التي تتخذ من هذه الدولة المدينة مقراً لها، والذي أعطى تقييماً بالشراء في أسهم مشغل البورصة، إنَّ شركة "بورصة سنغافورة" (Singapore Exchange) ما تزال تستحوذ على حوالي 95% من حجم التداول. وأضاف: "بينما يمثّل المنتج المنافس دائماً تهديداً مرتقباً، يبدو هذا التأثير تحت السيطرة حتى الآن".
اقرأ المزيد: بعد خسارته 71 مليار دولار.. الشكوك تحيط بالاقتصاد الجديد في سنغافورة
احتكار النشاط
يمثّل دخول هونغ كونغ تهديداً لبورصة سنغافورة في أحد الأعمال الرئيسية للبورصة الواقعة في جنوب شرق آسيا، والتي ظلت مراراً تحتكر هذا النشاط منذ عام 2006. يمثل منتج بورصة سنغافورة الحالي، أكثر من نصف حجم تداول مشتقات الأسهم، وبحسب أحد تقديرات "سيتي غروب"؛ فهو يشكّل حوالي 10% من إجمالي إيراداتها. يعد ذلك أحدث مجالات المنافسة بين المركزين الماليين الآسيويين اللذين يتنافسان أيضاً على عمليات إدراج الأسهم، وإدارة الأصول، وأجزاء أخرى من تداول المشتقات.
تنافس المستثمرين
المنافسة بين المستثمرين الذين يسعون للوصول إلى سوق الأسهم الصينية المحلية البالغة قيمتها 10 تريليونات دولار تقريباً، تعتمد بشكل كبير على اختيار المؤشر وفقاً للحال في مكان التداول.
أدخلت "هونغ كونغ إكستشينجز آند كليرينغ" (Hong Kong Exchanges & Clearing) أول عقد "إيه 50" آجل جديد لها في أكتوبر، والذي يتتبّع مؤشر "إم إس سي آي الصين إيه 50 كونكت" (MSCI China A 50 Connect Index). وترتبط سنغافورة بمقياس "فوتسي الصين إيه 50" (FTSE China A50). وانخفض مؤشر "إم إس سي آي" بـ16% هذا العام، مقابل هبوط بـ14% لنظيره "فوتسي".
قال غوها، إنَّ عقود هونغ كونغ دعمها الإعفاء من رسوم التداول. وبالإضافة إلى ذلك، يحتوي المؤشر الأساسي على أوزان قطاعية أكثر توازناً، مما يتيح مزيداً من التنويع.
على النقيض من ذلك؛ توفر سنغافورة للمستثمرين سيولة أفضل بعد احتكار السوق لسنوات عديدة، فضلاً عن أنَّ أيام العطلات الرسمية لديها أقل من هونغ كونغ.
بلغ متوسط حجم التداول اليومي لعقود هونغ كونغ 19,795 خلال أبريل، وفقاً لبورصة هونغ كونغ، وذلك مقارنة بـ481,011 بالنسبة إلى سنغافورة، بحسب ما تظهر بيانات بورصة سنغافورة. وبلغ متوسط القيمة الاسمية اليومية للعقود خلال ذلك الشهر 1.1 مليار دولار في هونغ كونغ، مقارنة بـ6.4 مليار دولار في سنغافورة.
فيما يتعلق بالأداء؛ ارتفعت الأسهم في بورصة سنغافورة بـ6.1% هذا العام، بينما هبطت في بورصة هونغ كونغ بنسبة 26%.
يحاول كلا الجانبين محو مزايا الآخر. فقد أعلنت "فوتسي راسل" (FTSE Russell) التي أنشأت المؤشر الأساسي لعقود سنغافورة، الشهر الماضي، أنَّها تعمل على تقليل وزن الأسهم المالية ضمن مقياسها وزيادة القطاعات الأخرى.
في الوقت ذاته، سمحت بورصة هونغ كونغ بالتداول لبعض العقود الآجلة المقومة بعملات أخرى غير دولار هونغ كونغ، في أيام العُطل الرسمية في المدينة.
ارتياح للإقبال
قال متحدث باسم البورصة، إنَّ عقود هونغ كونغ ما تزال في مراحلها المبكرة، لكنَّ البورصة تبدي ارتياحها تجاه ما حظيت به العقود من إقبال بشكل جيد.
قال مايكل سين، رئيس الأسهم في بورصة سنغافورة، إنَّ المنظومة المتعمّقة التي تحظى بها البورصة بالنسبة إلى العقود الآجلة لمؤشر "الصين إيه 50"، لا يمكن تكرارها بين عشية وضحاها. وأضاف: "في ظل التوسع في سوق أسهم "إيه" الدولية؛ نتوقَّع استمرار نمو النشاط التجاري واستمرار تزايد الاهتمام".
توقَّع شارني وونغ، المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس" في مذكرة في ديسمبر الماضي، أن تزيد الإيرادات من المُنتجين.
على الرغم من أنَّ بورصة سنغافورة كانت تفقد قدراً من حصتها في السوق لصالح هونغ كونغ، لكنَّ حجم العقود الآجلة "إيه 50" في سنغافورة آخذ في الارتفاع. وبحسب بيانات البورصة، فقد ارتفع متوسط حجم التداول اليومي لشهر أبريل بنسبة 5% مقارنة بشهر أكتوبر.
في الوقت ذاته، قال وونغ إنَّ عقود هونغ كونغ لم تبدأ بعد مساهمتها في الأرباح، نظراً للإعفاء من الرسوم. لكنَّ بروس بانغ، رئيس قسم أبحاث الاقتصاد الكلي والاستراتيجية في شركة "تشاينا رينيسانس سيكيوريتيز هونغ كونغ" (China Renaissance Securities Hong Kong)، المتخصصة في الوساطة بالمدينة، أشار إلى أنَّ هذه مسألة وقت فقط.
أضاف بانغ: "من المرجّح أن تصبح العقود الآجلة ضمن مؤشر "إم إس سي آي الصين إيه 50 كونكت" (MSCI China A50 Connect) محرّكاً جديداً لبورصة هونغ كونغ خلال النصف الثاني من العام. وأضاف: "نعتقد أنَّ العقود الآجلة (إيه 50 كونكت)، لا بد أنَّها تشجع المستثمرين في الخارج على زيادة مخصصاتهم في أسهم (إيه)".