بلومبرغ
مدراء صناديق التحوط المعروفة باسم "أشبال النمر" أو "تايغر كبس" (Tiger Cubs) ربحوا المليارات عبر امتطاء بعض أسهم التكنولوجيا التي حلقت بها إلى ارتفاعات شاهقة. لكن بعد ذلك، وفي غمضة عين، تبخرت سنوات من المكاسب، إذ انقلبت الأسواق ضدها بعنف في الربع الأول من العام الجاري، واستمرت المذبحة في شهر أبريل، وامتد نزيف الخسائر إلى شهر مايو مع مزيد من الهبوط في قيمة بعض الأسهم الكبيرة التي قامت بانتقائها للاستثمار فيها. وهوى مؤشر ناسداك 100، الذي تحتل أسهم التكنولوجيا فيه الوزن النسبي الأكبر، بنسبة 27% منذ بداية عام 2022 وحتى اليوم.
لا تسمح لصناديق الاستثمار المباشر بأن تخدعك
سميت الصناديق "تايغر كبس" لأن مؤسسيها كانوا يعملون تحت إشراف المستثمر الأسطوري جوليان روبرتسون في شركة "تايغر مانجمنت" (Tiger Management). وقد أعلنت مؤخراً تغييراً في حيازتها من الأسهم الأمريكية منذ نهاية الربع الأول من العام.
تشمل هذه الصناديق "تايغر غلوبال مانجمنت" (Tiger Global Management)، و"لون باين كابيتال" (Lone Pine Capital)، و"كوتو مانجمنت" (Coatue Management)، و"مافيريك كابيتال" (Maverick Capital)، و "فايكنيغ غلوبال إنفستورز" (Viking Global Investors)، و "دي 1 كابيتال" (D1 Capital) – المعروف باسم "تايغر غراند كب" (Tiger Grandcub) بسبب أنه جزء مستقل بعد انفصاله عن صندوق "فايكينغ".
استثمارات متضاربة
وتقريباً، صفّت الصناديق مراكز استثمارية أكثر كثيراً من الحصص الجديدة التي استثمرت فيها. وقاد صندوق "تايغر غلوبال" هذه الموجة بتخارجه من 83 سهماً مقارنة مع استثماره في سهمين جديدين فقط.
هل تتمسك بسهم يهوي لأنك تؤمن به، أو أنك ستقطع أي صلة معه؟ هذا سؤال كان على صناديق "تايغر كبس" أن تتعامل معه مع استمرار موجة الهبوط في أسواق الأسهم.
في الربع الأول من العام، اختار صندوقا "تايغر غلوبال" و"مافيريك" زيادة استثماراتهما في شركة "كارفانا" (Carvana) لتجارة السيارات المستعملة عبر الإنترنت. وقد انخفضت أسهم الشركة حالياً بنسبة 65% منذ بداية الربع الثاني من العام.
من إجمالي 13 سهماً هي الأسوأ أداءً في حوزة نصف صناديق "تايغر كبس" على الأقل، استثمرت صناديق "تايغر غلوبال" و"مافيريك" و"كوتو" في خمسة منها، إما بالاحتفاظ بالأسهم أو بزيادة حصصها.
على مدى سنوات، كانت صناديق "تايغر كبس" تشتهر بالتنسيق فيما بينها والاستثمار معاً في نفس السهم أو في أسهم متشابهة أو التخارج جماعياً منها أيضاً، في ضوء أنها جميعاً ذات مرجعية واحدة في التفكير.
غير أن أحدث البيانات تكشف عن تباين فيما بينها. فمثلاً، اشترى نصف مجموعة الصناديق أسهماً في شركة "مايكروسوفت" في حين كان نصفها الآخر يبيع. وكذلك خفّضت ثلاثة صناديق مراكزها الاستثمارية في شركة "شوبيفاي" (Shopify) أو شركة "ميتا بلاتفورمز" المالكة لـ"فيسبوك"، في حين كانت صناديق أخرى تزيد حصتها فيها أو تحتفظ بها دون تغيير.
وإذا كانت صناديق التحوط تأمل في أن تغير المراهنات الجديدة من حظوظها في الربع الثاني من العام، فإن ذلك لم يحدث. وتدهور أداء أكبر مركزين استثماريين جديدين أخذتهما كل شركة من هذه الشركات في الربع الأول من العام، وذلك منذ نهاية شهر مارس الماضي.
أسوأ الاستثمارات أداء في المجموعة هو استثمار صندوق "تايغر غلوبال" في شركة "ديف" (Dave)، وهي شركة لتقديم الخدمات المصرفية الرقمية وقد انخفضت أسهمها بنسبة 64% خلال الربع الثاني من العام الجاري، حتى ارتفعت نسبة تراجع أسهمها على مستوى العام الحالي إلى 75%.