بلومبرغ
بعد أحد أكثر الأسابيع إثارة حتى الآن بالنسبة لشركة "آرك إنفسمنت مانجمنت" (ARK Investment Management)، لم يعد لدى وول ستريت أية شكوك في أن كاثي وود تواصل التمسك باستراتيجيتها - والمستثمرون متمسكون بها.
تم التشكيك في فرص كليهما هذا العام، حيث وجّهت عمليات بيع أسهم التكنولوجيا المضاربة لكمة قاسية لصناديقها المتداولة في البورصة التي تركز على المستقبل. وخاصة يوم الأربعاء بشكل خاص الذي بلغت فيه قاعها، حيث انخفض "صندوق آرك إنوفيشن المتداول في البورصة" بنسبة 10% في ثالث أسوأ انخفاض له على الإطلاق.
سجلت شركة "كوين بيس غلوبال" (Coinbase Global)، والتي تعد أكبر بورصة عملات مشفرة في الولايات المتحدة، واحدة من أكبر التراجعات في ذلك اليوم، حيث هبطت بنسبة 26% بعد نتائج مخيبة للآمال وسط هزيمة الأصول الرقمية. ولكن بينما كانت بقية وول ستريت تتخلى عن الأسهم، تمسكت وود وفريقها بقواعد اللعبة الخاصة بهم واستغلوا الانخفاضات لزيادة الحيازات، مضيفين حوالي860,000 سهم على مدار الأسبوع حتى يوم الخميس.
وفي نظر كثير من الناس، فهو نظام يخاطر بمراكمة أسهم الخاسرين. ومن خلال ارتباطه بمحفظة مركزة من الرهانات التي غالباً ما تكون عالية المضاربة، فإنه يترك وود وشركتها مع الكثير من النقد. إلا أن وضوح الهدف - مطاردة الشركات التي يمكنها تحقيق مكاسب كبيرة من التحولات التكنولوجية الكبرى - والتزام "آرك" به قد جذب بعض المعجبين المخلصين بشكل ملحوظ.
مستثمرون مخلصون
قال نيت غيراسي، رئيس شركة الاستشارات "ذا إي تي إف ستور" (The ETF Store): "لم تتردد كاثي وود على الإطلاق بشأن قناعتها باستراتيجيتها، بل ضاعفت في الواقع من سياستها؛ وهذا أمر جذاب لشريحة معينة من المستثمرين".
مع هبوطه يوم الأربعاء، سجل "صندوق آرك إنوفيشن المتداول في البورصة" تدفقات داخلة بالفعل. وقد كان مبلغاً صغيراً نسبياً بالنسبة للصندوق المتداول في البورصة البالغ 7.8 مليار دولار – حوالي 45 مليون دولار – إلا أن صافي التدفقات الداخلة في عام 2022 تجاوز 1.5 مليار دولار؛ وهذا بالنسبة لصندوق تراجع بـ61% هذا العام.
كما قال تود روزنبلوث، رئيس الأبحاث في "إي تي إف تريندز" (ETF Trends): "ظل المستثمرون في هذه الإستراتيجية مخلصين لهذه الإستراتيجية، ولديهم أفق زمني طويل المدى، كما يرون في موجات البيع فرصاً لتوظيف بعض رأس المال الإضافي".
بالطبع، ليس هناك أيضاً نقص في المستثمرين المستعدين للمراهنة ضد "آرك". فتعتبر نسبة الأسهم المراهنة على الهبوط في الصندوق الرئيسي مرتفعة نسبياً لتصل إلى 14.8% من الأسهم القائمة، وفقاً لبيانات من "آي إتش إس مآركت" (IHS Markit).
وفي الوقت نفسه، بحلول يوم الأربعاء، كان سعر "صندوق تاتل كابيتال شورت إنوفيشن المتداول في البورصة" (Tuttle Capital Short Innovation ETF)، والذي يهدف إلى تقديم الأداء العكسي لصندوق الابتكار على أساس يومي، أكثر من ضعف سعر "صندوق آرك المتداول في البورصة". بعبارة أخرى، يُكلِّف الرهان ضد إستراتيجية وود الرئيسية ليوم واحد ضعف تكلفة شراء أسهم الصندوق نفسه بغرض الاحتفاظ بها.
إلا أن الأمور كانت تبدو أكثر إيجابية بالنسبة لـ"آرك" بحلول نهاية الأسبوع، حيث تمكنت أسهم التكنولوجيا من الانتعاش، وقفز صندوق الابتكار 12% يوم الجمعة بعد أن صعد 5.6% في اليوم السابق. وارتفعت أسهم "روبنهود ماركتس" (Robinhood Markets)، إحدى الشركات البارزة التي اختارتها وود، خاصة بعد أن كشف الملياردير سام بانكمان-فرايد عن حصة كبيرة في العملة المشفرة.
مازال الطريق بعيداً لتعويض الضرر الأخير الذي لحق بمؤشر الصندوق الرئيسي المتداول في البورصة التابع لوود - سيتعين على الصندوق القفز بنحو 260% من هنا لاستعادة أعلى مستوى له على الإطلاق، إلا أنه يُوفّر على الأقل بعض الراحة للمخلصين.
في نهاية المطاف، يواصل المستثمرون الاعتماد على "صناديق آرك المتداولة في البورصة" كأداة للدخول والخروج من استثمار التكنولوجيا الثورية. وفي أسبوع مضطرب بالنسبة للصندوق الرئيسي، ارتفع حجم التداول إلى مستوى قياسي بلغ 316 مليون سهم.
كما قال غيراسي إنه نظراً لالتزام "آرك" بإستراتيجيتها، "يعرف المستثمرون بالضبط ما سيحصلون عليه" ويمكنهم الاعتماد على صناديقها لإجراء عمليات تداول خالصة على شركات الابتكار. كما "أعتقد أن فائدة عدم تردد كاثي وود في الاستمرار في استراتيجيتها خلال هذا الانكماش الوحشي هي أنها ستساعد على استمرار جدوى (آرك) على المدى الطويل".