بلومبرغ
سجلت مجموعة "سوفت بنك" (SoftBank Group) خسارة سنوية قياسية في وحدة صندوق "رؤية" (Vision Fund) التابعة لها، حيث أدت عملية بيع عالمية لأسهم التكنولوجيا إلى تراجع قيمة حصتها في شركات مدرجة مثل "كوبانغ" (Coupang) و"ديدي غلوبال" (Didi Global).
وفي هذا الصدد، تحولت وحدة صندوق "رؤية" إلى خسارة قدرها 2.64 تريليون ين (20.5 مليار دولار) للسنة المنتهية في 31 مارس، بانخفاض من ربح قياسي بلغ 4.03 تريليون ين في العام السابق.
وكانت هذه أكبر خسارة سنوية منذ أن حوّل المؤسس، ماسايوشي سون شركته إلى شركة استثمارية قابضة مع إطلاق صندوق "رؤية" في عام 2017.
الجدير بالذكر أن أكبر صندوق للاستثمارات التكنولوجية في العالم يتصارع مع عمليات شطب بسبب الجائحة وانهيار سوق الأسهم العالمية، والذي أدى إلى انهيار شركات التكنولوجيا المحبوبة التي سطع نجمها في يوم من الأيام. وتسبّبت محفظة صندوق "رؤية" في وصول صافي خسارة الشركة اليابانية السنوية إلى 1.71 تريليون ين، بعد أن حققت ربحاً بلغ 5 تريليونات ين قبل عام.
فضلاً عن ذلك، تراجعت أسهم "سوفت بنك" بنسبة 17% منذ بداية العام وحتى تاريخه، بما في ذلك انخفاضها بنسبة 8% يوم الخميس.
وقد انخفض مؤشر ناسداك 100 المثقل بشركات التكنولوجيا بنسبة 27%، وتراجع إلى سوق هابطة في مارس، بسبب مخاوف من التضخم الجامح، وارتفاع أسعار الفائدة، والتباطؤ المحتمل في النمو الاقتصادي الأمريكي.
انهيار أسهم التكنولوجيا
يُشار إلى أن سون أكد مراراً وتكراراً في مؤتمر صحفي بعد الأرباح، أنه يعرف كيف يتغلب على الأوقات الصعبة. وقال إن "سوفت بنك" تملك الكثير من السيولة للوفاء بالتزامات ديونها، وإن أساس الشركة متين.
قال سون: "فيما يتعلق بالشخصية، أحبّ تبني موقفاً هجومياً". ولكن مع "الهرج والمرج" المرتبط بكوفيد-19 والحرب في أوكرانيا، فهو يدرك أن الوقت قد حان لتوخي الحذر، حيث قال: "حان الوقت الآن لكي تتخذ "سوفت بنك" موقفاً دفاعياً".
وفي الواقع، تلقى سون ضربة شخصية بنحو 2.4 مليار دولار بسبب قراره الدخول في تداول أسهم الشركات المدرجة، حيث أنشأت "سوفت بنك" مشروعاً جانبياً مثيراً للجدل في عام 2020 يسمى "إس بي نورث ستار" (SB Northstar)، والذي كان يهدف إلى استخدام الأموال الفائضة للشركة لكسب بعض المال من انتقاء الأسهم. وقد حصل سون على حصة شخصية بنسبة 33% في الوحدة، بينما احتفظت الشركة ببقية الأسهم.
لكن مع انهيار أسهم التكنولوجيا في الربع الأخير، تعرض مشروع "نورث ستار" لضربة كبيرة. وقالت "سوفت بنك" إنها ستعترف بخسارة قدرها 670 مليار ين في السنة المالية الماضية، في حين أن خسارة سون تُقدّر بنحو 315 مليار ين.
علاوةً على ذلك، يُوجّه الانكماش في الأسهم العالمية ضربة إلى سلة اختيارات الأسهم في "سوفت بنك" المليئة بأسماء الشركات التكنولوجية، التي تم تداولها بمضاعفات عالية مدعومة بأموال سهلة.
وقد تحولت الإدراجات الناجحة لشركات مثل عملاق التجارة الإلكترونية في كوريا الجنوبية "كوبانغ"، ورائد التجارة الإلكترونية الصيني "ديدي"، ومنصة العقارات الصينية على الإنترنت "كيه إي هولدينغز" (KE Holdings) من كونها المحرك الرئيسي لنمو الأرباح إلى أكبر العوائق.
وانخفضت أسهم "كوبانغ" بنسبة 40% في الربع الأول، في حين انخفضت أسهم "ديدي" بنسبة 50%، وانخفضت أسهم "كيه إي هولدينغز" بنسبة 39%.
تعليقاً على الموضوع، قال كيرك بودري، المحلل في "ريدكس ريسيرتش" (Redex Research)، قبل إعلان الأرباح: "تستمر جميع الاستثمارات في المحفظة في الانخفاض، وهناك الكثير من القلق والخوف بشأن المكان الذي يمكن أن تنتهي فيه الأسهم في النهاية".
حتى مجموعة "علي بابا هولدينغ" (Alibaba Group Holding)، عملاق التجارة الإلكترونية الصيني الذي أصبح أحد أكثر صفقات المشاريع نجاحاً على الإطلاق، فقد بريقه.
كما أن الفضائح والعثرات من شركات "وي ورك" (WeWork)، و"وايركارد" (Wirecard)، و"غرينسل كابيتال" (Greensill Capital) أدت إلى تدقيق دولي.
تعليقاً على الموضوع، قال ميو كاتو، المحلل في "لايتستريم ريسيرتش" (LightStream Research) الذي ينشر على منصة "سمارت كارما" (SmartKarma): "اعتقد الناس أن سون قادر على اتخاذ قرارات استثمارية جيدة؛ والآن هناك أدلة أقل على أن القرارات الاستثمارية لإدارة "سوفت بنك" جيدة. كما أن "وايركارد" و"وي ورك" هي من بين الأمثلة، فعندما تتغير البيئة، لم تعد فعالة".