بلومبرغ
بعد أربعة عشر عاماً من تقسيم أعمالها في الولايات المتحدة، تدفع شركة "فيليب موريس إنترناشيونال" (Philip Morris International) بشدة للعودة إلى تلك السوق الرئيسية، لكن هذه المرة بواسطة بدائل السجائر.
وافقت الشركة المصنعة لـ"مارلبورو"، اليوم الأربعاء، على شراء "سويدش ماتش" (Swedish Match)، الشركة المصنعة لمنتجات أكياس النيكوتين، مقابل 16 مليار دولار.
تزيد هذه الخطوة من حدة سباق شركات التبغ الكبرى على الريادة في المنتجات الخالية من الدخان وتدفع "فيليب موريس" إلى المنافسة مع "مجموعة ألتريا" (Altria Group)، التي كانت تمثل عملياتها السابقة في الولايات المتحدة.
تمنح الصفقة "فيليب موريس" شبكة توزيع واسعة في الولايات المتحدة، التي تعد السوق الأكبر في العالم لبدائل التدخين، ما يمهد الطريق لطرح منتجات أخرى مثل أجهزة التدخين الإلكتروني. وتعد هذه أكبر خطوة للشركة في الوقت الذي تخرج فيه من روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، وتتجه نحو المنتجات الخالية من الدخان.
اقرأ أيضاً: "فيليب موريس" تُشعل المنافسة مع "كارلايل" على شراء شركة لأدوية الربو
تتقدّم "فيليب موريس" جهود قطاع التبغ للتنويع بهدف تجاوز مرحلة السجائر، فقد باتت اللوائح التنظيمية أكثر تقييداً حول العالم. وطوّرت الشركة نظام التبغ المسخن "أيكوس" (IQOS)، ووافقت السنة الماضية على استحواذ مجموعة "فيكتورا" (Vectura Group Plc)، وهي شركة مصنّعة لأدوية علاج الربو. كما استحوذت على شركة "فيرتن فارما" (Fertin Pharma)، التي تصنّع منتجات مساعدة للتوقف عن التدخين.
أقحمت الصفقة "فيليب موريس" في المجال المتنامي لمنتجات النيكوتين التي يجري تناولها عن طريق الفم، والتي يختلف الكثير منها للغاية عن التبغ الذي كان يجري مضغه في الماضي، من خلال الأكياس واللون الأبيض.
دخلت أيضاً مجموعة "ألتريا" (Altria Group Inc)، التي انفصلت عن شركة "فيليب موريس" في سنة 2008، وتبيع سجائر "مارلبورو" في الولايات المتحدة، في هذه الفئة من خلال العلامة التجارية "أون!" (On!)، والتي تضاعفت شحناتها خلال الربع الأول من السنة الحالية. ويقول المحللون، إنَّ المجال يتسم بالتنافسية الشديدة.
في عام 2008، انفصلت شركة "فيليب موريس" عن "ألتريا" وسط مطالب المساهمين بتحقيق عوائد أفضل. وحررت هذه الخطوة العمليات الدولية الأسرع نمواً بينما كانت الشركات الأمريكية تتصارع مع الدعاوى المدخنين القضائية.
أدى الفصل إلى ترتيب معقد غير تنافسي بين الشركتين. وعلى سبيل المثال، تبيع شركة "ألتريا" سجائر "مارلبورو" في الولايات المتحدة، بينما تقوم شركة "فيليب موريس" بذلك خارج الولايات المتحدة فقط. وكانت "ألتريا" هي الموزع لمنتجات "أيكوس" (IQOS) التابعة لشركة "فيليب موريس" في الولايات المتحدة قبل أن يدخل حظر الاستيراد حيز التنفيذ أواخر العام الماضي.
اقرأ أيضاً: انسحاب 3 شركات من مزايدة رخصة إنتاج السجائر في مصر
سنوس وزين
تعد شركة "سويدش ماتش"، التي يتمثل شعار رؤيتها في "عالم خالٍ من السجائر"، رائدة في تصنيع العلامة التجارية "سنوس" (snus) من منتجات التبغ بلا دخان، وهو منتج شائع الانتشار في السويد، لكنَّه محظور في غالبية أنحاء أوروبا، يقوم المستخدمون بوضعه تحت شفتهم العليا ومن ثم القيام بمضغه. كما أنَّها تقوم بتصنيع أكياس معبّأة بالنيكوتين تحمل العلامة التجارية "زين" (ZYN) التي يجري بيعها في الولايات المتحدة.
قررت الشركة، ومقرها في ستوكهولم، تعليق عملية فصل مخطط لها لأعمال السيجار بالولايات المتحدة خلال شهر مارس الماضي، في ظل المخاطر التنظيمية المتنامية بالنسبة للشركة. قالت الشركة آنذاك، إنَّه جرى إبلاغها من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية برفض ما يسمى تصميمات التكافؤ الجوهرية التي تقدّمت بطلب للحصول عليها، مما أثر على نحو 3% من حجم سيجار الشركة لسنة 2021.
[object Promise]بفضل المنتجات الجديدة وسلسلة عمليات الاستحواذ، حققت "فيليب موريس" العام الماضي ما يقرب من 30% من صافي إيراداتها من المنتجات الخالية من الدخان – أي ارتفاعاً من الصفر في عام 2015.
عرضت "فيليب موريس" 106 كرونة سويدية للسهم (10.56 دولاراً أمريكياً) للشركة الأصغر - وهي علاوة تقارب 40% عن سعر إغلاق "سويدش ماتش" يوم الإثنين الماضي – ما يجعل الصفقة تُصنف بأنها واحدة من أكبر الصفقات عبر المحيط الأطلسي. بدوره، قال مجلس إدارة الشركة التي تتخذ من ستوكهولم مقراً لها إن على المساهمين قبول العرض.
ستؤدي الصفقة إلى إنهاء عمليات تصنيع الشركة السويدية للمنتجات من التبغ القابل للاحتراق. وبرغم ذلك؛ فهي تمتلك علامة تجارية متميزة لمنتجات على غرار "زين"، فضلاً عن مكانتها الرائدة في السوق في أسواق المنتجات بلا دخان في الولايات المتحدة ومنطقة دول الشمال.
اقرأ أيضاً: السجائر الإلكترونية.. أداة محفوفة بالمخاطر للإقلاع عن التدخين
تتضمّن فئة المنتجات بلا دخان أكياس النيكوتين والعلاجات الطبية. وكانت شركة "سويدش ماتش" تدافع بجرأة شديدة عن موقفها، وسعت لإغلاق الشركات المنافسة في مجال إنتاج أكياس النيكوتين برغم أنَّ الدعوى القضائية المحاطة بالسرية ضد شركة "درايفت ساينسيس" (Dryft Sciences LLC) باءت بالفشل.
وباعت شركة "كريتيك إنترناشيونال" (Kretek International Inc) أعمال شركة "درايفت" لأكياس النيكوتين في سنة 2020 إلى "بريتش أمريكان توباكو" (BAT)، التي تبيع أكياس التبغ تحت مسمى العلامة التجارية "فيلو" (Velo). وتقدّمت شركة "سويدش ماتش" بالتماسٍ لاستئناف الحكم.