بلومبرغ
تفوقت مبيعات وأرباح "أبل" في الربع الثاني من العام الحالي على توقعات المحللين. مدعومة بالطلب القوي على هواتف "أيفون" والخدمات الرقمية من الشركة، كما أعلنت "أبل" عن تخصيصها لمبلغ 90 مليار دولار لإعادة شراء أسهمها.
وقالت "أبل" في 28 أبريل، إن هذه الفترة شهدت ارتفاعاً في المبيعات بنسبة 8.6% لتصل إلى 97.3 مليار دولار، وهو رقم قياسي بالنسبة لربع في غير مواسم العطلات. في حين كان المحللون توقعوا في المتوسط تحقيق الشركة لأرباح بقيمة 94 مليار دولار. ووصلت الربحية للسهم الواحد إلى 1.52 دولار، مقارنة بالتوقعات البالغة 1.42، وهو ما دعم ارتفاع أسهم الشركة خلال ساعات التداول المتأخرة.
قطاع يواجه تحديات كثيرة
من جهة أخرى، ساعدت النتائج في تهدئة المخاوف حول تباطؤ الطلب على الهواتف الذكية، خاصة في الصين. كما أظهرت "أبل" - وهي شركة التقنية الأكثر قيمة في العالم - أنها تستطيع التغلب على مشاكل سلاسل التوريد الناجمة عن الوباء، بالرغم من احتمالية تأثير الموجة الأخيرة من عمليات الإغلاق في الصين بشكل سلبي على الإيرادات خلال الربع الحالي.
سابقاً كانت "أبل" صرحت بأن الربع المنتهي في مارس سيكون "قياسياً"، رغم أن معدل النمو بشكل عام سيتباطأ بالنسبة لأعمالها ولفئة الخدمات التي تقدمها على حدٍّ سواء. أيضاً، كانت الشركة شهدت في الربع المالي المنتهي في ديسمبر ازدهاراً كبيراً في المبيعات، بشكل يفوق توقعات "وول ستريت"، وحققت حينها إيرادات غير مسبوقة تناهز 124 مليار دولار.
وفي تقرير أرباحها للربع الثاني، أعلنت "أبل" متبعة نمطها المعتاد عن زيادة في توزيعات الأرباح، وتعزيزها لعمليات إعادة شراء الأسهم. ومن المقرر رفع توزيعات الأرباح بنسبة 5%، أو ما يصل إلى 23 سنتاً للسهم.
يذكر أن أسهم الشركة حققت ربحية بنسبة نحو 3.9% في ساعات التداول المتأخرة. في حين انخفض سعر السهم بنسبة 7.8% تقريباً هذا العام، قبل الإعلان عن نتائج "أبل" في يوم 28 من أبريل، ويعزى ذلك إلى تأثرّ السهم بتراجع القطاع التكنولوجي الأوسع نطاقاً. كذلك كانت "أبل" قد حققت أرباحاً بنسبة 34% في 2021، الذي كان ثالث عام لها على التوالي من المكاسب.
التوقعات المستقبلية
بالنسبة للربع الثالث، لم تقدم "أبل" توجيهات محددة لكن الشركة التي تتخذ من مدينة كوبرتينو في كاليفورنيا مقراً لها، تواجه رياحاً معاكسة، منها قيود كوفيد في الصين، التي تؤخر شحنات الأجهزة الرئيسية. كما تواجه أزمات زيادة التضخم، ووقف مبيعاتها في روسيا عقب غزو موسكو لأوكرانيا. ويتوقع المحللون تحقيق الشركة لإيرادات تقارب 86 مليار دولار في الربع الثالث.
وفي الربع الثاني من السنة المالية والمنتهي في مارس، كانت "أبل" حققت إيرادات بقيمة 50.6 مليار دولار، بسبب مبيعات أجهزة "أيفون"، التي تعد أكبر مصدر إيرادات لها. وتفوقت بذلك على متوسط التوقعات للإيرادات الذي بلغ 49.2 مليار دولار.
مُنتجات متفاوتة النجاح
وطرحت الشركة طراز "أيفون إس إي" منخفض التكلفة في مارس الماضي، ما ساهم بدوره في زيادة المبيعات خلال الربع الأخير. مع ذلك فإن هاتف "أيفون 13" تمتّع بجاذبية أقل من نظيره "أيفون 12" الذي صدر خلال العام السابق الذي كانت تحديثاته أكثر إثارة. حيث احتفظ "أيفون 13" بنفس تصميم الطراز السابق، مع بعض التحسينات الطفيفة، التي ركزت بمعظمها على الكاميرا.
"أبل" تستهدف إضافة ميزة مراقبة ضغط الدم لساعتها بحلول 2024
من جهة أخرى، واصلت أجهزة "ماك" انتعاشها، محققة إيرادات تبلغ 10.4 مليار دولار في هذا الربع. وطرحت "أبل" جهاز "ماك ستوديو" المكتبي ذو القدرة الفائقة خلال الربع نفسه، لكن العديد من طلبيات هذا الجهاز تأخرت بسبب أزمات النقص في سلاسل التوريد، والوقت المُستغرق لتلبية تفضيلات العملاء المُختلفة، بالإضافة لارتفاع الطلب عليه. والأرجح أن الفضل في مبيعات "ماك" القوية يرجع بشكل أساسي إلى أجهزة "ماك بوك برو" الجديدة، رغم أن هذه الأجهزة تواجه حالياً قيود الإمدادات هي الأخرى.
كذلك، حققت أجهزة "أيباد" إيرادات بقيمة 7.65 مليار دولار، منخفضة بنسبة 2.1% مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي. حيث ما يزال الجهاز أحد الفئات الرئيسية الأقل ربحية في "أبل"، رغم الطرازات الجديدة التي تصدر منه، بما فيها: "أيباد" منخفض التكلفة المحدّث، و"أيباد ميني" الجديد، و"أيباد إير" المحدّث. وكان بعض المستخدمين قد انتقدوا الجهاز في الأشهر الأخيرة، قائلين إن الميزات التي تطرحها برامجه لا تتماشى مع إمكانيات الجهاز المادية.
على نفس المنوال، كانت فئة الأجهزة القابلة للارتداء، وأجهزة المنزل، والإكسسوارات من "أبل" مخيبة للتوقعات أيضاً، وتضم هذه الفئة كل من: ساعات "أبل ووتش"، و"أبل تي في"، وجهاز "هوم بود" صغير الحجم، وسماعات "إير بودز". حيث حققت هذه الفئة من أعمال الشركة 8.8 مليار دولار في الربع الأخير، مقارنة بتوقعات تبلغ 9 مليار دولار.