بلومبرغ
لن يتمكن معجبو إيلون ماسك الشرهون من مرافقته في ملكية "تويتر"
أدت صفقة استحواذ مؤسس "تسلا"، البالغة قيمتها 44 مليار دولار، إلى تحويل عملاق وسائل التواصل الاجتماعي إلى شركة خاصة، ولن يتمكن المستثمرون الأفراد من شراء سهم "تويتر" وتداوله بعد ذلك، لكن احتفل الكثيرون بانتصار ماسك، لأنه يصب في مصلحة استثماراتهم حتى الآن، أو لاعتقادهم أن ماسك سيغير المنصة لتصبح أكثر توافقاً مع ما يؤمنون به من قيم.
قالت منصة "تويتر" يوم الإثنين إن المستثمرين سيحصلون على 54.20 دولار للسهم مع إتمام الصفقة، المتوقع الانتهاء منها في وقت ما خلال العام الجاري.
تداول السهم صباح الثلاثاء في نيويورك بأربعة دولارات أقل من سعر عرض الاستحواذ، ما يعكس اعتقاد المستثمرين أن هناك بعض المخاطرة بشأن إتمام الصفقة كما هو مخطط له.
بعض المستثمرين الذين بادروا بشراء أسهم "تويتر" مع بدء ماسك الحديث عن شراء المنصة، يبيعون حصصهم لتأمين الأرباح التي تحققت حتى الآن.
ارتفع السهم بنحو 30% منذ الأول من أبريل، آخر يوم تداول قبل أن يكشف ماسك عن امتلاكه حصة مؤثرة في الشركة. وبينما يترقب الآخرون ما سيحدث، قد يصعد السهم قبل إغلاق الصفقة، بينما يبقى هناك احتمال بعدم تنفيذ الصفقة كما هو مخطط لها.
تقليص المخاطر
قال إريك سمولينسكي (31 عاماً)، يعيش في كاليفورنيا ويدير قناة تجارية على يوتيوب: "قمت بجني الأرباح لتجنب المخاطر".
عقب أخبار استحواذ ماسك، أدخل سمولينسكي الأسبوع الماضي 3 خيارات بيع على سهم "تويتر"، باع من خلالها حتى الآن نحو 50% من الأسهم واحتفظ بالباقي مترقباً التداولات ليقرر إذا ما كان يجب أن ينتظر لحين تنفيذ الصفقة، أو بلوغ السهم سعر العرض عند 54.20 دولار، أيهما يحدث أولاً.
قال سمولينسكي: "مجرد قبول العرض لا يعني أن كل شيء سيسير على ما يرام، وبهذه الطريقة يمكن كسب المال وتقليل المخاطر، مع الحفاظ على إمكانية تحقيق عائد على الأجل الطويل".
وأرجع سمولينسكي بناء مركزه الاستثماري إلى إيمانه بماسك، حيث يرى أن "الأشياء التي يلمسها الرجل تميل إلى العمل بشكل جيد".
لكن لا يشاركه الجميع نفس الشعور. حيث أثارت الصفقة مخاوف مستخدمي "تويتر"، وأعرب الكثيرون عن قلقهم من وعود ماسك بتخفيف سياسات الإشراف على المحتوى، ما قد يؤدي لمزيد من المضايقات على المنصة، وقد شهد وسم "ارقد في سلام تويتر"#RIPTwitter زخماً ملحوظاً في وقت مبكر من يوم الثلاثاء.
لعبة المراجحة
باع سنير ديفيد، محلل تداولات الأفراد من إسرائيل (29 عاماً)، أسهمه في "تويتر" عقب نشر الأخبار، وكان قد اشترى أسهمه أول مرة منذ نحو عام، عندما كانت تتداول بسعر 39 دولاراً للسهم، لتستحوذ مؤخراً على نحو 25% من إجمالي محفظته.
قال ديفيد: "أعتقد أن شراء إيلون شيء جيد للغاية، فلن يتمكن سوى المالك الوحيد من تغيير الإدارة واتخاذ الإجراءات الصحيحة للشركة، وستكون قدرته على القيام بذلك أقوى بكثير، لذلك أرحب بالأمر".
لكن ديفيد رأى أن التمسك بالأسهم لفترة أطول لا يستحق المخاطرة، وقال إنه غير مهتم بلعب "مراجحة" أي الاستفادة من فروع الأسعار.
يرى مايك بايلي، مدير الأبحاث في "إف بي بي كابيتال بارتنرز" (FBB Capital Partners) لإدارة الثروات أنه ما يزال هناك جانب إيجابي لمن يستمرون في الرهان على سهم "تويتر".
وعلى الجانب الآخر، قال بايلي: "قد تكون هناك مخاطر في حالة وقف الجهات التنظيمية للصفقة أو إذا ظهرت مشكلة أخرى". وأضاف: "قد يرغب مستثمرو الأجل الطويل في إلقاء نظرة على شركات أخرى".
قد تثير تعليقات ماسك بشأن خططه لـ"الاحتفاظ بأكبر عدد ممكن من المساهمين في شركة خاصة كما يسمح القانون" الارتباك أيضاً، وربما فسرها البعض بأن المستثمرين الأفراد بإمكانهم البقاء، حتى بعد تحويل "تويتر" إلى شركة خاصة. لكن الحقيقة أنه من المرجح امتلاك كبار المستثمرين فقط جزء من الشركة بعد إتمام الصفقة.
قال كيم فورست، كبير مسؤولي الاستثمار في "بوكيه كابيتال بارتنرز" عن تعليقات ماسك: "إنه يعني كبار المستثمرين ولا يشمل ذلك الأفراد العاديين. فأحياناً لا يفهم الناس عدم قدرتهم على المشاركة في ملكية شيء بمجرد شرائه ودفع المقابل".
لهذا السبب، باع باتريك كويستمبرت (57 عاماً) أسهمه، حيث تخلص التاجر، الذي يعيش في نيويورك، من كافة ما يملكه من "تويتر" صباح الثلاثاء.
قال كويستمبرت: "انتهت اللعبة الآن، ومن المتوقع ارتفاع السعر إلى 54.20 دولار خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إذا لم تكن هناك أحداث غير متوقعة، لذلك لا أفضل البقاء مستثمراً في تويتر وسط هذا النوع من الصفقات".
يقول ماكس غوخمان، مدير الاستثمار في "ألفا تراي" (AlphaTrAI) لإدارة الأصول، من المؤكد أن شراء أسهم "تويتر" الآن ليست خطوة ذكية، وأضاف: "السهم ارتفع بأقل من 5% الآن وما زال هناك احتمال أن لا تتم الصفقة، خاصة مع المفاجآت غير المتوقعة في كثير من الأحيان مع إيلون، ولا أعتقد أن شراء الأفراد الآن قرار جيد".