رويترز
قالت خمسة مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" إنّ شركات بيع الوقود البحري توقفت عن خدمة السفن التي ترفع العلم الروسي في مراكز أوروبية رئيسية، بما في ذلك إسبانيا ومالطا، في ضربة أخرى لصادرات موسكو.
وقالت مصادر ملاحية إنّ فقدان الوصول إلى نقاط التزوُّد بالوقود في البحر المتوسط يطرح مشكلات لوجستية كبيرة لناقلات النفط الروسية المتجهة من مواني البلطيق إلى آسيا، ويثير مخاوف مرتبطة بالسلامة بشأن احتمال أن تعلق في البحر بشحنات قابلة للاشتعال.
وتعاني روسيا من موجة عقوبات اقتصادية قاسية على بنوكها وكبار رجال الأعمال، وتقطع الشركات الأجنبية العلاقات معها بعد غزو موسكو لأوكرانيا، الذي وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه عملية عسكرية خاصة.
وأدت عوامل متعددة إلى توقف خدمات التزود بالوقود، بما في ذلك ما وصفته المصادر بـ"المعاقبة الذاتية"، إذ تحاول الشركات استباق الموجة التالية من الإجراءات من خلال رفض إبرام عقود مع كيانات روسية.
كما زادت مشكلات الدفع بسبب القيود المصرفية من التعقيدات المتعلقة بصفقات الوقود البحري، الذي يجري تسعيره ودفع ثمنه عادة بالدولار الأمريكي.
التضييق على السفن الروسية
وقال أحد المصادر إنّ السفن التي ترفع العلم الروسي لا يمكنها الحصول على الوقود البحري في مالطا أو منطقة جبل طارق البريطانية أو ألجيسيراس المجاورة في إسبانيا، وجميعها مناطق رئيسية للتموين أو لإعادة التزود بالوقود في البحر المتوسط.
وذكر مصدر آخر مطلع على تحركات إحدى الناقلات: "عديد من الناقلات اضطر إلى القيام برحلة أطول من أجل التموين في دول أخرى بعد أن رفضت مَوَانٍ أوروبية توفير الوقود".
وقال مسؤول حكومي في مالطا إنّ بلاده لا تسمح لأي سفن ترفع العلم الروسي بالوصول إلى موانيها.
وقال متحدث باسم حكومة جبل طارق إنّ سلطات المواني "سترفض طلبات الدخول من جميع السفن التي يملكها أو يديرها أي شخص مرتبط بالدولة، ولا حتى للتزويد بالوقود، وفقاً لقواعد المملكة المتحدة".
وقال المتحدث إنه كما هي الحال في بريطانيا، لن تتأثر السفن الأجنبية التي تحمل شحنات روسية.
وتقول مصادر في صناعة النقل البحري إنه بالنظر إلى تعقيدات التجارة البحرية العالمية لم يتضح كيف ستتمكن الشركات الروسية من العمل مع سحب عديد من الخدمات.
وقالت شركة "بانكر القابضة" الدنماركية إنها وقفت جميع عمليات التسليم إلى المواني الروسية منذ بداية مارس، مضيفة أن المجموعة والشركات التابعة لها، بما في ذلك دان بانكرنج "توقفت أيضاً عن الدخول في التزامات جديدة مع شركات روسية".
وتقول مصادر ملاحية إنه بينما لا يزال الاتحاد الأوروبي يناقش حظر دخول السفن الروسية موانيه، فقد واجه مصدِّرو النفط والمنتجات الروسية بالفعل مشكلات في إبرام عقود لاستئجار السفن وللتأمين.