بلومبرغ
تثير أسعار الوقود المرتفعة لمستويات هائلة، موجات غضب وإحباط في صفوف سائقي الشاحنات، وسائقي توصيل الطعام في منطقة آسيا، مما يولد مخاوف إزاء اضطرابات محتملة من الممكن أن تزيد المخاطر التي تهدد سلاسل التوريد.
قفز متوسط سعر وقود الديزل في كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي بنسبة بلغت 44% عن السنة الماضية ليصل إلى أعلى مستوى له منذ سنة 2008، في حين صعدت أسعار البنزين بما يفوق نسبة 30%، بحسب بيانات صادرة عن شركة النفط الوطنية الكورية (Korea National Oil Corp.). وقالت مجموعات من النقابة التي تمثل السائقين، إنَّ قيمة الأُجرة بقيت دون تغيير، وهو ما يؤثر بطريقة مباشرة في أجور العمال.
قال جو غيو هيون، المدير في اتحاد "رايدر يونيون" (Rider Union)، الذي يمثل ألف سائق توصيل للطعام في كوريا الجنوبية، في اتصال عبر الهاتف: "يمثل الصعود الهائل في أسعار البنزين عبئاً كبيراً يقع علينا". وتابع: "على النقيض من القطاعات الأخرى؛ نتلقى صفر الدعم الذي تقدّمه الحكومة، وهو ما يجعل من الصعب علينا الإبقاء على وظائفنا".
اقرأ أيضاً: بايدن يطمئن المستهلكين الأمريكيين: انخفاض أسعار الوقود قريباً
أسفر تزايد تكاليف الطاقة عن تنامي الضغوط التضخمية في أنحاء العالم كافةً، وهو ما أثّر في كل شيء بداية من رحلات شركة "أوبر"، وحتى لعب الأطفال، إذ يعزز النفط الجوانب الرئيسية للاقتصاد على غرار أنشطة الشحن والتصنيع.
وقامت اليابان بزيادة الدعم المقدم لمصافي النفط، وتخاطر باكستان بتطبيق برنامج إنقاذ تصل قيمته إلى 6 مليارات دولار من خلال صندوق النقد الدولي عبر خفض أسعار الوقود، والتعهد بعدم زيادتها حتى شهر يونيو على أقل تقدير.
في استجابة للضغوطات المتصاعدة؛ بدأت شركات نقل الركاب، وشركات تزويد خدمات النقل الآخرى في تبني بعض الإجراءات. ففي الولايات المتحدة؛ فرضت شركة "ليفت" (Lyft Inc) ومنافستها شركة "أوبر" رسوماً إضافية خلال الشهر الجاري على الرحلات من أجل مساعدة السائقين، في حين جاءت شركة "غراب" القابضة" (Grab Holdings Inc) بين شركات متعددة في سنغافورة شرعت في تنفيذ خطوات مماثلة من أجل تخفيف فواتير الوقود بالنسبة للسائقين. وفي طوكيو، يحاول سائقو سيارات الأجرة رفع أجرهم للمرة الأولى منذ 15 سنة.
اقرأ أيضاً: ارتفاع أسعار الوقود يهدد بإغلاق مصانع بريطانيا
صعدت أسعار الديزل في محطات الوقود بنيودلهي بنسبة بلغت 6.5% بعد انتهاء فترة تجميد زادت على أربعة شهور في 22 مارس الجاري، وهو ما دفع بالمشرّعين المعارضين في البرلمان الهندي للاحتجاج.
يُسفر الصعود المفاجئ عن تقويض قطاع النقل البري، إذ يشكّل وقود الديزل قرابة 70% من تكاليف التشغيل، بحسب ما ذكره كولتاران سينغ أتوال، رئيس تجمع سيارات النقل الهندية، الذي يمثل حوالي 10 ملايين مشغل لشاحنة وحافلة أيضاً.
كان على مشغّلي شاحنات البضائع في كوريا الجنوبية، التي تزن 25 طناً سداد نحو 2.5 مليون وون (2070 دولاراً) في المتوسط لشراء وقود الديزل في شهر مارس، مقارنة بالسنة السابقة، بحسب اتحاد "كارغو تراكارز سوليديريتي" (Cargo Truckers Solidarity)، التابع لنقابة الخدمة العامة الكورية وعمال النقل. قال "جو"، إنَّ سائقي توصيل الطعام يدفعون حوالي 50 ألف وون إضافية من أجل ملء خزانات الغاز الخاصة بهم شهرياً.
مدّدت كوريا الجنوبية فترة سريان خفض ضرائب الوقود لثلاثة أشهر أخرى حتى شهر يوليو للسيطرة على معدلات التضخم. برغم ذلك؛ قالت مجموعات النقابة، إنَّ العمال من قطاعي توصيل الطعام والشاحنات، وهي الخدمات التي باتت أشد أهمية في فترة تفشي وباء "كوفيد -19"، يطالبون بالحصول على مزيد من الدعم الحكومي لتعويض تزايد أسعار الوقود.
أكّد لي بونغ جو، رئيس اتحاد "تضامن سائقي شاحنات البضائع" في إيجاز صحفي الأسبوع الماضي: "يؤدي بنا الصعود الهائل في أسعار وقود الديزل لتكبّد خسائر أكبر في حال استمرارنا في العمل". وتابع: "لكنْ يتعين علينا أن نتحمّل الألم، ونستمر في التغلب على المخاوف من أنَّنا قد نخسر عقود عمل لدينا".