بلومبرغ
يتخذ المضاربون اليابانيون اليوميون رهانات صعودية بمستويات قياسية على عملتهم المحلية، بينما ينقلب العالم ضدها.
في ظل تراجع الين إلى أدنى مستوى خلال 6 أعوام مقابل الدولار الأسبوع الماضي، صعد صافي المركز الدائن الإجمالي للمستثمرين الأفراد في العملة إلى 258 مليار ين (2.1 مليار دولار) - وهو أعلى مستوى- بحسب تحليل بلومبرغ لبيانات شركة "طوكيو فانيانشيال إكستشينج" والتي تعود إلى عام 2006.
مسؤول سابق: ضعف الين قد يجبر "بنك اليابان" على تغيير رسالته
كانت غالبية صفقات الين بالمقارنة مع 14 من نظرائه مقابل الدولار واليورو، بينما كان المستثمرون لديهم نظرة صعودية لعملات البيزو المكسيكي، والراند الجنوب أفريقي، والليرة التركية.
تكشف البيانات أن المضاربين الصغار يحتفظون عادة بصافي مركز مدين مقابل العملة اليابانية، حيث ينشدون عوائد أعلى في الخارج من مستوى عوائد قريب من الصفر في الداخل.
توقعات صعبة
كان الين هو صاحب أسوأ أداء بين مجموعة العشر عملات خلال السنة الحالية، حيث هبط بنسبة 6% تقريباً في مقابل الدولار مع فجوة العائد مع سندات الخزانة. كما أسفر صعود أسعار النفط إلى الضغط على اليابان كمستورد صافٍ.
في حين أن تراجعه ربما يكون قد حفز بعض الرهانات المتعارضة، إلا أن الحرب في أوكرانيا، وتنامي معدلات التضخم والموقف التيسيري المتواصل من بنك اليابان، كانت كلها عوامل تجعل من توقعات الين مسألة صعبة.
قال فالنتين مارينوف، رئيس وحدة أبحاث واستراتيجيات مجموعة العملات العشرة في "كريدي أغريكول سي أي بي" (Credit Agricole CIB) في لندن: "يظهر أن الموجة الأخيرة من التقلبات في سوق العملات الأجنبية، على خلفية القلق من الركود التضخمي والمخاطر الجيوسياسية، جعلت تجارة المناقلة في سوق العملات الأجنبية أقل جاذبية للمستثمرين الأفراد".
وأضاف: "يدلل هذا على أن هؤلاء المستثمرين يمكن أن يعودوا إلى بيع الين في مقابل العملات ذات العوائد العالية بمجرد تراجع تقلبات العملات الأجنبية وهبوط قيمة الين".
شوهد الشعور بالصدمة بين المستثمرين الأفراد في مواجهة تراجع العملة خلال الشهر الجاري من خلال رسالة بريد إلكتروني أرسلتها شركة "شينساي" (Shinsei Bank Ltd) إلى عملائها حديثاً قالت فيها: "نظراً لاستمرار هبوط قيمة الين في سوق صرف العملات الأجنبية، هناك عدد كبير للغاية في الوقت الحالي من صفقات العملات الأجنبية، كما يوجد اتصالات هائلة تتعلق بالتوصل لصفقات".
تمثل مضاربات المستثمرين الأفراد على هوامش الأرباح جزءاً ضخماً من سوق العملات في اليابان، حيث تشكل 78% من صفقات سوق صرف العملات الأجنبية في طوكيو بمقياس واحد للسنة الماضية، بحسب أحدث تقرير من أحدى هيئات القطاع.
أصوات متعالية متشائمة
تتناقض الرهانات الصعودية الصافية لمضاربي هامش الأرباح مع أصوات متعالية متشائمة للخبراء الاستراتيجيين على غرار، ألبرت إدواردز، من مصرف "سوسيتيه جنرال"، الذي قال: إن عملة اليابان ربما تهبط إلى 150 يناً في مقابل الدولار.
سيكون هذا أضعف سعر منذ أغسطس من عام 1990، ومنخفض بنسبة 18% عن مستوى 122.44 ين الذي حققته العملة خلال التداول في بورصة طوكيو يوم الجمعة.
كشفت بيانات صادرة من "لجنة تداول العقود المستقبلية للسلع" أن التجار من المضاربين المؤسسيين احتفظوا بمراكز مدينة صافية في عملة الين لمدة سنة تقريباً.
أسفرت المواقف المتعارضة من المضاربين الأفراد إلى انقلاب الأمر ضدهم في الماضي. بالعودة إلى شهر أكتوبر الماضي، كانوا يمتلكون رهانات صعودية على الليرة التركية قبل أن تهبط العملة بما يفوق 30% خلال الشهرين التاليين.
بقي المستثمرون عالقين في هذه التجارة بطريقة كبيرة، حيث ما زالت عمليات شراء الليرة هي الأكثر رواجاً وسط أزواج العملات التي درستها بلومبرغ. تواصل توقعات أسعار الفائدة القريبة من مستوى الصفر في الداخل في تعزيز الطلب على عملات الأسواق الناشئة ذات العائدات العالية على غرار البيزو والراند المكسيكي - والتي كانت تكسب رهانات مجموعة العملات خلال السنة الجارية.
صعدت العملة اليابانية بنسبة 1% في التعاملات الآسيوية يوم الجمعة، مع تراجع كبير في سعر صرف الدولار. أكد رئيس بنك اليابان المركزي، هاروهيكو كورودا، أن ضعف الين ما زال يعد أمراً إيجابياً بالنسبة للاقتصاد الياباني، وأن صنّاع السياسة النقدية سيواصلون الالتزام بتدابير التيسير النقدي، رغم أنه أضاف أنه مستمر في متابعة تحركات العملة بطريقة حذرة.
قال فيشنو فاراثان، رئيس قسم الاقتصاد والاستراتيجية في "ميزهو بنك" (Mizuho Bank Ltd): "يضبط المستثمرون الأفراد في اليابان أوضاعهم بدقة وفقاً لخلفية الاقتصاد الكلي على مستوى العالم والتوترات داخل بنك اليابان المركزي".
أضاف: "مراكز الين تمثل انعكاساً لتأمين المستثمرين، وتحوط مراكزهم الخارجية مع انطلاق عملية تحول في السياسة النقدية حول العالم".