بلومبرغ
كسرت بتكوين حاجز نطاق التداول الضيّق، وعوّضت خسائر العام الجاري، لتثير بذلك التكهنات بأن أكبر عملة مشفرة قد تتقدم لتتجاوز مستوى 50 ألف دولار.
ارتفعت العملة المشفرة إلى 47,146 في الساعة 5:50 مساءً في هونغ كونغ، لتتحرّر بذلك عن نطاق الـ35 - 45 ألف دولار الذي علقت فيه منذ أوائل يناير. ومع الصعود الجديد، بلغت مكاسب بتكوين منذ مطلع العام الجاري 1.4%، مقارنة بتراجع نسبته 4.7% لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500".
توقع فادي أبو الألفة، مدير الأبحاث في "كوبر" (Copper)، أن تواجه بتكوين مستوى المقاومة التالي عند 52 ألف دولار، والذي إن تجاوزته، ستستهدف مستوى 65 ألف دولار الذي لا يبعد كثيراً عن قمة نوفمبر. من جانبه، قال ريك بينساينور، رئيس "بنساينور إنفستمنت إستراتيجيز" (Bensignor Investment Strategies)، في مذكرة أمس الأحد، إن بتكوين "على موعد مع صعود بنسبة 20%".
ظلت العملة عالقة في مسار ضيق في الوقت الذي أزال فيه الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزي الأخرى بعض تدابير التحفيز التي طبقوها استجابة للركود الناجم عن الوباء، وهذا يعني أن سيولة أقل تتجه للأصول الخطيرة مثل العملات المشفرة. علاوة على ذلك، تعرضت العملات المشفرة للتدقيق نتيجة تزايد التكهنات بأنه يمكن استخدامها كوسيلة للتحايل على العقوبات الروسية رغم تفنيد العديد من المحللين لهذا الادعاء.
ومع ذلك، بدأت بتكوين وغيرها من العملات المشفرة مثل "إيثر" تقدماً ثابتاً الشهر الجاري تزامناً الارتفاعات الأوسع في الأسهم الأمريكية، لكن لم تتخطّ بتكوين مستوى 45 ألف دولار، وهو عتبة لم تلامسها إلا لوقت قصير منذ أوائل يناير، إلا أمس.
قال أنطوني ترينشيف، المؤسس المشترك والشريك الإداري في "نيكسو" (Nexo): "بينما نختبر قمة نطاق تداول 2022 للمرة الخامسة، فهذه واحدة أخرى من لحظات بتكوين عندما يتغير السيناريو سريعاً ويبدأ المستثمرون في التزاحم على السوق، ما يدفع سعرها لأعلى.. وربما تكون هي مسألة وقت قبل الاستيقاظ من سبات بتكوين الذي اتسم به عام 2022".
ذروة الشراء
رغم قوة بتكوين في الآونة الأخيرة، فقد تفوّق عليها في الأداء خلال الأيام القليلة الماضية عملات بديلة مثل "كاردانو" و"سولانا" و"بولكادوت" و"دوج كوين". وحظيت "كاردانو" على وجه الخصوص باستحسان المتداولين، إذ قفزت بنسبة 32% خلال الأيام الخمسة الماضية، ومع ذلك، تظل هذه العملات المشفرة منخفضة في 2022.
كانت بتكوين أعلى بكثير من متوسطها المتحرك لمدة 50 يوماً، والذي يقع حالياً حول 41,085 دولار، وهو ما يضعها في حدود الشريحة المئوية الـ 80 إلى 90 وفي نطاق "ذروة الشراء"، وفقاً لمجموعة "بيسبوك انفستمنت" (Bespoke Investment Group)، وبرغم أن هذا يشير إلى احتمال حدوث تراجع في الأسعار بالنسبة للعديد من الأصول، لكن في حالة بتكوين، كان الأمر معكوساً تاريخياً، وفقاً للمجموعة.
ذكر تقرير "بيسبوك": "عندما كانت في ذروات شراء مماثلة في السابق (خلال السنوات الخمس الماضية)، فقد حققت في المتوسط مكاسب كبيرة خلال شهر إلى 12 شهراً مقبلة".
عندما كانت بتكوين في الشريحة التاسعة من هامش السعر مقابل متوسطها المتحرك لمدة 50 يوماً، فقد ارتفعت تاريخياً بنسبة 16% في الشهر التالي، وبنسبة 100% خلال الشهور الستة المقبلة، كما كانت تربح 274% بعد عام، وفقاً لبيانات جمعتها "بيسبوك".
كتبت "بيسبوك": "هذا ليس عادة ما نراه في سهم تقليدي أو صندوق متداول في البورصة، ولكن نظراً لأن بتكوين كانت تتداول على الأغلب بأسعار أعلى على مر السنوات ولديها الكثير من زخم التداول الذي يدفعها، فإن مستويات ذروة الشراء لم تصبح بعد رياح معاكسة في هذا المجال المعنيّ".
عزّزت مكاسب بتكوين منذ منتصف مارس - حتى مع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا – موقفها أيضاً أمام الذهب، منافسها التقليدي الآمن، والذي كانت أسعاره عرضية خلال هذه الفترة.