بلومبرغ
أكد البنك المركزي المكسيكي قرار رفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، الذي سبق أن أعلنه الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور في إفصاحه غير المسبوق الذي أثار تساؤلات حول استقلالية البنك.
قال الرئيس المكسيكي، المعروف باسم أملو، للصحفيين خلال مؤتمر صحفي في وقت مبكر من يوم الخميس: "رفع البنك المركزي في المكسيك أمس أسعار الفائدة بمقدار 0.5%، سيُصبح معدل الفائدة لدينا 6.5%".
أكد البنك المركزي المكسيكي (Banxico) القرار في بيان منشور على موقعه الإلكتروني في تمام الساعة 3 مساءً بالتوقيت الشرقي، مثلما كان قد حدّد سابقاً.
يعتبر هذا القرار الثاني الذي يُتخذ تحت قيادة المحافظة فيكتوريا رودريغيز، مديرة الإنفاق السابقة في فريق الرئيس الذي عيّنها لقيادة البنك في نوفمبر بعدما غيّر رأيه بخصوص مرشح أولي.
استند قرار البنك، وفقاً للبيان، إلى توقُّعات مخاطر ارتفاع التضخم بشكل أكبر و"التحديات الناجمة عن التشديد المستمر للأوضاع النقدية والمالية العالمية، وحالة عدم اليقين الكبيرة والضغوط التضخمية الأكبر المرتبطة بالصراع الجيوسياسي".
وامتنع بنك المكسيك عن التعليق على إعلان الرئيس.
قال ألونسو سيرفيرا، كبير الاقتصاديين لأمريكا اللاتينية لدى "كريدي سويس": "تعليق الرئيس مؤسف للغاية، ودفع إعلانه بعض الناس للتساؤل حول مدى درجة استقلالية البنك المركزي".
ارتفع البيزو المكسيكي بشكل طفيف بعد التصريحات، ووصل إلى أقوى مستوى له منذ سبتمبر قبل تقليص بعض مكاسبه، في حين صعدت أسعار المقايضة.
ارتفع البيزو لليوم العاشر على التوالي، في أطول سلسلة مكاسب منذ عقد، وتوقَّع جميع الاقتصاديين، باستثناء واحد من أصل 24 اقتصادياً في استطلاع أجرته بلومبرغ، صعود سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة.
اهتزاز استقلالية البنك المركزي
جاءت تعليقات أملو بعدما أجرى البنك المركزي بشكل مبكر اجتماعين من اجتماعاته الرئيسية لاتخاذ قرار بشأن سعر الفائدة أمس، وذلك لتجنّب تعارضهما مع المؤتمر المصرفي السنوي في أكابولكو المقرر يوم الخميس.
وتطول الفترة بين اتخاذ القرار النهائي بشأن سعر الفائدة والإعلان الرسمي، مما قد يؤدي إلى المخاطرة بتسريبه.
كتب سيرفيرا من "كريدي سويس" على "تويتر" أنَّه يتعيّن على مجلس الإدارة التفكير جدياً في تقليل الوقت بين اتخاذ قرار السعر والإعلان عنه.
رأى إرنستو ريفيلا، كبير الاقتصاديين السابق في وزارة المالية المكسيكية والخبير في "سيتي غروب" حالياً، أنَّ "تعليق أملو أتى في وقت تتسع فيه المخاوف بخصوص استقلالية البنك المركزي لسوء الحظ. ماذا سيحدث لو تم إبلاغه مسبقاً بقرار لا يتفق معه؟".
قال رئيس المكسيك أثناء الإعلان عن قرار السياسة النقدية، إنَّه "يحترم استقلالية بنك المكسيك"، ولكن هذه الرسالة لم تصل بشكل واضح إلى الاقتصاديين.
قالت فاليري موي، مديرة المؤسسة الفكرية الاقتصادية "إيمكو" (IMCO) في "مكسيكو سيتي": "لا أستطيع أن أصدق ما قاله، وأنا ما أزال في حالة صدمة. يعد بنك المكسيك أحد أعمدة البلاد وما فعله أمر رديء للغاية، ويبدو علامة على عدم احترام المحافظة".