بلومبرغ
ارتفعت أسعار الطاقة الأوروبية بعد أن قال الرئيس فلاديمير بوتين، إنَّ روسيا ستطلب السداد بالروبل من الدول المشترية للغاز الطبيعي والذين تعتبرهم من "غير الأصدقاء".
قفزت العقود الآجلة القياسية للغاز بأكثر من 30%، تلتها أسعار الطاقة والفحم. ووجّه "بوتين" البنك المركزي الروسي لتطوير آلية لسداد المستحقات بالروبل، مقابل بيع الغاز في غضون أسبوع خلال اجتماع مع حكومته.
في حين وصفت روسيا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأعضاء الاتحاد الأوروبي بالدول غير الصديقة؛ قالت إنَّها ستواصل توريد الغاز تماشياً مع الطلبات. وأعاد إعلان "بوتين" المخاوف بشأن استقرار الإمدادات الروسية بعد أيام قليلة من الهدوء النسبي في التجارة.
قد تعني خطة "بوتين" حدوث اضطراب بالنسبة لعقود الغاز طويلة الأجل في أوروبا، والتي يتم تسعيرها في الغالب باليورو. ومن شأن حدوث أي اضطرابات في الإمدادات نتيجة لتغيير القواعد، أن يؤدي إلى تفاقم أزمة الطاقة في أوروبا.
قال تيم بارتريدج، مدير تجارة الطاقة في "دي بي غروب" (DB Group Europe): "يبدو أنَّ روسيا ما تزال تريد مسارات تجارية مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا بخلاف مسارهم". وقالت إيطاليا، إحدى أكبر الدولة المشترية للغاز الروسي، إنَّها لا تميل إلى الدفع بالروبل.
وفقاً لما قاله فرانشيسكو جيافاتزي، المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء ماريو دراغي، في منتدى "بلومبرغ كابيتال ماركت" بـ ميلانو؛ فإنَّ الدفع بالروبل سيكون وسيلة للإفلات من العقوبات. وقالت شركة " "أو إم في" (OMV AG) النمساوية إنَّ عقودها للغاز مع روسيا لا تنص على الدفع بالروبل.
تأتي هذه الأنباء في حين من المتوقَّع أن تعلن الولايات المتحدة والدول الشريكة، يوم الخميس، عن إجراء جديد يهدف إلى "تعزيز أمن الطاقة الأوروبي، وتقليل اعتماد أوروبا على الغاز الروسي".
اقرأ أيضاً: شركات الطاقة تتخاطف الغاز الروسي مع سعي أوروبا لإيجاد بدائل
نقل نص بيان منشور على الموقع الإلكتروني للكرملين، عن "بوتين" قوله: "لقد اتخذت قراراً بالتحول إلى السداد بالروبل مقابل قيمة إمداداتنا من الغاز الطبيعي إلى ما يسمى بالدول المعادية، والتوقف عن استخدام العملات الوسيطة في مثل هذه المعاملات".
قفز سعر الغاز الهولندي تسليم الشهر المقبل، وهو المعيار الأوروبي، نحو 34% قبل أن يتداول مرتفعاً 16% عند حوالي 115 يورو للميغاواط/ ساعة بحلول المساء في أمستردام. ارتفعت أسعار الكهرباء الألمانية تسليم الشهر المقبل 24%، وارتفع الفحم الأوروبي للفترة نفسها بنسبة 13% تقريباً.
يعمل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على اتفاقية تهدف إلى ضمان توريد الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين الأمريكي إلى الدول الأعضاء في التكتل، في حين يعمل الاتحاد على إنهاء اعتماده على الطاقة الروسية.
قالت روسيا مراراً إنَّها دولة مورّدة موثوق بها، ولا يمكن لومها على ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا.
ظلت صادرات روسيا من الغاز تتدفق عبر خطوط أنابيب، والتي تعتبر أساسية بالنسبة للاتحاد الأوروبي، دون انقطاع حتى الآن برغم اندلاع الحرب في أوكرانيا. يتدفق نحو ثلث الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب المارة بالأراضي الأوكرانية. ومع ذلك؛ ما تزال القارة الأوروبية على حافة الهاوية، مع تسارع المخاوف بشأن أزمة الطاقة.
وتشهد الإمدادات من الديزل إلى الفحم أزمة بالفعل. وأدت أزمة الطاقة والاندفاع لاستبدال المواد الخام الروسية بسبب حربها في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الوقود.