بلومبرغ
قالت وزارة المالية الروسية إنّ مدفوعات القسائم (الكوبونات) على اثنين من سنداتها الدولارية هي مع "سيتي غروب" (Citigroup)، وإنّ الدولة أوفت بالتزاماتها تجاه المستثمرين، حتى في الوقت الذي يقول فيه حاملو السندات في أوروبا إنهم لم يتلقوا الأموال بعد.
ويدعم البيان الرسمي التقارير السابقة التي تفيد بأن بنك "جيه بي مورغان تشيس آند كو" (JPMorgan Chase & Co) قد عالج أموالاً بقيمة 117 مليون دولار، وأرسل الأموال إلى "سيتي غروب"، مما أدى إلى ارتفاع في السندات وخفض تكلفة تأمين ديون الدولة ضد التخلف عن السداد.
كما تشير مقايضات الائتمان الروسية يوم الجمعة إلى احتمال 48% بالتخلف عن السداد في غضون عام، وفقاً لبيانات "سي إم إيه آي" (CMAI)، بانخفاض من 60% صباح الخميس.
لكن مع ذلك يقول خمسة من حاملي السندات في أوروبا إنهم لم يتلقوا مدفوعات القسائم حتى الساعة 11:00 صباحاً في لندن.
بدء العد التنازلي لتخلف روسيا عن دفع مستحقات ديونها
وقال جاري كيرك، مدير محفظة في شركة "تونتي فور أسيت مانجمنت" (TwentyFour Asset Management): "لا أستطيع أن أتذكر وقتاً كان هناك مزيد من عدم اليقين بشأن السيادة، فقد كان التخلف عن السداد في الأرجنتين في عام 2001 فوضوياً ولكن يمكن التنبؤ به، إلا أن الوضع الروسي اليوم هو أكثر صعوبة بسبب العقوبات العالمية".
مخاطر التخلف عن السداد
يُشار إلى أن تأكيد أن "سيتي غروب" لديها الأموال النقدية هو آخر تحديث في دراما مدفوعات الفوائد التي أصبحت تمثّل علاقة روسيا الجديدة والمعقدة مع بقية العالم منذ غزوها أوكرانيا الشهر الماضي.
"سفرستال" للصلب تحصل على موافقة الكرملين لسداد الديون بالدولار
وفي الأسابيع التي تلت بدء الحرب، أصبحت الدولة الغنية بالطاقة أكثر دول العالم تعرضاً للعقوبات، وبدأت درجة ائتمانها تنخفض نحو تصنيف السندات عالية المخاطر في ظل توقعات التخلف عن السداد، إن لم يكن على القسائم المستحقة هذا الأسبوع، فمن المحتمل في وقت لاحق. وقد رفض متحدث باسم "سيتي غروب" التعليق.
كذلك نقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن وزير المالية أنطون سيلوانوف قوله هذا الأسبوع إنه تم إجراء دفعة بموجب القسائم بالدولار. وفي حال حظرها فستُدفع بالروبل بدلاً من ذلك. ولدى روسيا فترة سماح مدتها 30 يوماً للوفاء بالتزامات الدفع اعتباراً من الخميس.
من جانبهم قال محللو "ستاندرد آند بورز" في بيان خفّض تصنيف روسيا بالعملة الأجنبية من CCC- إلى CC: "في حال لم يكن بإمكان المستثمرين الوصول إلى الأموال، أو إذا جرى السداد بعملة غير منصوص عليها في شروط الالتزام، إذ نعتقد أن المستثمر لن يوافق على السداد البديل، فيمكننا اعتبار هذا تخلفاً عن السدد".
وزارة: العقوبات قد تُجبِر روسيا على سداد ديونها بالروبل
يُشار إلى أن بعض المستثمرين متفائلون بأن حاملي السندات سيحصلون على مدفوعاتهم بالدولار. وقد تراجعت مخاطر الائتمان في البلاد، وحققت سنداتها المستحقة 2023 و2043 -التي كانت لها قسيمتان مستحقتان هذا الأسبوع- مكاسب ساعدت على تعزيز أسعارها بأكثر من 100% هذا الأسبوع. ولا يزال تداول كليهما مستمراً عند مستويات متدهورة للغاية، أي عند نحو نصف قيمتها الاسمية.
تسليط الضوء على "سيتي غروب"
من خلال دورها وكيلاً للدفع، تجمع "سيتي غروب" مدفوعات القسائم من مصدّري السندات وتوزع هذه الأموال عبر غرف المقاصة إلى أمناء الحفظ، وفي النهاية إلى حملة السندات. وتُعَدّ الخدمة جزءاً أساسياً من الأعمال المالية في العالم، وإن كانت نادراً ما تكون تحت الأضواء. والآن يجب على "سيتي غروب" أن تقرر ما إذا كانت ستمرّرها.
تعليقاً على الموضوع، قال متحدث باسم وزارة الخزانة الأمريكية يوم الأربعاء إنّ القيود المفروضة على التعامل مع البنك المركزي الروسي والمؤسسات الروسية الأخرى لا تمنع هذا البلد من سداد ديونه بالدولار، على الأقل حتى أواخر مايو.
الجدير بالذكر أن "سيتي غروب" هي وكيلة الدفع لنحو أربعين سنداً مرتبطاً بشركات روسية، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ". وقد نجح بعض هذه الشركات -بما في ذلك "إم إم سي نوريلسك نيكل" (MMC Norilsk Nickel) و"غازبروم" (Gazprom)- في سداد مدفوعات القسائم في الأيام الأخيرة.
ولكن في حالات أخرى قد لا يجري تمرير مدفوعات القسائم، إذ منعت "سيتي غروب" هذا الأسبوع دفعة فائدة بقيمة 19.25 مليون دولار أرسلتها شركة "يوروكيم غروب" (EuroChem Group) لتصنيع الأسمدة الروسية، وفقاً لشخص مطلع على الأمر.
وقد حذّرت شركة الصلب والتعدين "سيفيرستال" (Severstal) هذا الأسبوع من أن "سيتي غروب" قد تمتنع عن معالجة مدفوعات الفائدة البالغة 12.6 مليون دولار المستحقة على سنداتها الدولارية.