خبراء يحذرون من الرهانات الاستثمارية الكبيرة بعد رفع الفائدة الأمريكية

time reading iconدقائق القراءة - 8
الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يرفع الفائدة في كل اجتماع من اجتماعاته خلال 2022 - المصدر: بلومبرغ
الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يرفع الفائدة في كل اجتماع من اجتماعاته خلال 2022 - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

ينبغي على المستثمرين أن ينتهجوا أسلوباً هادئاً في تقييم فرص التعاملات بعد أن رفع الاحتياطي الفيدرالي في توجهه المتشدد أسعار الفائدة، وألمح إلى زيادتها مرات أخرى مستقبلاً.

ذلك هو رأي المشاركين في السوق الذين يُحذِّرون من الرهانات الكبيرة بعد أن لوّح البنك المركزي بزيادة أسعار الفائدة في كل اجتماع من الاجتماعات الستة التي ستعقد على مدى العام الحالي من أجل مواجهة أسرع معدل للتضخم منذ أربعين عاماً.

عائد سندات الخزانة الأمريكية يرتفع وسط توقعات بزيادات أكبر لسعر الفائدة

قال رون تمبل، الرئيس المشارك للأصول المتعددة لدى شركة "لازارد أسيت مانجمنت" (Lazard Asset Management) في نيويورك: "إذا قاموا بمواصلة سيرهم في الاتجاه الذي يشير إليه الخط البياني؛ فإنَّ ذلك يدعو إلى القلق، فقد ارتفعت مخاطر ارتكاب الخطأ في السياسة النقدية ارتفاعاً ملموساً اليوم. وستحتاج الأسواق إلى بعض الوقت حتى تقيم تأثير السياسة التقشفية متعددة الأبعاد".

قلق في أسواق السندات

تعلن أسواق السندات فعلاً عن قلقها بشكل متكرر كالوميض؛ فقد تقلّصت الفجوة بين عوائد سندات الخزانة أجل 5 سنوات، وسندات 30 سنة إلى أدنى مستوى منذ عام 2018.

باعتبار أنَّ منحنى العائد يمثل مقياساً لمشاعر السوق إزاء الأداء الاقتصادي؛ فإنَّ استواءه يعود جزئياً إلى المراهنة على خطأ في سياسة الاحتياطي الفيدرالي النقدية كما يشكل عبئاً على تعافي الاقتصاد، وهو أمر يتزايد احتمال وقوعه مع رفع أسعار الفائدة بمعدلات أعلى وأسرع.

النفط يتخطى 100 دولار مجدداً بعد تحذير من نقص إمدادات روسيا

ومع ذلك؛ أغلقت أسهم الولايات المتحدة مرتفعة بعد تعليقات إيجابية من رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على أداء الاقتصاد، وتصريحاته بشأن سياسة الصين الداعمة للسوق الحرة، واحتمال تحقيق تقدّم في مفاوضات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا.

فيما يلي تصريحات منتقاة تتعلق بما سيحدث في الأسواق العالمية بعد تصريحات الاحتياطي الفيدرالي:

لم نبلغ بعد قاع أسواق الأسهم

كريس زاكاريللي، رئيس شركة "إندبندانت أدفايزور أليانس" (Independent Advisor Alliance) لشؤون الاستثمار، قال: "نحن مستمرون في نصح المستثمرين بالحذر، هناك بعض الشركات العظيمة تحيط الخنادق الدفاعية بنشاطها وأعمالها وهي مطروحة للبيع، ونحن ننتهز فرصة موجة البيع ونستفيد منها، غير أنَّنا غير مستعدين لإعلان أننا بلغنا القاع، وأنَّ الوقت قد حان لاتخاذ موقف أكثر جرأة بوجه عام".

أسهم البنوك الأمريكية الكبرى تنتعش مع بداية رفع أسعار الفائدة

وأضاف: "لقد وصلنا إلى منطقة لم نطرقها من قبل من ناحية حجم ميزانية الاحتياطي الفيدرالي، والضغوط التضخمية على اقتصاد الولايات المتحدة، وتزايد المخاطر التي تواجه نمو الاقتصاد؛ وهناك ما يبرر اتخاذ نهج متواضع تجاه الاستثمار، مع ثقة وتأكيد أقل لأي نتيجة واحدة محددة".

دواعي القلق

صعود أسواق الأسهم يدعو إلى الدهشة، وبحسب تمبل من شركة "لازارد"؛ فإنَّ ذلك "لا يدعو إلى التفاؤل، وإنما إلى القلق".

وهو يرى ثلاثة عوامل تقشفية في التوقيت نفسه، وهي: ارتفاع أسعار الفائدة، وتجفيف ميزانية الاحتياطي الفيدرالي، وارتفاع أسعار النفط كعبء على المستهلكين الأمريكيين.

تقلب أسعار الفائدة

بيل زوكس، مدير محافظ لدى شركة "برانديواين غلوبال إنفستمنت مانجمنت" (Brandywine Global Investment Management)، قال: "يبدو لي أنَّ الاحتياطي الفيدرالي يترك لأسواق المال أن تحدد بنفسها مسار سعر الفائدة على أرصدة الاحتياطي. وهذا الأسلوب سيؤدي إلى مزيد من تقلب أسعار الفائدة مما لو كان الاحتياطي الفيدرالي يتدخل أكثر من خلال التفاعل المتبادل مع أسواق المال".

كيف ستتفاعل الأسهم مع الزيادة المرتقبة لسعر الفائدة الأمريكية؟

وأضاف: "إذا استمر تدهور أسعار السندات ذات الدرجة الاستثمارية والسندات مرتفعة العائد والأسهم؛ ربما نكتشف الوقت الذي يريد فيه الاحتياطي الفيدرالي مزيداً من التدخل والمشاركة في تفاعل متبادل مع أسواق المال".

اشترِ العملات المرتبطة بالسلع الأولية

قال رودريغو كاتريل، محلل استراتيجي لدى "بنك أستراليا الوطني" (National Australia Bank): "يخبرنا التاريخ أنَّ الدولار الأمريكي يميل إلى أن يفقد اتجاه الصعود بمجرد أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي دورة تقشفية".

أضاف: "هناك كثير من العوامل الغامضة بوجه عام؛ غير أنَّنا مازلنا نعتقد أنَّ العملات المرتبطة بالسلع الأولية في وضع جيد يؤهلها لأداء أفضل هذا العام، في حين يمكن أن يسترد اليورو حيويته الخلابة والساحرة في النصف الثاني من عام 2022، إذا رأينا البنك المركزي الأوروبي مستعداً لرفع أسعار الفائدة بالتوازي مع خطة إنفاق يتبنّاها الاتحاد الأوروبي حتى يفطم نفسه عن روسيا".

زيادات استباقية

في مذكرة بحثية، كتب ستيفين إنغلاند، رئيس أبحاث النقد الأجنبي في "مجموعة العشر" لدى بنك "ستاندارد تشارترد" (Standard Chartered): "نحن غير مقتنعين بأساسيات قوة الطلب في سوق العمل، ولذلك؛ مازلنا نتشكك في أنَّهم سيواصلون برنامج زيادة أسعار الفائدة كاملاً حتى النهاية. وربما ينتهز الاحتياطي الفيدرالي قليلاً من الاجتماعات المقبلة في رفع أسعار الفائدة استباقاً، مستفيداً من الشعبية السياسية لها، وشعبيتها العامة في الوقت الراهن".

اشترِ سندات الخزانة

قال ماكوتو نوجي، كبير محللي العملة والسندات الخارجية لدى شركة "إس إم بي سي نيكو سيكيوريتيز" (SMBC Nikko Securities): "ترتفع جاذبية سندات الخزانة متوسطة وطويلة الأجل. وقد انعكس أثر منحنى العائد في الولايات المتحدة كاملاً تقريباً على حركته في الرسوم التوضيحية، مما يعني أنَّ المستثمرين في سوق السندات يتوقَّعون أن يظل الاقتصاد الأمريكي قوياً حتى أنَّ الاحتياطي الفيدرالي يستطيع أن يستكمل سلسلة رفع أسعار الفائدة كاملة وفق خطته".

رهان اليورو

قال ستيفين إن، شريك إداري في شركة "إس بي آي أسيت مانجمنت" (SPI Asset Management): "إنَّ تشدد الاحتياطي الفيدرالي في أمريكا يفتح الباب أمام مزيد من تشدد البنك المركزي الأوروبي، وكما رأينا في حالات سابقة أنَّ اليورو يطير عندما تنبذ حركة الأسعار في السوق سياسة أسعار الفائدة السلبية".

أضاف: "منذ أن انتشرت التعاملات المراهنة على وقف إطلاق النار، خاصة في أسواق الطاقة، أعتقد أنَّ اليورو والدولار قد يصبحان صفقة جيدة. فانخفاض أسعار الطاقة أمر جيد بالنسبة لاقتصاد الاتحاد الأوروبي، وبالتالي؛ للعملة الأوروبية".

أسعار أعلى للفائدة

يقول شارلي ريبلي، محلل أول أسواق لدى شركة "أليانز إنفستمنت مانجمنت" (Allianz Investment Management): "يبدو أنَّ الاحتياطي الفيدرالي يلتزم بدرجة معينة بسياسة التقشف الكمي، غير أَّن هناك بعض الغموض بشأن ما يعنيه ذلك بالنسبة للمستثمرين. وبوجه عام؛ فإنَّ رسالة الاحتياطي الفيدرالي واضحة بأنَّ أسعار الفائدة الأساسية ستصبح مرتفعة كثيراً بنهاية العام. والآن، على السوق أن تتأقلم مع هذا الموقف المتشدّد".

كتب محللو شركة "تي دي سيكيوريتيز" (TD Securities)، ومن بينهم: أوسكار مونوز، و بريا ميسرا: "نحن بانتظار أن يبلغ عائد سندات الخزانة أجل 10 سنوات مستوى 2.5% مع نهاية العام، و2.75% في منتصف عام 2023. بالإضافة إلى ذلك؛ تواصل صناديق الاستثمار في أوراق الدخل الثابت ظاهرة تخارج الاستثمارات، مما ينبغي أيضاً أن يدفع نحو زيادة أسعار الفائدة".

أضافوا أنَّ : "سعراً مشدداً للفائدة الأساسية مع سياسة تقشف كمي ينبغي أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة الحقيقية طويلة الأجل. ونحن مازلنا مع المراهنة على انخفاض الأسعار الحقيقية على سندات الخزانة أجل 10 سنوات".

الحذر من الأسواق الناشئة

قال راجيف دي ميلو، مدير محافظ عالمية لدى شركة "غاما أسيت مانجمنت" (GAMA Asset Management): "ستحتاج البنوك المركزية في الأسواق الناشئة إلى مزيد من تشديد السياسة النقدية، حتى تواكب خطوات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وحتى تتعامل مع مشكلة التضخم في أسواقها المحلية".

وأضاف: "أشعر بقلق أشد على البلدان التي تتردد في تشديد سياستها النقدية حتى الآن، تلك التي تعتمد كثيراً على الطاقة. وتتعرض الهند تحديداً لمخاطر على هاتين الجبهتين. فقد وصلت العوائد في كثير من الأسواق المحلية إلى مستويات جاذبة، وستمثل فرصاً استثمارية عندما تستقر أسعار السلع الأولية".

تصنيفات

قصص قد تهمك