بلومبرغ
تتزايد احتياطات القمح عالمياً بالتزامن مع احتمال تعويض فائض المحاصيل في أستراليا والهند جزءاً من نقص إمدادات منطقة البحر الأسود، إذ تسببت الحرب في تعليق نحو ربع تجارة الحبوب العالمية.
طالع المزيد: مشترو القمح يبحثون عن بدائل بسبب تداعيات الحرب في "سلة الخبز العالمية"
توقعت وزارة الزراعة الأمريكية في نشرتها الصادرة أمس الأربعاء زيادة في المحاصيل، فيما انخفضت أسعار القمح في شيكاغو بالحد الأقصى ولم يعاود الارتفاع من وقتها.
تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في فوضى عارمة بإمدادات القمح العالمية، إذ سجّلت العقود الآجلة أشد حالاتها تذبذباً، على الأقل خلال عقد من الزمان، وسجّلت في وقت سابق من الأسبوع أعلى مستوى لها على الإطلاق.
القمح يواصل صعوده الحادّ بعد اختناق حركة الشحن بسبب الغزو الروسي
قد يؤدي تزامن تلك المكاسب مع ارتفاع أسعار الزيوت النباتية والذرة وفول الصويا لتقترب من مستويات قياسية إلى زيادة كبيرة في أسعار المواد الغذائية عالمياً، التي وصلت بالفعل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
تسهم كل من روسيا وأوكرانيا بنحو ربع تجارة القمح والشعير عالمياً، وخُمس الذرة، والجزء الأكبر من زيت عباد الشمس.
القمح يسجّل أعلى مستوى منذ 2008 بسبب الأزمة الروسية-الأوكرانية
يتزامن ذلك مع استعداد أستراليا لجني محصول قياسي واستمرار وتيرة التصدير القوية من الهند بسبب احتياطاتها الهائلة وارتفاع الأسعار العالمية.
فوضى البحر الأسود تدفع المشترين إلى البحث عن القمح الأسترالي
انخفضت العقود الآجلة القياسية للقمح في شيكاغو بالحد الأقصى أو 6.6% لتبلغ 12.015 دولار للبوشل (بوشل القمح يساوي نحو 27,2 كيلوغرام) بعد ارتفاعها إلى أعلى مستوياتها على مدار عدة سنوات، في اليوم السابق، ليصل ارتفاع الأسعار إلى أكثر من 50% منذ بداية العام، فيما تراجعت العقود الآجلة للذرة بنسبة 2.8% لتبلغ 7.3225 دولار للبوشل، كما تراجعت أسعار فول الصويا أيضاً.
تتزامن التوقعات الأمريكية مع استعداد مزارعي الذرة وفول الصويا والقمح الربيعي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية لموسم الزراعة، فيما يعانون من ارتفاع التكاليف بدءاً من الأسمدة، وصولاً إلى البذور والوقود.
في البرازيل التي تُعَدّ مورداً رئيسياً للذرة وفول الصويا، تسبب الجفاف الشديد في تدمير المحاصيل. كما تسبب الطقس الجاف في إصابة الحقول في كندا وأجزاء من الولايات المتحدة العام الماضي بالذبول. قد يدفع ارتفاع الأسعار الحالي المزارعين في أمريكا الشمالية إلى زراعة مزيد في فصل الربيع، ولكن حصاد تلك الأراضي يحتاج إلى شهور.