بلومبرغ
تعمل شركات تصنيع الأسمدة في أوروبا، بما في ذلك "يارا إنترناشونال" (Yara International ASA)، على خفض الإنتاج، بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، مما يزيد من المخاطر المتزايدة بالنسبة لتضخم أسعار الغذاء عالمياً.
تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في حدوث اضطرابات بأسواق السلع ودفع الغاز الطبيعي- المادة الأولية للأسمدة النيتروجينية- إلى تسجيل مستويات قياسية. أدي ذلك إلى إجبار الشركات المنتجة للحد من إنتاج الأمونيا، ما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف المدخلات الزراعية ويزيد من مخاطر حدوث صدمة غذائية في جميع أنحاء العالم.
قالت "يارا إنترناشونال" ومقرها أوسلو، اليوم الأربعاء، إنها قلصت الإنتاج بشكل مؤقت في فيرارا بإيطاليا ولوهافر في فرنسا. سيكون إنتاج الأمونيا واليوريا في منشآت الشركة في أوروبا 45% فقط من طاقتها الإنتاجية نهاية الأسبوع الجاري. وينتج المصنعان مليون طن من الأمونيا و900 ألف طن سنويا من اليوريا بينهما.
يُستخدم الغاز الطبيعي كمادة أولية للأسمدة النيتروجينية، وعادة ما يمثل حوالي 80% من تكاليف الشركة المصنعة.
اقرأ أيضا: تكاليف الأسمدة المتزايدة عالمياً تهدد بارتفاع أكبر في أسعار الغذاء
ارتفعت العقود الآجلة للغاز في أوروبا حاليا بنحو 10 أضعاف على أساس سنوي. وقفزت أسعار المواد الغذائية عالميا إلى مستوى قياسي الشهر الماضي، مع بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، اللتان تعتبران سلة الخبز في العالم.
انخفضت أسهم شركة "يارا" بنسبة 0.3% اعتبارا من صباح اليوم، خلال تداولات أوسلو، بعد أن هبطت في وقت سابق بما يصل إلى 2.7%. كما أوقفت الشركة المنتجة للأسمدة المجرية "نيتروجينموفكس" (Nitrogenmuvex) مؤقتا إنتاج الأمونيا بسبب ارتفاع أسعار الغاز.
قال زولتان بيج، كبير مسؤولي الإستراتيجية بشركة "نيتروجينموفكس"، في رسالة بالبريد الإلكتروني:"في غضون أيام قليلة، سيتم إغلاق مصانع الأسمدة لدينا، حيث لدينا كميات محدودة من مخزون الأمونيا".
اقرأ أيضا: من النحاس والأسمدة إلى السكر.. أزمة الطاقة تخنق مصانع أوروبا
يعتمد كل محصول رئيسي في العالم تقريباً على مدخلات مثل البوتاس والنيتروجين، وبدون تدفق مستمر، وسيواجه المزارعون صعوبة أكبر في زراعة كل المحاصيل من البن إلى الأرز وفول الصويا. وتعتبر روسيا أيضاً دولة موردة بشكل رئيسي للأسمدة.
تضرب أسعار الغاز المرتفعة جميع الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، مع توقف مصانع الورق "نورسك سكوج"( Norske Skog ASA) و " برو جيست" (Pro-Gest SpA) في النمسا وإيطاليا خلال الأسبوع الجاري. وقالت شركة " برو- جيست": إن سعر بيع طن من الورق أقل من تكلفة الطاقة اللازمة لتصنيعه.
في شمال إيطاليا، أعلن العديد من مصانع الصلب أيضاً عن توقف الإنتاج، بهدف استئناف الأنشطة بمجرد انخفاض الأسعار. وذكرت صحيفة "كورييري ديل فينيتو" أن نحو 1500 موظف يمكن أن يحصلوا على إجازة مؤقتة.