أنباء الاتفاق الإيراني تدفع أسعار النفط للهدوء..والمواد الأولية تواصل الارتفاع

time reading iconدقائق القراءة - 11
صهاريج تخزين النفط في ضواحي نينغبو ، مقاطعة تشجيانغ، الصين. - المصدر: بلومبرغ
صهاريج تخزين النفط في ضواحي نينغبو ، مقاطعة تشجيانغ، الصين. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

AFP

تراجعت أسعار النفط، الخميس، بعدما ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة منذ العام 2008، في حين واصلت المعادن والمواد الزراعية التي تعتبر روسيا المنتج الرئيسي لها ارتفاعها المحموم بسبب حالة عدم اليقين بشأن الإمدادات الناتجة عن غزو أوكرانيا.

كما قفز سعر برميل خام برنت بحر الشمال، وهو المعيار القياسي للنفط الخام في أوروبا، إلى 119,84 دولاراً ليقترب كثيراً من عتبة 120 دولاراً، التي لم يصل إليها منذ العام 2012، ثم تراجع في نهاية التعاملات، بنسبة 0,1% إلى 112,76 دولاراً أمريكياً.

فيما ارتفع مؤشر نفط غرب تكساس الوسيط في بورصة نيويورك إلى 116,57 دولاراً، وهو مستوى غير مسبوق منذ سبتمبر 2008، قبل أن يتراجع إلى 110,01 دولار بانخفاض بنسبة 0,53%.

في تصريح لوكالة "فرانس برس"؛ قال المحلل في "بنك يو بي إس" جوفاني ستونوفو، إنَّ "شائعات السوق التي أثارتها مصادر إيرانية، ولا سيما الصحافي رضا زاندي "بشأن اتفاق مع إيران في الأيام المقبلة" تسبّبت في انخفاض أسعار النفط الخام.

وغرّد الصحافي النفطي الإيراني، الخميس، بأنَّه تلقى "معلومات عن توقيع اتفاق نووي في فيينا خلال الساعات الـ 72 المقبلة"، مما يمهد لعودة النفط الإيراني إلى السوق العالمية.

ينظر الغربيون إلى الأيام القليلة المقبلة على أنَّها حاسمة بالنسبة للمحادثات الجارية في فيينا بين القوى الكبرى وإيران لإحياء "خطة العمل الشاملة المشتركة" التي أبرمت في عام 2015 بين إيران من جهة، والولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا من جهة أخرى.

ويشرح المحلل الاقتصادي تاماس فارغاس في شركة "بي في إم" للنفط، بأنَّ ارتفاع أسعار النفط الذي يمكن تفسيره بالحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى "علاوة المخاطر" المفروضة على العرض النفطي الآتي من روسيا؛ تفاقم "بسبب حالة عدم اليقين (...) والتعديل في عمليات المضاربة".

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إنَّه مصمم على مواصلة الهجوم على أوكرانيا، وقصفت القوات الروسية عدة مدن استراتيجية برغم عقد جولة محادثات جديدة بين كييف وموسكو.

ويضيف "فارغاس": "في حين لم تصل العقوبات الغربية إلى حدّ منع الصادرات الروسية؛ إلا أنَّ عرض الخام والمواد النفطية من روسيا قد تضرر كثيراً"، خاصة "بسبب أنَّ العقوبات المالية التي تجعل من المستحيل القيام بعمليات شراء نفط مع روسيا".

إمدادات الطاقة

تعتبر المحللة الاقتصادية إيبيك أوزكارديزكايا من مصرف "سويس كووت" أنَّ الشركات الغربية "عاقبت نفسها" بتوقُّفها عن شراء النفط الروسي، وصارت "تفضّل البحث عن حلول أخرى، لأنَّ خطر فرض عقوبات يرتفع توازياً مع ارتفاع حدة الحرب في أوكرانيا".

وتوضّح أنَّ "سحب الاستثمارات"، و"الحد من الاعتماد على النفط الروسي" يسهلان على الغرب فرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي، "في حال لم تردع العقوبات الهجوم الروسي".

وقررت منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" وحلفاؤها، الأربعاء، الاستمرار في زيادة الإنتاج بشكل تدريجي فقط.

وأعلنت بدورها وكالة الطاقة الدولية، التي اعتبرت قرارات "أوبك+" مخيبة للآمال، أمس الأول الثلاثاء، أنَّها ستطرح في السوق 60 مليون برميل من احتياطات الدول الأعضاء فيها.

ارتفع الغاز الطبيعي أيضاً، فقد وصل مؤشر "تي تي إف" الهولندي المرجعي في أوروبا إلى 199,990 يورو لكل ميغاوات في الساعة، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق. ويستورد الاتحاد الأوروبي أكثر من 40% من احتياجات الغاز السنوية من روسيا. من جانبه؛ اقترب مؤشر الغاز البريطاني من سعره الأعلى المسجل في ديسمبر الماضي.

المواد الأولية

واصلت أسعار المواد الخام الأخرى التي تعتبر روسيا منتجاً رئيسياً لها ارتفاعها المحموم.

وصل الألمنيوم والفحم إلى مستويات قياسية جديدة، في حين وصل القمح إلى أعلى مستوى له منذ 14 عاماً. وتمثل روسيا وأوكرانيا 30% من تجارة القمح العالمية.

وبلغ سعر طن الألمنيوم، الخميس، إلى 3755 دولاراً في سوق المعادن الأساسية بلندن (بورصة لندن للمعادن)، وهو ارتفاع تاريخي جديد، في حين ارتفع النيكل إلى 27976 دولاراً للطن، وهو سعر قياسي لم يسجل من أحد عشر عاماً.

سجل مؤشر بورصة لندن للمعادن، وهو مؤشر يتضمن أسعار الألمنيوم، والنحاس، والرصاص، والنيكل، والقصدير، والزنك المتداولة في بورصة لندن للمعادن، أعلى مستوى تاريخي له عند 5,046,7 نقطة الأربعاء، بارتفاع يزيد عن 30% على مدار عام واحد.

تصنيفات

قصص قد تهمك