بلومبرغ
يبدو أن التباطؤ الذي شهدته مبيعات سندات الشركات الجديدة سيتواصل الأسبوع المقبل، في الوقت الذي تجتاز الشركات المقترضة التقلبات الجارية وحالة التشدد التي ينتهجها الاحتياطي الفيدرالي، (البنك المركزي الأمريكي).
تتوقع "وول ستريت" مبيعات سندات جديدة عالية الجودة تتراوح بين 15 و20 مليار دولار، وفقاً لمسح غير رسمي لمتعهدي اكتتاب الديون.
وعلى الرغم من أن التوقعات في الأسابيع الأربعة الماضية أجمعت على المبلغ نفسه، فقد كان العرض الفعلي أقل، حيث أدت خطة الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة إلى تهدئة السوق الأولية.
يتسبب التقلب في صعوبة بيع الديون الجديدة، في الوقت الذي تجنبت جهات الإصدار الدخول إلى السوق لعدة أيام في الأسابيع القليلة الماضية. ومع ذلك، عندما قرر المقترضون المضي قدماً، كانت النتائج مواتية في الغالب.
اقرأ أيضاً.. مستثمرو السندات يراهنون على رفع الفائدة الأمريكية 7 مرات في 2022
التضخم يفوق التوقعات
دفعت تصريحات جيمس بولارد، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس إلى تأجيج الوضع بشأن معدلات البيع المدفوعة في الأسواق يوم الخميس، عندما قال إنه يؤيد رفع نسبة مئوية كاملة بحلول بداية يوليو بعد زيادة التضخم التي فاقت التوقعات في يناير. وبلغ عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات 2.06% يوم الجمعة، وهو أعلى عائد منذ يوليو 2019.
على الرغم من الخسائر المرتدة الإجمالية الحادة هذا العام بسبب ارتفاع عوائد سندات الخزانة، ظلت الفروق الائتمانية تحت السيطرة نسبياً. وكان فارق مؤشر "بلومبرغ" للسندات الأمريكية من الدرجة الاستثمارية أكثر تشديداً بنقطتي أساس هذا الأسبوع حتى يوم الخميس، عند 106 نقاط أساس.
كتب المحللون الاستراتيجيون في بنك "باركليز" بقيادة برادلي روغوف يوم الجمعة: "نحن مندهشون إلى حد ما من أن فروق الأسعار لم تتفاعل أكثر مع التغيير في توقعات رفع أسعار الفائدة. ونرى أن المزيد من رفع أسعار الفائدة يمكن أن يؤدي إلى انخفاض النمو، مما قد يضر بالأساسيات المؤسسية في نهاية المطاف".
حانت لحظة غضب العائد الحقيقي للسندات
هذه هي الأساسيات نفسها، التي توقع العديد من الاستراتيجيين أنها ستدعم توجه الائتمان خلال العام، هي سبب محتمل لفروق الائتمان المرنة.
كتب الخبراء الاستراتيجيون في شركة "سيتي غروب"، بقيادة دان سوري، يوم الجمعة: "نحن ننظر إلى مرونة فروق السندات الاستثمارية على أنها ليست صدفة، حيث إن العوامل الفنية والأساسية الإيجابية تحقق التوازن بالنسبة للظروف المعاكسة لتحول نظام السياسة النقدية".
تتضمن قائمة الأرباح الكبيرة الأسبوع المقبل الشركات المُصدرة من الدرجة الاستثمارية "ولمارت" (Walmart Inc) و"ديري آند كو" (Deere & Co) و"فياكوم سي بي إس" (ViacomCBS Inc) و"نيفيديا كورب" (NVIDIA Corp).
عائد مرتفع
يسود الهدوء سوق السندات دون الدرجة الاستثمارية خلال الأسبوع، في ظل عدم وجود صفقات معروفة يجري التجهيز لها، وتتسم الكواليس وراء ذلك بالتقلب بعد هبوط الأسهم وارتفاع عوائد سندات الخزانة التي أججت الخسائر عبر التصنيفات في سوق السندات دون الدرجة الاستثمارية يوم الخميس الماضي. وسجلت السندات من فئة BBs، وهي الأكثر تأثراً بالفائدة في السندات دون الدرجة الاستثمارية، أكبر خسارة ليوم واحد في 20 شهراً.
سحب المستثمرون الحذرون السيولة من صناديق السندات دون الدرجة الاستثمارية، حيث سجّلت صناديق التجزئة تدفقاً بما يقرب من ملياري دولار للأسبوع المنتهي في 9 فبراير الجاري، وفقاً لـ"ريفنتيف ليبر" (Refinitiv Lipper). وكان هذا هو الأسبوع الخامس على التوالي الذي يشهد تدفقات خارجة من السندات دون الدرجة الاستثمارية.
أما قروض الاستدانة فهي قصة مختلفة، حيث شهد الدين بالسعر المعوَّم طلباً قوياً، حيث يبحث المستثمرون عن الأصول التي يمكن أن تحقق أداءً جيداً مع ارتفاع أسعار الفائدة. وجذبت صناديق القروض 2.3 مليار دولار نقداً في الأسبوع المنتهي في 9 فبراير، وهو رقم قياسي جديد.
ومع ذلك، فقد واجهت بعض الصفقات صعوبة. وعملت البنوك بقيادة "باركليز" على تحسين الأسعار مرة أخرى، ومنحت المستثمرين مزيداً من الوقت للالتزام بشراء قروض لشركة الأدوية "كوفيس فارماسيوتيكالز" (Covis Pharmaceuticals Inc) وهي تواجه تحدياً في إيجاد مشترين للصفقة. وقد استحقت الالتزامات عليها يوم الجمعة الماضي.
وفي المستقبل، هناك التزامات مستحقة على 11 صفقة قرض على الأقل الأسبوع المقبل.