بنك إنجلترا يبدأ محادثات مع مكتب إدارة الدَّين بشأن مبيعات سندات التيسير الكمّي

time reading iconدقائق القراءة - 4
بنك إنجلترا في مدينة لندن بالمملكة المتحدة . - المصدر: بلومبرغ
بنك إنجلترا في مدينة لندن بالمملكة المتحدة . - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

بدأ بنك إنجلترا مناقشات مع مكتب إدارة الدَّين ووزارة الخزانة بشأن البيع المكثف للسندات التي بحوزته نتيجة سياسات التيسير الكمّي، وفقًا لمسؤول مطلع على الأمر.

تأتي المناقشات في الوقت الذي أعلن فيه بنك إنجلترا الأسبوع الماضي عن بدء خفض حيازته من السندات الحكومية البالغة قيمتها 875 مليار جنيه إسترليني (1.2 تريليون دولار) لأول مرة، عن طريق عدم إصدار سندات بدلاً من المستحقة لتخرج من ميزانيته العمومية، كما أكد بدء المبيعات المكثفة للسندات بمجرد وصول الفائدة إلى 1%.

بنك إنجلترا يجهّز الأسواق لمزيد من المفاجآت باستراتيجية "التشديد الكمّي"

تتوقع الأسواق أن تصل تكاليف الاقتراض إلى 1% في مايو من 0.5% في الوقت الحالي، ما يضغط على المسؤولين لصياغة خطة سريعاً. وقد رفض بنك إنجلترا التعليق، كما رفضت وزارة الخزانة، التي يتبعها مكتب إدارة الدَّين، التعليق أيضاً.

يمثل بدء بيع السندات علامة فارقة في السياسة النقدية بعد سنوات من التيسير الكمّي لتحفيز الاقتصاد وتحقيق الاستقرار في الأسواق المالية.

تعطيل سوق السندات الحكومية

في الوقت الذي أعلن فيه بنك إنجلترا عن نيته للتخلص من حيازته الضخمة من السندات الحكومية، لم يؤخذ في الاعتبار السرعة التي يجب أن يُحسم بها الأمر، الذي يمثل على الأرجح صدمة للمسؤولين الذين وضعوا خططهم في أغسطس الماضي، إذ كانت أسعار السوق تشير وقتها إلى عدم إمكانية الوصول إلى الحد الأدنى لبدء المبيعات المكثفة للسندات قبل عام 2026 على الأقل.

"غولدمان ساكس": بنك إنجلترا سيرفع أسعار الفائدة 3 مرات حتى مايو

يخشى المتداولون تعطيل تلك المبيعات لسوق السندات الحكومية التي تبلغ قيمتها مليارات الجنيهات الإسترلينية.

طالب مارك كابلتون، المحلل الاستراتيجي في "بنك أوف أمريكا"، الأسبوع الماضي بنك إنجلترا بتسليم العملية إلى مكتب إدارة الدَّين، الذي يدير برنامج إصدارات الدَّين الحكومي.

خسائر بنك إنجلترا البالغة 3 مليارات جنيه إسترليني تتحول قريباً إلى مشكلة لوزارة المالية

وعد بنك إنجلترا في خطاب رسمي للمسؤولين في يونيو 2020 وفي 3 فبراير من هذا العام بالتعامل مع مكتب إدارة الدَّين خلال عملية البيع، إذ قال المحافظ أندرو بيلي: "البنك سيتواصل مع مكتب إدارة الدَّين لتقليل التدخل في برنامج إصدار السندات الحكومية" عند بدء المبيعات.

ومع اقتراب الوصول بمعدل الفائدة القياسي إلى نسبة 1%، فمن غير المرجح بدء المبيعات المكثفة قريباً، إذ لمّح هوو بيل، كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، هذا الأسبوع إلى أن الأمر سيستغرق وقتاً، وقال: "الوصول إلى 1% ليس دافعاً، لكنه نقطة اعتبارية".

الأسواق تراهن: بنك إنجلترا سيحذو حذو "الفيدرالي" في التشديد

قال موهيت كومار العضو المنتدب لاستراتيجية أسعار الفائدة في "جيفريز"، الذي يتوقع بدء بنك إنجلترا تشديداً كمّياً مكثفاً بحلول 2023: "أعتقد أنه ستكون مع السوق مشاورات مكثفة قبل أن يطلق بنك إنجلترا مبيعات الأصول". وأضاف: "لسنا في عجلة من أمرنا".

قد يتراجع بنك إنجلترا عن تسليم عملية البيع المكثف لذراع الحكومة عندما يحين الوقت لذلك في حالة رؤيته أن ذلك الأمر يؤثر في استقلاليته.

يمكن في الوقت الحالي أن يكون التخلص من السندات دون فوائد أداة قوية في الميزانية العمومية لبنك إنجلترا، إذ يمكنها وحدها أن تخفض الميزانية بأكثر من 200 مليار جنيه إسترليني من إجمالي قيمة الحيازة من السندات بحلول عام 2025، أي ما يقرب من نحو ربع إجمالي حيازة البنك من السندات الحكومية.

تصنيفات

قصص قد تهمك