بلومبرغ
شهد عام 2020 الذي أوشك على الانتهاء، قوة في عمليات الطرح العام الأولي بشكل مثير أو مذهل عالمياً، وحقَّقت الشركات اليابانية التي طرحت أسهمها للمرة الأولى في البورصة، أفضل أداء منذ عصر فقاعة "الدوت كوم"، بمساعدة موجة من المستثمرين الأفراد المتعطشين لحيازة حصص في شركات التكنولوجيا.
وبلغ متوسط الزيادة للاكتتابات العامة الأولية في السوق اليابانية خلال العام الجاري ما يقرب من 130%، وهو أعلى معدَّل منذ عام 1999.
وحقَّقت شركة أنظمة الذكاء الاصطناعي "هيدوترز كو" أفضل أداء، إذ قفزت أسهمها بنسبة 1090% في أول تداول لها، وجاءت شركة "فيشة إنك" لتصنيع برامج التعرف على الصور في المرتبة الثانية محققة مكاسب بنسبة 806%، تليها شركة "تاسوكي كورب" لتكنولوجيا المعلومات بنسبة صعود 655%.
ومن خلال دعم سياسات الأموال الرخيصة ( خفض أسعار الفائدة)، ونمو الاستثمار الفردي؛ كانت أسواق الإدراج الجديدة تسجِّل انتعاشاً قوياً خلال العام الجاري، على الرغم من الاضطراب الذي ضرب السوق بسبب فيروس كورونا، كما يتضح من المكاسب الهائلة لشركة " إير بي إن بي إنك"، و"دورداش إنك". وفي الولايات المتحدة، رأت شركة "ستاي أت هوم" العاملة في مجال الحوسبة السحابية الناشئة بشكل خاص أنَّ عام 2020 هو الوقت المثالي للقيام بالطرح العام الأولي.
جذب الأموال
وقال هيديوكي سوزوكي ، المدير العام في "إس بي أي سيكوريتيرز كو" : " السبب في المكاسب الكبيرة للشركات الجديدة في البورصة، هو أنَّ العديد من الاكتتابات العامة الأولية للأسهم، كانت ذات صلة بالعصر مثل التوجه نحو الرقمنة في اليابان".
وأضاف أنَّه مع توقُّع استمرار أسعار الفائدة المنخفضة لبعض الوقت، ستواصل عمليات الاكتتاب العام الأولي في جذب الأموال.
وتأخرت الأسهم اليابانية بشكل عام في التعافي من الوباء، إذ لم يمحُ مؤشر " توبكس" خسارته خلال العام حتى نوفمبر، بعد أشهر من وصول نظرائه في الولايات المتحدة، وآسيا لذلك.
وكان مؤشر "الأمهات" للشركات الناشئة في بورصة طوكيو للأوراق المالية استثناء ملحوظاً؛ إذ حقق مكاسب بلغت حوالي 30% على مدار العام، وذلك بفضل ثقل أسهم شركات التكنولوجيا الحيوية والإنترنت ، فضلاً عن الارتفاع في نشاط المستثمرين الأفراد.
وجرى طرح ما مجموعه 94 شركة للاكتتاب العام في اليابان خلال عام 2020 ، بزيادة أربع شركات عن عام 2019، بالرغم من الجفاف الناجم عن الوباء منذ مطلع أبريل إلى نهاية يونيو. وجرى إدراج حوالي 70% من الأسهم على مؤشر "الأمهات" للشركات الناشئة.
وكانت القيمة الإجمالية صغيرة؛ إذ جمعت الشركات ما مجموعه 3.3 مليار دولار، ولم تكن هناك صفقة واحدة تزيد قيمتها عن نصف مليار دولار، وذلك مقابل 181 مليار دولار تمَّ جمعها في الولايات المتحدة، و 51 مليار دولار في هونغ كونغ.
أكبر اكتتاب
وقرَّرت شركة " كيوكسيا هولدنجز كورب"، التابعة لشركة "توشيبا كورب"، في سبتمبر تأجيل ما كان من الممكن أن يكون أكبر اكتتاب عام في اليابان خلال 2020، بما يصل إلى 2.9 مليار دولار، بسبب حالة عدم اليقين في السوق وسط الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
وأدَّى ذلك إلى جعل شركة " يوكيجيني مايتاكي كو" المنتجة للأطعمة الطبيعية بدون أسمدة أو مبيدات، التي جمعت 409 ملايين دولار، لتسجِّل أكبر اكتتاب عام في طوكيو لعام 2020، تليها شركة "رولاند كورب" لتصنيع الآلات الموسيقية، و شركة "دايركت ماركيتنغ ميكس إنك"، العاملة في مجال الاستشارات التجارية .
وفي غياب الصفقات الرائجة التي تجذب استثمارات دولية، ساعد المستثمرون الأفراد المحليون على إنعاش السوق من حالة الركود. وشكَّلت تعاملات الأفراد 20% من إجمالي قيمة التداول في بورصة طوكيو للأوراق المالية في 2020 مقابل حوالي 16% في عام 2019.
وقال شويتشي أريساوا ، المحلِّل في شركة " شركة إيواي كوزمو سيكوريتيز كو" : "لقد ساعدت الاكتتابات الأولية في زيادة نشاط المستثمرين الأفراد، وعودة الأموال إلى الأسهم التي تحقق نمواً، وأعطت قبلة الحياة لسوق الشركات الناشئة".
وفي عام 2021 ، سيراقب المستثمرون إن كانت شركة "كيوكسيا" ستعاود تجربة الطرح العام الأولي مجدداً. وحتى الآن ، أعلنت شركة واحدة عن خطَّة الاكتتاب العام في العام المقبل، إذ تخطط شركة " كيو دي ليزر كو" لحلول الرقائق القائمة على الليزر، لتنفيذ الاكتتاب العام في فبراير 2021.