بلومبرغ
استعادت أسهم البنية التحتية الصينية رواجها مجدداً، في وقت تتحدى الهبوط الذي تعاني منه السوق الأوسع نطاقاً خلال العام الجاري، معتمدة على الرهانات بأن الإنفاق الحكومي سيساعد القطاع.
تقدم مؤشر "سي إس آي" للبنية التحتية بأكثر من 5% خلال العام الجاري، ليصل إلى أعلى مستوى له في 3 سنوات مقابل التراجع بنسبة 6% في المقياس الأوسع نطاقاً لمنطقة البر الرئيسي، التي عانت الشهر الماضي من هبوط السوق.
بالرغم من معاناة مطوري العقارات من حالة عدم اليقين، إلا أن المستثمرين استجابوا بشكل إيجابي للخطط التي أطلقتها السلطات الحكومية، من أجل "تخصيص موارد مبدئية بشكل معقول" لاستثمارات البنية التحتية، بهدف دعم استقرار الاقتصاد. وركزت وسائل الإعلام الحكومية بشكل أكبر أيضاً على القضية ذاتها، مشيرة إلى أن البنية التحتية الجديدة ستوفر فرصاً عديدة، خاصة في المشروعات التي تساعد الأعمال التجارية الرقمية.
شركات متميزة
من بين الشركات الأكثر ثقلاً على مؤشر البنية التحتية، جاءت شركة "تشاينا كومينويكشنز كونستراكشنز" (China Communications Constructions) لبناء الموانئ والجسور، والتي ارتفعت أسهمها بنسبة 25% خلال العام الجاري، في حين صعدت "باور كونستراكشن" (Power Construction) الصينية بواقع 18%.
تميزت "شاندونغ هاي سبيد رود آند بريدج" (Shandong Hi-Speed Road & Bridge) مقارنة بأقرانها من الشركات الأصغر حجماً، حيث قفزت أسهمها بنحو 25% على مدى الجلسات السبع الماضية.
تسببت توقعات تشييد البنية التحتية المطلوبة لشبكة الجيل الخامس في تعزيز الأسهم بعدة شركات، بدءاً من "سوزهو شيجهاي ساينس آن تكنولوجي" (Suzhou Shijia Science & Technology)، التي ارتفعت 24% منذ الخامس والعشرين من يناير الماضي، وحتى "تشاينا موبيل" (China Mobile)، التي وصلت إلى مستوى قياسي خلال الأسبوع الجاري.
قال لي ويجنغ، مدير صندوق في مؤسسة "جاه إتش إنفستمنت مانجمنت" (JH Investment Management): "أرقام الاستثمار والأرباح لهذه الشركات ستكون قوية جداً بالفعل في الربعين المقبلين، حيث تمثل أدوات مهمة للاستقرار الاقتصادي".
المؤشر الأوسع
من المؤكد أن جميع أسهم شركات البنية التحتية لا تحمل وزناً كبيراً على مؤشر "سي إس آي 300"، ما يعني أن انتعاش القطاع لن يكون كافياً لتغيير المقياس الأوسع نطاقاً.
في حين يجادل بعض المستثمرين بأن الإنفاق الحكومي يجعل الارتفاع أشبه بتعافٍ للقيمة بدلاً من كونه انتعاشاً كاملاً، إلا أن التفاؤل حول شركات البناء والاتصالات والمرافق استمر، بالرغم من الثقة الضعيفة في السوق ككل.
بعدما ارتفع خلال العام الجاري، يتحرك مقياس البنية التحتية حول مستوى أكثر بـ 9.8 مرة من الأرباح الآجلة، مقترباً من متوسطه لخمس سنوات.