الشرق
عدّلت منظمة "أوبك" توقعات الطلب على نفطها لعام 2022، بزيادة قدرها 0.1 مليون برميل يومياً عن تقرير الشهر الماضي، ليرتفع الطلب المُتوقَّع إلى 28.9 مليون برميل يومياً، أي أعلى بمليون برميل عن عام 2021، وفق بيانات التقرير الشهري الصادر اليوم الخميس عن المنظمة.
إلى ذلك، أشار التقرير إلى تعديل الطلب على خام "أوبك" في 2021 بزيادة طفيفة قدرها 0.1 مليون برميل يومياً عن تقييم الشهر الماضي، ليبلغ 27.9 مليون برميل يومياً، أي أكثر بنحو 5 ملايين برميل يومياً مقارنةً بعام 2020.
أسعار قياسية
انتعشت الأسعار الفورية للنفط في يناير، مقارنةً بالشهر السابق، مع صعود أسواق العقود الآجلة للنفط. كما تلقت الأسعار دعماً من أساسيات السوق، وسط تبديد المخاوف بشأن تأثير متغير "أوميكرون" والمخاطر الجيوسياسية التي أثارت المخاوف بشأن إمدادات النفط على المدى القريب، إذ ارتفع سعر سلّة "أوبك" 11.03 دولار، أو 14.8%، لتستقر عند 85.41 دولار للبرميل في يناير، وهو المعدل الأعلى شهرياً منذ سبتمبر 2014.
بالمِثل ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام على جانبي الأطلسي مع ارتفاع سعر خام برنت في الشهر الأول من العام بمقدار 10.77 دولار، أو 14.4%، إلى متوسط 85.57 دولار للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بمقدار 11.29 دولار، أو 15.7%، إلى متوسط 82.98 دولار للبرميل.
مع تحسن تصور السوق لتوقعات ميزان العرض والطلب، أصبحت صناديق التحوط ومديرو الأموال أكثر إيجابية بشأن أسعار النفط، ما أدّى إلى زيادة صافي المراكز طويلة الأجل إلى أعلى مستوى لها منذ نوفمبر.
تعافي الطلب
جرى تعديل نموّ الطلب العالمي على النفط في 2021، بزيادة طفيفة قدرها 17 ألف برميل يومياً، ليبلغ معدل هذا النمو حالياً 5.7 مليون برميل في اليوم.
سجّلت دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية نمواً بالطلب قدره 2.6 مليون برميل يومياً، واستمرت الولايات المتحدة بكونها المحرك الرئيسي للطلب على النفط، مسجّلةً نمواً قدره 1.6 مليون برميل، في حين زاد النموّ خارج دول المنظمة بمقدار 3.1 مليون برميل.
عام 2022، من المتوقع نمو الطلب على النفط بمعدل 4.2 مليون برميل يومياً، أي دون تغيير عن توقعات الشهر الماضي. ويعود التفاؤل بهذا الخصوص، بشكل أساسي، إلى النمو المرتقب لمعظم الاقتصادات الكبرى، بفعل السياسات المالية والنقدية الداعمة التي يُتوقّع أن تعوض الآثار السلبية لفيروس "أوميكرون" على الطلب، بموازاة التسارع المنتظَر لأنشطة الصناعية، ما يعزز الطلب على الديزل. وفي الوقت عينه تعافت حركة النقل العالمية بشكلٍ كبير، إذ أظهرت الرحلات الجوية المحلية والإقليمية والدولية علامات انتعاش بالفعل.
توقعات العرض
جرى تعديل نموّ إمدادات النفط من خارج "أوبك" عام 2021 بمقدار 0.06 مليون برميل يومياً، ليبلغ هذا النمو نحو 0.6 مليون برميل يومياً على أساس سنوي، وليصبح معه إجمالي المعروض من خارج "أوبك" 63.6 مليون برميل يومياً كمعدل أوسط.
ارتفاع العرض المتوقع من قِبل الولايات المتحدة قابله تراجع بتوقعات الإمدادات من دول أخرى مثل البرازيل والصين وكندا والإكوادور والمملكة المتحدة، بسبب انخفاض الإنتاج غير المتوقع في الربع الرابع من العام الماضي.
تقديرات إمدادات النفط لعام 2021 تشير بشكل أساسي إلى نمو في كل من كندا وروسيا والولايات المتحدة والصين وغيانا والأرجنتين وقطر والنرويج، فيما يُتوقع أن ينخفض الإنتاج في المملكة المتحدة والبرازيل وكولومبيا وإندونيسيا.
بالنسبة إلى عام 2022، ظلّ نمو المعروض المتوقّع من خارج "أوبك" دون تغيير عند 3 ملايين برميل يومياً على أساس سنوي، ليبلغ بذلك المعروض من قِبل تلك الدول 66.6 مليون برميل يومياً كمعدل أوسط. ومن المتوقع أن تكون الولايات المتحدة وروسيا المحركين الرئيسيين لنمو إمدادات النفط، تليهما البرازيل وكندا وكازاخستان والنرويج وغيانا.
إلى ذلك، يُتوقّع أن ينمو المعروض من الغاز الطبيعي المسال من قِبل دول منظمة "أوبك" بمقدار 0.1 مليون برميل يومياً في عامَي 2021 و2022 إلى 5.1 و5.3 مليون برميل يومياً على التوالي.
تجدر الإشارة إلى أنه في يناير زاد إنتاج "أوبك" من النفط الخام بمقدار 0.06 مليون برميل يومياً على أساسٍ شهريّ، ليبلغ 27.98 مليون برميل يومياً كمتوسط.