ازدهار الطلب يقفز بأسعار الألمنيوم لأعلى مستوى منذ 13 عاماً

ارتفع سعر الألمنيوم إلى أعلى مستوى له منذ 13 عاماً في لندن، إذ تسبب الطلب المزدهر، بالإضافة إلى إغلاق مجموعة من المصاهر من الصين إلى أوروبا، في تأجيج مخاطر حدوث نقص في إمدادات المعدن الصناعي الحيوي.

صعدت الأسعار بنحو 3.3%، لتصل إلى 3236 دولاراً للطن في بورصة لندن للمعادن، لتتجاوز بذلك القمة السعرية التي وصل لها المعدن في أكتوبر الماضي، ليبلغ بذلك أعلى مستوى منذ 2008.

جبال من الألمنيوم مخفية في فيتنام ولا أحد يستطيع الوصول إليها.. فما قصتها؟

يتمتع الألمنيوم بأفضل أداء في بورصة لندن للمعادن خلال العام الجاري، كما يمثل الهدف الكبير المقبل للمستثمرين المتفائلين، ممن انجذبوا إلى السوق التي تتزايد محدودية الإمدادات فيها، كما وصل إلى أعلى سعر له على الإطلاق، بعدما تجاوز حد 3380 دولاراً.

صعود جماعي

زادت أسعار المواد الخام الرئيسية من النيكل إلى النفط الخام في الأشهر الأخيرة، مع ارتفاع الاستهلاك بقوة، في ظل خروج العالم من الوباء، في حين لم يستطع العرض مواكبة وتيرة الطلب، مما أثار مخاوف التضخم.

رفعت مجموعة "غولدمان ساكس" سعرها المستهدف لـ12 شهراً بالنسبة للألمنيوم إلى مستوى قياسي يبلغ 4 آلاف دولار للطن، مشيرة إلى اضطرابات الإمدادات، التي تنبع من سياسات ترشيد الكهرباء في الصين وأوروبا، في حين يمر الطلب في الدول المتقدمة "بوقت استثنائي".

"ريو تينتو" تستثمر 87 مليون دولار لزيادة إنتاج الألمنيوم لتلبية الطلب المتنامي

قال محللو "غولدمان"، بمن فيهم نيكولاس سنودن وجيفري كوري، في مذكرة: "تواجه سوق الألمنيوم أسعاراً محمومة هذا العام، مدفوعة بالعجوزات المتزامنة داخل وخارج الصين -على حد سواء- مما يؤثر بالسلب في المخزونات المحدودة بالفعل".

تعاني سوق الألمنيوم العالمية من أعلى مستوى لعمليات تأجيل التسليم منذ 2018، كما ارتفعت الأسعار بأكثر من 14% في لندن خلال العام الجاري.

السحب من المخزونات

مع معاناة المصاهر في أوروبا من أزمة الطاقة، وتعرض الإمدادات الصينية لمخاطر تفشي كوفيد- 19 المتزايدة؛ يسحب المشترون بسرعة من المخزونات، ويدفعونها للوصول إلى مستويات منخفضة خطيرة.

قال المحللون في مذكرة أُرسلت عبر البريد الإلكتروني: "من السمات الرئيسية للندرة المادية للإمدادات هو ميلها إلى الانتشار، وهذا ما ينتج عنه تقلّبات إضافية في الأسعار عبر الاقتصاد".

قفز مؤشر بلومبرغ الفوري للسلع الرئيسية، الذي يتتبّع الطاقة والمعادن والمحاصيل، إلى أعلى مستوى له على الإطلاق خلال الشهر الجاري، وزاد بأكثر من الضعف مقارنة بالانخفاض الأكبر له منذ 4 سنوات، والذي مُني به في الفترة الأولى من تفشي الوباء.

ارتفع الألمنيوم بنسبة 1.7%، ليصل إلى 3186 للطن، اعتباراً من الساعة 4:29 مساءً في بورصة لندن للمعادن. وتباين أداء المعادن الأخرى في بورصة لندن للمعادن، مع تراجع النحاس بنحو 0.3%، في حين صعد الرصاص بنسبة 0.6%.

قال ونيو ياو، خبير استراتيجي أقدم للسلع الرئيسية في بنك "آي إن جي": "الألمنيوم يعيش حالياً في عاصفة مثالية" في ظل تقييد الإمدادات بسبب أزمات الطاقة الأوروبية، والحالة التي تمر بها الصين.

وقام بعض المستثمرين بشراء العقود طويلة الأجل للألمنيوم، في حين فضّلوا قصيرة الأجل بالنسبة للنحاس، بحسب ياو.