بلومبرغ
يسحب مديرو الأموال السيولة من صناديق سندات الأسواق الناشئة بأسرع وتيرة في شهور نتيجة تزايد القلق بشأن تشديد الأحوال النقدية وتهديد الصراع بسبب القوات الروسية على حدود أوكرانيا.
فقد صندوق "آي شيرز جيه بي مورغان" المتداول في البورصة لسندات الأسواق الناشئة الدولارية، والبالغة قيمته 18.4 مليار دولار، 387 مليون دولار يوم الإثنين في أكبر تدفقات خارجة منذ مارس الماضي، وشهد صندوق "انفسكو" المتداول في البورصة للديون السيادية للأسواق الناشئة، والبالغة قيمته 2.5 مليار دولار، سحوبات وصلت إلى 50 مليون دولار، أكبر قيمة في أكثر من عام.
ترقب الفيدرالي
تأتي الخسائر في الوقت الذي يستعد فيه المستثمرون لإشارة صانعي السياسات في الاحتياطي الفيدرالي إلى رفعٍ أسعار الفائدة في مارس، في نهاية اجتماعهم اليوم الأربعاء، في الوقت الذي يتزايد فيه التضخم في الولايات المتحدة نتيجة عقبات سلسلة التوريد والانتعاش من التباطؤ الاقتصادي الناجم عن الوباء، وأدت هذه التوقعات إلى مرور السندات الأمريكية ببداية متقلبة للعام، لتنعكس بذلك كالمعتاد على النظراء في العالم النامي.
دليل اجتماع "الاحتياطي الفيدرالي" في سعيه لترويض التضخم
قال وين ثين، المدير العالمي لاستراتيجية العملات في "براون براذرز هاريمان آند كو" في نيويورك: "تتسع فوارق العائد مع تبني الفيدرالي لموقف أكثر تشدداً.. وذهب الكثير من التدفقات الناتجة عن التيسير الكمي إلى الأسواق الناشئة والأصول مرتفعة العائد، وفي ظل قدوم التشديد الكمي مع زيادات أسعار الفائدة، لا أرى كيف لن تتسع الفوارق أكثر".
صراع محتمل
في غضون ذلك، يختمر صراع محتمل بين روسيا والغرب إذ تحشد موسكو قواتها على الحدود مع أوكرانيا، وتسببت القضية الجيوسياسية في حدوث موجات من الصدمات في الأسواق والتي طالت كل شيء من السلع إلى السندات والأسهم والعملات، ويحذر الاستراتيجيون من أن هذا الصراع قد يكون أحد أكبر التهديدات للأسواق في عام 2022، وقد يؤدي تصاعد التوتر وحده إلى تراجع سندات العالم النامي على المدى القريب، كما كتب الاستراتيجيون في "مورغان ستانلي" سيمون ويفر، وباسكال بود، وإيما سيردا، وبيلي تشانغ في مذكرة يوم الإثنين الماضي.
الرئيس الأمريكي يحذِّر روسيا من خسائر "فادحة" إذا غزت أوكرانيا
كتبوا: "حتى الآن، نعتقد أنه يستحسن للمستثمرين انتظار ظهور علامات على وصول موجة بيع سندات الخزانة الأمريكية لذروتها.. وهناك خطورة فيما يتعلق بمحاولتنا تحديد توقيت قاع السوق خاصة في ظل المعنويات السلبية المتزايدة تجاه الأسواق الناشئة، واقتراب موعد أول رفع للفائدة من قبل الفيدرالي، ما قد يقود تحولاً في السوق".