بلومبرغ
تفتقر سوق النفط للبائعين بعدما ناهز برميل النفط 90 دولاراً، فقد انحسر بعض ممن يحركون التداولات التشاؤمية في الأشهر الماضية، سواء أكانوا من المضاربين أم من متداولين يحوّطون البراميل في حاويات التخزين، أم من منتجين أمريكيين.
لا يحتاج المتداولون مع تراجع المخزونات العالمية لأدنى مستوى في سبع سنوات لبيع عقود آجلة بنفس القدر لتحويط هذه الإمدادات. أظهر منتجو رقعة النفط الصخري الأمريكي مؤشرات قليلة على سعي لضمان مبيعات مستقبلية، وفقاً للعديد من وسطاء المشتقات خلال الأسبوع الماضي. في حين تتزايد التوقُّعات بوصول البترول إلى 100 دولار للبرميل، أصبح المضاربون يراهنون بشكل متزايد على صعود الأسعار، ويتجنبون البيع على المكشوف.
قال إيليا بوتشويف، وهو شريك في "بينتاثلون انفستمنتس" (Pentathlon Investments)، وأستاذ مساعد في جامعة نيويورك: "نفد البائعون من السوق... إنَّ أكبر لاعبين في سوق العقود الآجلة هم من محوّطي المخزونات، لكن عندما تستنزف المخزونات لا يمكنهم التحوط".
يساعد نقص ضغوط البيع بتفسير مواصلة أسعار النفط الارتفاع برغم تراجع أسواق الأسهم، وبعض الأصول الخطيرة الأخرى. في حين كسب البترول أكثر من 10% هذا العام؛ هبط مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 8% تقريباً.
لا رهان على تراجع
لا توجد علامة على أنَّ المضاربين يراهنون على تراجع في عقود الخام الآجلة في المستقبل القريب، باع مديرو الأموال على المكشوف 27 ألف عقد آجل وعقد خيارات فقط لخام غرب تكساس الوسيط الأسبوع الماضي مقابل مراكز الشراء التي بلغت 340 ألف عقد.
كانت المرة الماضية التي شهدت شراءً حاداً بهذا القدر قبيل تراجع الأسعار بمقدار 10 دولارات في يوم واحد في أواخر نوفمبر، مما يذكّر بما يحدث حين يغادر البائعون على المكشوف السوق، إذ قد تصبح الأمور غير متوازنة للغاية بسرعة.
لكنَّ تغييرات تدفقات المضاربة عابرة بقدر يفوق أحجام التحوط.
قال تنفيذيون العام الماضي، بمن فيهم سكوت شيفيلد من "بايونير ناتشورال ريسورسيز" (Pioneer Natural Resources)، إنَّهم يتوقَّعون أن يتراوح سعر النفط بين 75 دولاراً إلى 100 دولار. تخارج بعضهم، مثل "بايونير"، من جميع مراكز التحوط الخاصة بهم تقريباً لهذا العام، في حين قال آخرون، ومنهم "أوكسيدنتال" (Occidental)، إنَّهم لن يضيفوا أي مراكز تحوّط جديدة.
يعود تحفظ المنتجين جزئياً لتوقُّع "غولدمان ساكس" أن تفوق أسعار النفط 100 دولار في الأشهر المقبلة.
كتب محللو "غولدمان ساكس"، بمن فيهم دميان كورفالين، في مذكرة أنَّه مع ارتفاع الأسعار ستشهد السوق "تحوط المنتجين بقدر أقل أو حتى إعادة شراء التحوط مع مزيد من شراء المستهلكين... وسيكون التحول في تدفقات الشركات، هو المساهم في ارتفاع أسعار العقود الأطول أجلاً".