"المركزي الأوروبي" في مواجهة مع الأسواق حول توقعات رفع الفائدة

time reading iconدقائق القراءة - 12
كريستين لاغارد رئيسة الينك المركزي الأوروبي - المصدر: بلومبرغ
كريستين لاغارد رئيسة الينك المركزي الأوروبي - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يدخل البنك المركزي الأوروبي في مواجهة متفاقمة مع أسواق المال حول موعد رفع أحد أدنى أسعار الفائدة الأساسية في العالم.

تتوقع أسواق المال، رغم إصرار المسؤولين على أن رفع سعر الفائدة الأساسية غير وارد خلال 2022، ارتفاعاً بمقدار 10 نقاط أساس لسعر الفائدة على الودائع، ليصل إلى -0.4% في وقت أقربه سبتمبر. كما تراهن على خروج تكاليف الاقتراض من منطقة ما دون الصفر بحلول العام المقبل للمرة الأولى منذ 2014.

في ما يلي بعض أسباب التناقض بين المستثمرين ومسؤولي البنك المركزي:

استشراف التضخم

سجلت منطقة اليورو، بعد اجتماع البنك المركزي الأوروبي الأخير في ديسمبر، أرقام تضخم فاقت المتوقع لذلك الشهر. عوضاً عن التباطؤ، تسارعت وتيرة زيادة الأسعار لتبلغ مستوى 5% القياسي.

تعني الزيادة الأخيرة في تكاليف الطاقة أن التضخم قد يستمر في حال ارتفاع لمدة أطول، لكنّ مسؤولي البنك المركزي الأوروبي يتوقعون تراجع التضخم هذا العام، وهو ما لم يقنع الأسواق.

يؤيد خبراء الاقتصاد حتى الآن موقف البنك المركزي الأوروبي، رغم أن بعضهم، بما يشمل "جيه بي مورغان تشيس آند كو" ومجموعة "يو بي إس"، طرح توقعات حول رفع أسعار الفائدة الأساسية خلال الأسابيع الأخيرة.

كتب جيمي راش ومايفا كوزين وديفيد باول من "بلومبرغ أيكونوميكس": "توجد فرضية بتشديد السياسة النقدية بواقع 20 نقطة في معدل مبادلة سعر الفائدة بحلول ديسمبر، لكن ذلك يأتي مناقضاً لإصرار رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد على أن الزيادة غير مرجحة بتاتاً. وفق هذه الحال، مَن المصيب؟ ترجّح توقعاتنا فوز لاغارد، رغم أن أكبر المخاطرات يراهن ضدها".

المتراخون الصامتون

غيّر عدد من أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي على ما يبدو نبرتهم حيال السياسة النقدية في ظل مفاجآت استمرار تنامي التضخم، ولاحظ المستثمرون ذلك.

حاجج في الآونة الأخيرة كل من غابرييل مخلوف من أيرلندا وأولي رين من فنلندا، اللذين يُعتبران أكثر تراخياً، بأنه لا يُفترض بالبنك المركزي الأوروبي أن ينطلق من الرضا عن الذات وأنه سيتدخل عند اللزوم. حذّر الفرنسي فرانسوا فيليروي دي غالو، وهو صوت وسطي مؤثر، من إعطاء أهمية مفرطة لاحتمال تراجع نمو الأسعار إلى ما دون المعدل المستهدف للتضخم عند نسبة 2% في 2023 و2024.

رغم أن صياغة مقترحات السياسة النقدية تأتي من كبير خبراء الاقتصاد فيليب لين، الذي يُعَدّ متراخياً، فإنّ النقاش الذي شهده ديسمبر كشف عن معارضة متنامية للاقتراحات التي لا توفق الموقف بالكامل مع إنهاء برنامج التحفيز المالي الاستثنائي.

عبَّر عدد من المسؤولين عن معارضتهم لتمديد مستوى إعادة الاستثمار للبنك المركزي الأوروبي في ذلك الاجتماع، حسب ما قال أشخاص مطلعون على الموضوع لـ"بلومبرغ".

كتب مايكل شوبرت خبير الاقتصاد لدى "كومرتس بنك" في تقرير صدر أخيراً: "لا يقتصر الأمر على المتشددين في مجلس البنك المركزي الأوروبي، بل عبَّر متراخون كثر خلال الأيام والأسابيع الأخيرة عن استعدادهم لتعديل المسار... في حال استمر هذا التوجه فسيكون مؤشراً على أن البنك المركزي الأوروبي سينهي سياسته التوسعية بأقرب مما هو متوقع".

تحوُّل الطاقة

قد يكون خطاب عضوة المجلس التنفيذي إيزابيل شنابل أدى إلى إعادة تقييم المخاطر التي يربطها البنك المركزي الأوروبي بالتحول الأخضر، ما يمثل مؤشراً آخر على وجود تغيير في النبرة. حاججت شنابل بأن جهود تقليص انبعاثات الكربون قد تؤدي إلى الإبقاء على معدلات التضخم عالية لمدة زمنية أطول، منوهة بأنها قد تسفر عن ارتفاعات بالتوقعات المتصلة بنمو الأسعار مستقبلاً.

مسؤولة بـ"المركزي الأوروبي": تحوُّل الطاقة يعزز مخاطر استمرار التضخم

حظيَت تصريحاتها بقدر كبير من الاهتمام، شمل وسائل التواصل الاجتماعي والصحف الشعبية الألمانية، رغم أن هذا النقاش ليس جديداً. كتب فريدريك دوكروزيت، خبير الاقتصاد في مصرف "بيكتيت آند سي" (Pictet & Cie)، أن هذا الحديث حرك الأسواق نتيجة وجود "أسباب جيدة".

حرك خطاب إيزابيل شنابل حول أسعار الطاقة والتحوّل الأخضر الأسواق لأسباب جيدة. قد يدل هذا على وجود تغير في نظام وآلية رد فعل البنك المركزي الأوروبي، لكن الشيطان يكمن في التفاصيل، والتداعيات في الأجل القريب غير واضحة.

ضغوط الأقران

يتخلف البنك المركزي الأوروبي عن ركب البنوك المركزية بمن فيهم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك إنجلترا في سحب برامج التحفيز المالي، محتجاً بأن التعافي في منطقة اليورو متراجع عن الاقتصادات المتقدمة الأخرى.

قال كاماكشيا تريفيدي، الرئيس المشارك لاستراتيجية الاقتصاد الكلي العالمي للعملات الأجنبية والأسواق الناشئة لدى "غولدمان ساكس"، إنه يوجد "قدر من التوتر" في السوق حيال أنّ تغيُّر نبرة أو لهجة خطاب صنّاع السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي قد يدل على أنهم سيسيرون على نهجهم.

أضاف قائلاً: "يعود ذلك إلى طبيعة الأسواق التي تميل إلى البحث في مكان آخر فور إعادة تسعير منحنى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي".

تصنيفات