أفضل منتقي أسهم في 2021 فاز عبر الرهان على أشباه الموصلات

time reading iconدقائق القراءة - 15
رقائق من أشباه الموصلات مركبة على ألواح - المصدر: بلومبرغ
رقائق من أشباه الموصلات مركبة على ألواح - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

سجَّل آدم بنجامين، أفضل منتقي الأسهم في 2021، ثلاثية نجاحات نادرة. فهو لم يتفوق على أقرانه من المتخصصين فحسب، بل تجاوز عوائد سوق الأسهم لأكبر صناعتين العام الماضي. حقق ذلك عبر الرهان على صناعة أشباه الموصلات المتراجعة، التي أسهم نقصها في أسوأ مشكلات سلاسل التوريد حتى الآن.

حصّلت محفظة بنجامين في صندوق "فيديليتي سيليكت" لأشباه الموصلات (Fidelity Select Semiconductors Portfolio) مكاسب بنسبة 59.2%، لتحتل المرتبة الأولى بين 430 صندوقاً مشتركاً وصندوقاً مدرجاً في الولايات المتحدة، مستثمراً ما لا يقل عن 5 مليارات دولار على مدى ثلاث سنوات. كان لدى بنجامين، الذي سيبلغ 51 عاماً في 15 أبريل، عشرين عاماً من الخبرة بمتابعة تطور رقائق الكمبيوتر حين تولى رئاسة صندوق "سيليكت" لأشباه الموصلات التابع لشركة "فيديليتي إنفستمنتس" (Fidelity Investments)، ومقرها بوسطن. تولى بنجامين رئاسة الصندوق في 2020، في الوقت المناسب تماماً للاستفادة من الاضطرابات الناشئة عن تفشي "كوفيد-19".

تسبب الوباء بندرة في الرهانات على السيليكون بصورة مفاجئة، ما جعل مزودي خدمات النطاق العريض يعانون من تأخيرات في الحصول على أجهزة توزيع خدمة الإنترنت، كما خلت متاجر الألعاب من أجهزة "بلايستيشن"، وأُغلقت خطوط تجميع السيارات. قضى النقص في الرقائق على ما يقدر بنحو 210 مليارات دولار من الأرباح، ومنعت صنع 7.7 مليون سيارة، حسب بيانات جمعتها "بلومبرغ". جعل هذا إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" (Tesla) يغرد عبر "تويتر" في يونيو قائلاً: "لم أرَ شيئاً كهذا من قبل".

التوقيت المناسب

أدت تلك الخلفية إلى تصدر عائدات أسهم شركات الطاقة بنسبة 54%، والسيارات والمكونات بنسبة 52%، وأشباه الموصلات ومعدات أشباه الموصلات بنسبة 50%، في نهاية العام في سوق الأسهم. تغلّب بنجامين بذلك على المجموعات الصناعية الثلاث ليتجاوز مؤشر "إس آند بي" لأشباه الموصلات (S&P Semiconductor Index) بثماني نقاط مئوية، إذ مكّنته رؤيتة كخبير في مجال التقنية من تحديد التوقيت المناسب لاختيار كبار الرابحين بين شركات أشباه الموصلات، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ".

ليثبت أن إدارة الأموال النشطة توفر فرصاً غير متاحة لجموع الأموال الخاملة التي يحركها المؤشر، فقد قام بنجامين بموازنة عرّضت صندوقه لأسهم أشباه الموصلات المختلفة عبر إضافة أسهم شركة "مجموعة مارفل المحدودة للتقنية" (Marvell Technology) وإلغاء مزيد من أسهم "إنتل" (Intel)، اللتين تتخذان من سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا مقراً لهما. عززت استراتيجيته لإعادة موازنة أسهم الشركتين أداء محفظة أشباه الموصلات في صندوق "سيليكت" بنسبة 2.7 نقطة مئوية و 2.4 نقطة مئوية على التوالي، مقارنةً بالنسبة المعيارية، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ".

قال بنجامين للمساهمين في الصندوق في أغسطس: "يبدو أن الطلب سيتجاوز المعروض من أشباه الموصلات ومعدات أشباه الموصلات الإنتاجية"، بسبب النقص العالمي وزيادة استخدام شبكات الجيل الخامس اللاسلكية والذكاء الصناعي والحوسبة السحابية والبنى التحتية التي تعتمد على تقنية الرقائق.

بيع القوة وشراء الضعف

لم يتغير كثير منذئذ، فقد أدلى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بشهادته هذا الأسبوع أمام المشرّعين في إطار سعيه للحصول على موافقة مجلس الشيوخ على ترشيحه لولاية ثانية، قائلاً: "الناس يريدون شراء السيارات، لكنّ مصنّعي السيارات لا يمكنهم صناعة مزيد لأنه لا توجد أشباه موصلات. وهو أمر لم يحدث قط".

قال بنجامين في مقابلة عبر تطبيق "زووم" (Zoom) في هذا الشهر: "يكمن تميّز أشباه الموصلات في كونها تُعَدّ بمثابة العقل المدبر لجميع هذه الأسواق النهائية"، موضحاً أنه دون أشباه الموصلات لن تكون هناك هواتف ذكية أو سماعات رأس للواقع الافتراضي أو قيادة ذاتية أو انتقال إلى الحوسبة السحابية أو حتى سيارات كهربائية.

عبر الموازنة غير العادية بين أسهم الصندوق، يوضح بنجامين: "أحب بيع القوة وشراء الضعف... لكن ذلك لا يعني أن جميع تلك الأسهم رابحة. ففي أثناء الانتقال إلى الحوسبة السحابية كان هناك خاسرون"، مثل "إنتل" التي ارتفعت قيمتها 6% فقط في 2021، فيما ارتفعت قيمة "إنفيديا" التي تتخذ في سانتا كلارا مقراً لها بنسبة 125%. وكانت "المستفيد الأكبر من هذا التحول السحابي أو الذكاء الصناعي لأنه تسبب في حدوث تحوُّل في الحوسبة من المركزية التقليدية" إلى ما يسمى "الحوسبة المتسارعة"، وذلك باستخدام وحدات معالجة الرسوم (GPU) بدلاً من وحدات المعالجة التقليدية المعروفة باسم وحدات المعالجة المركزية (CPU).

مثابرة آتت أُكلها

قال بنجامين إنه كان زائراً دائماً لمعرض الإلكترونيات الاستهلاكية السنوي في لاس فيغاس منذ عام 2000، وهو يقام في يناير من كل عام، وأضاف: "أذهب عادةً إلى المعرض للتحدث إلى مصادر المعلومات في الصناعة، التي كنت أنميها على مدى أكثر من 20 عاماً في محاولة لفهم ما يعملون عليه والتوجهات التي يتوقعونها وما الذي يفعلونه يوماً بعد يوم، لأنهم يدرسون القطاع بصورة دائمة".

كان استنتاجه هو أن "معظم الابتكارات تبدأ بالذكاء الصناعي، الذي قد يكون أكبر اتجاه تقني سنشهده خلال ما قد يربو على 10 أعوام مقبلة".

لكن على المدى الأقصر، لا يرى بنجامين أي "حل سريع" لاضطراب سلاسل التوريد العالمية.

قال منتقي الأسهم البارع: "أشك في أننا سنشهد تجميع أجهزة (أيفون) هنا في الولايات المتحدة لأن الرقائق ليست وحدها هي المترسخة في مناطق معينة من آسيا والصين، بل ينطبق ذلك على المتعاقدين لتصنيعها، كما أن سحب العمالة الموجودة يصعب بشكل كبير. هذا لا يعني أن عودة الصناعة إلى الولايات المتحدة غير ممكنة، لكن ذلك سيشكل تحدياً يستغرق وقتاً طويلاً للغاية، وليس أمراً يحدث لمجرد رغبتنا في حدوثه".

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات
النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

نيويورك

8 دقائق

8°C
ضباب
العظمى / الصغرى /
19.3 كم/س
92%
الآراء الأكثر قراءة