ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية مع تزايد الرهانات على رفع الفيدرالي للفائدة

ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية عبر آجال الاستحقاق المختلفة الثلاثاء، بسبب تزايد التكهنات برفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة في مارس، حيث زاد عائد السندات لأجل عامين فوق 1% لأول مرة منذ 2020.

وصعد العائد على الأذون بمقدار تسع نقاط أساس إلى 1.06% مع عودة تداول السيولة بعد إجازة يوم الإثنين، وارتفعت عائدات سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بما يصل إلى سبع نقاط أساس إلى 1.85%- لتسجل أعلى مستوياتها منذ يناير 2020 – لتصل مكاسبها إلى ما يناهز 35 نقطة أساس في أقل من ثلاثة أسابيع.

اقرأ أيضاً

اقرأ أيضا

جيروم باول: إذا توجب علينا رفع أسعار الفائدة أكثر.. سنفعل ذلك

قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، إن البنك المركزي لن يتردد في التصرف إذا لزم الأمر لاحتواء التضخم والمساعدة ...

وتسللت تلك التحركات إلى أسواق أخرى، لتعكس عائدات السندات الأسترالية القياسية تراجعها السابق والاتجاه لأعلى، في الوقت الذي تراجعت في العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، وازداد مؤشر الدولار قوة لليوم الثالث على التوالي مع تعزيز ارتفاع العائد الطلب على العملة الاحتياطية العالمية.

تزايد الرهانات

يتزايد قلق المستثمرين من أن التضخم الأمريكي المتصاعد سيجبر الفيدرالي على تشديد السياسة بوتيرة أسرع من المتوقع، وأصبحت أسواق المقايضات تسعّر أربعة زيادات مقدار كل واحدة منها 25 نقطة أساس خلال عام. وجادل المستثمر الملياردير، بيل أكمان، لصالح رفع قدره 50 نقطة أساس في مارس، بينما قال محافظ الفيدرالي، كريستوفر والر، إن عدد الزيادات قد يصل إلى خمس زيادات العام الجاري مع توقف كل شيء على التضخم.

قال ستيفن ميلر، مستشار استثماري في وحدة "جي سي إف إم" (GSFM)، التابعة لـ "سي آي فاينانشال كورب" الكندية: "يعكس كل ذلك محاولة أسواق السندات للحاق بواقع التضخم، لدرجة أن البنوك المركزية ذاتها متخلفة عن المنحنى وتتدافع الآن لتسبقه.. وتصيب الحيرة السوق وتقول نحن راضون للغاية".

شهدت السندات بداية عام وحشية، إذ أوضحت تصريحات الفيدرالي المتشددة أن البنك المركزي سيتحرك بقوة للسيطرة على التضخم المتزايد، أيضاً ناقش المسؤولون تقليص المركز المالي وقالوا إنهم لا يتوقعون أن يؤثر فيروس أوميكرون على خططهم.

من جهته، أوضح أندرو تيسهيرست، استراتيجي الفائدة في "نومورا": "السمة الرئيسية في أسواق الفائدة العام الجاري، وخاصة في الولايات المتحدة، يفترض أن تكون عائدات أعلى ومنحنيات أكثر استواء مع قرب رفع الفيدرالي للفائدة.. ويشير التاريخ إلى أن عائدات السندات لأجل 10 سنوات لن تصل لذروتها على الأرجح قبل أول رفع من دورة التشديد".

وتتصاعد عائدات السندات الأقصر أجلاً بوتيرة أسرع من الأذون الأطول أجلاً، ما يتسبب في استواء منحنى عائد سندات الخزانة، واقترب الفارق بين عائدات السندات لأجل عامين و10 أعوام من أول إغلاق له دون 80 نقطة أساس العام الجاري.

من المتوقع أن تنهي عائدات سندات الخزانة المعيارية العام عند 2.13%، وفقاً لاقتصاديين استطلعت "بلومبرغ" آراءهم.

قوة الدولار

ارتفع مؤشر "بلومبرغ للدولار الفوري" بنسبة 0.2% في التداولات الآسيوية، في طريقه لتحقيق أطول سلسلة مكاسب منذ نوفمبر، وقاد الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي الخسائر، وتراجعا بنسبة 0.4% على الأقل، في الوقت الذي قلص فيه المستثمرون حيازاتهم من العملات الحساسة للمخاطر.

قال إيمري سبايزر، استراتيجي في "ويستباك بانكينغ كورب" (Westpac Banking Corp) في أوكلاند: "تدعم أسعار الفائدة الأمريكية الأعلى الدولار نتيجة التوقعات بتشدد الفيدرالي بجانب تكهنات بتضخم أعلى".

ارتفعت عائدات السندات الحكومية حول العالم أمس الإثنين حتى مع إغلاق الأسواق الأمريكية، وقفز العائد على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات بحوالي ثلاث نقاط أساس ليتحول للإيجابية لأول مرة في ثلاث سنوات.