محلل: الأسهم الأمريكية ستتعرض لـ"تصحيح صحي" خلال 2022

time reading iconدقائق القراءة - 11
المتداولون في قاعة بورصة نيويورك في نيويورك ، الولايات المتحدة، يوم الاثنين 3 يناير  2022. مع بداية العام ، الرسالة المهيمنة من حوالي 50 مؤسسة مالية عبر وول ستريت وخارجها هي أن الظروف القائمة لا تزال تبدو جيدة. - المصدر: بلومبرغ
المتداولون في قاعة بورصة نيويورك في نيويورك ، الولايات المتحدة، يوم الاثنين 3 يناير 2022. مع بداية العام ، الرسالة المهيمنة من حوالي 50 مؤسسة مالية عبر وول ستريت وخارجها هي أن الظروف القائمة لا تزال تبدو جيدة. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يمكن أن تؤدي حركة "تصحيح صحية" في سوق الأسهم إلى انخفاض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 10% في النصف الأول من العام، مع تشديد "الاحتياطي الفيدرالي" للسياسة النقدية والضغط على مضاعفات الربحية، وفقاً لكريس هارفي، رئيس استراتيجية الأسهم في "ويلز فارغو".

انضم هارفي إلى بودكاست "What Goes Up" في "بلومبرغ" للتحدث عن ذلك وغيره من عناصر توقعاته لعام 2022، وفي ما يلي نص المقابلة في صورة سؤال وإجابة.

هل كان رد فعل السوق على تفاصيل اجتماع "الفيدرالي" الأربعاء الماضي معقولاً؟

كان رد الفعل معقولاً، ولفترةٍ كان الناس يتساءلون عما إذا كان "الفيدرالي" لديه الوسائل والإرادة لمحاربة التضخم أم لا، وكان هناك حديث عن استمرار التضخم في نطاق عرضي لوقت طويل جداً، وهو ما تخلى عنه باول مؤخراً أو قال إنه سيتخلى عنه، ثم عندما تستمع لتفاصيل الاجتماع فهي تعني العمل، ويدرك الناس أخيراً أن "الفيدرالي" سيقوم بما يلزم لمحاربة التضخم، وهذه إشكالية.

لكن الأهم من ذلك ما يحدث حقاً تحت السطح وخلف الكواليس، وعليك أن تراقب الفائدة الحقيقية بدقة شديدة، وما لاحظناه طوال العام الماضي هو أنه أينما تذهب الفائدة الحقيقية يذهب كثير من السعر النسبي في سوق الأسهم، وهكذا كلما ارتفعت الفائدة الحقيقية نجحت تداولات الأسهم الدورية، وكلما انخفضت الفائدة الحقيقية برزت تداولات الأمد الطويل أو أسهم النمو التكنولوجية، وما يحدث الآن هو أن الفائدة الحقيقية ترتفع، وتتقلب أسهم التكنولوجيا والنمو المرتفع، التي تشكل جزءاً كبيراً من السوق.

يتوقع نيل كاشكاري، المسؤول في "الفيدرالي" الذي لطالما تبنى موقفاً ميسراً للغاية، زيادتين في الفائدة في 2022، فهل يشبه ذلك إلقاء الماء البارد على الوجه إلى حد ما؟

في العام الماضي كنت مذهولاً بعض الشيء لأننا كنا نبحث ونستمع إلى التصريحات، وكنا ندرس الأسعار، ولم أرَ قط -خلال أكثر من عقدين من عملي في "وول ستريت"- بيئة تسعير من هذه النوعية.

ذات مرة قلت لأحد زملائي: "مرحباً، أعطني حفنة من الأسهم التي سترتفع أسعارها"، فقال: "فقط اختر أي ثلاثة"، وفي النهاية كنت مدهوشاً من أن رد فعل "الفيدرالي" استغرق كل هذا الوقت، لكن "الفيدرالي" يتصرف الآن وسنشهد تراجعاً في مستويات تعادل الفائدة مع التضخم وفي توقعات التضخم.

كان كثير من الحديث يدور عن الركود التضخمي قبل شهرين أو ثلاثة أو أربعة أشهر، وينبغي إزالة الركود التضخمي من فوق الطاولة الآن لأن "الفيدرالي" يحارب التضخم، والشيء الآخر الذي يحدث هو بداية السنة الصينية الجديدة في الأول من فبراير، عندها سيبدأ تدفق السلع إلى الولايات المتحدة في التباطؤ.

أنا لا أقول إنّ أزمة سلاسل التوريد سيجري إصلاحها، ولكن ما نعتقد حقاً أن السوق ستتعامل معه هو: هل رأينا ذروة الضغوط أم ذروة الازدحام؟ وهل سنتمكن من إجراء بعض التحسينات؟ وإذا كان الأمر كذلك فهذا أمر مهم حقاً لأن لذلك تداعيات كبيرة على الأسعار والمضاعفات والهوامش.

أنت تتوقع حركة تصحيح بنسبة 10% بحلول الصيف، فما الذي يجعلك واثقاً بهذه التنبؤات؟

يوجد اعتقاد سائد بأن السوق يمكن أن تنحني لكن لن تنكسر، ويمكن للسوق أن تنخفض بنسبة 5%، ويمكننا تجاوز متوسط تحركات 50 يوماً، وحتى متوسط 100 يوم، لكن لا يمكننا حقاً الانهيار.

أسهم التكنولوجيا تواجه أعنف موجة بيع منذ عشر سنوات

نحن في فترة العام الثاني من التعافي، وعادةً في العام الثاني من التعافي يخضع مضاعف الربحية لضغط، ويكون هناك كثير من الأشياء الأخرى المثيرة للاهتمام، وما لديك هو تباطؤ في النمو، ولديك "فيدرالي" أكثر تشدداً، ولديك مقارنات صعبة للغاية، ولديك تكهنات.

أحد الأشياء التي ساعدت كثيراً من هذه الأسماء هو أنه كان لديك أموال تطارد الأداء، وعندما لا يكون الأداء موجوداً يذهب المال، ونعتقد أن الناس سيبيعون في وقت التراجع لأول مرة منذ فترة لأسباب تتعلق بالأسس، ولأسباب فنية، والكلمة المؤثرة الأخرى في عام 2022 هي التطبيع، وسنستخدم هذه الكلمة مراراً وتكراراً.

ما توصياتك للعملاء حول المجالات التي يفترض أن يستثمروا فيها؟

ما سنقوله لهم هو أنه عند تجاوز المؤشر مستوى 5000 نقطة يتعين عليهم الصعود على سلّم الجودة والنزول في ما يتعلق بالمخاطر، وعندما نتحدث عن الجودة فهي الشركات ذات المراكز المالية القوية، وأنت بحاجة إلى مراكز مالية تتمتع بنقدية أكثر وديون أقل، وبحاجة إلى فرق إدارة أفضل، ومديرين أفضل لرأس المال، ثم يتعين عليك البقاء بعيداً عن قصص الأداء الهزيل المطول، ويتعين عليك التركيز على هوامش الربح الأكثر جاذبية، ويتعين علينا فقط الابتعاد عن نوع القصص الأكثر خطورة لأننا لا نعتقد أنها ستعود عليك بالربح. ومنذ عام ونصف العام كانت القصة مختلفة تماماً، وأنت الآن تحقق أرباحاً من المخاطر.

نحن نركز أكثر على العوامل والأسلوب، وأحد الأشياء التي نحبها بشأن الجودة هو أنك لن تدفع أكثر ولن تدفع ثمناً باهظاً مقابل جودة أعلى. ثانياً أنت تدخل السوق في وقت متأخر من الدورة، وعادةً ما يكون الوقت المتأخر من الدورة هو الوقت المناسب لأسهم الجودة. الجودة تتحسن عندما يتباطأ النمو مقارنةً ببداية الدورة التي يتسارع فيها النمو بالفعل. والشيء الأخير هو أن الجودة تؤدي بشكل أفضل بكثير في أوقات التراجع، ويمكنك المشاركة في أثناء الاتجاه الصعودي، ولكن في الحقيقة ينصبّ التركيز على الجانب الهبوطي، وتساعد الجودة في أثناء الهبوط، لذلك يتعين عليك حقاً الحصول على مزيد من أسهم الجودة، وتقليل المخاطر في المحفظة، وحان الوقت للبدء في تخزين بعض البارود الجاف ليوم ممطر.

هل اختفت تداولات النمو بأي ثمن للأبد؟

ما يحدث في سوق الأسهم، سواء أعجبك ذلك أو لا، هو أن المال يطارد الأداء، وبعد ذلك عندما لا يكون الأداء موجوداً يذهب المال، لذلك عليك أن ترى ذلك يتبدد، ونودّ أن نرى إعادة تسعير للفائدة الحقيقية، ونودّ رؤية التحرك أكثر في الوقت المناسب، ونودّ أن نرى دفعة أخرى في الأداء، ثم بعد ذلك نودّ أن نرى -سأستخدم عبارة تصويرية لطيفة للغاية- ذلك "التصحيح الصحي" حينما نرى أخيراً البائعين منهكين ونشهد عمليات التصفية النهائية.

ومن الصعب القول إن هذا سيحدث في تاريخ ووقت محددين، لا. لا نعرف متى، لكن هذه هي العلامات التي نسترشد بها، وما قلناه العام الجاري هو أننا نعتقد أن الأسهم من نوع النمو بأي ثمن ستشهد نصفاً أولَ ثقيلاً بسبب ارتفاع الفائدة الحقيقية وبسبب ما تراه اليوم، لكننا تركنا الباب مفتوحاً في ما يخصّ النصف الثاني لأنه يمكن أن ترى تباطؤاً في الاقتصاد، ويمكنك أن ترى إعادة التسعير تلك، ويمكنك أن ترى ذلك التقيؤ الشفّاف، أو يمكنك رؤية البائعين منهكين.

تصنيفات

قصص قد تهمك