بلومبرغ
توسَّع الاقتصاد الصيني بوتيرة معتدلة في الشهر الأخير من العام، مدعوماً بتحسن معنويات الأعمال، وتراجع ضغوط التضخم لدى المصانع، والوتيرة الأسرع لمبيعات السيارات. ورغم ذلك، فإن تباطؤ قطاع العقارات، وتباطؤ الطلب الخارجي يلقيان بظلال من الغموض على النظرة المستقبلية لثاني أكبر اقتصاد في العالم.
سيطرت تلك التوقعات على مؤشر "بلومبرغ" الكلي، الذي يضم ثمانية مؤشرات مُبكرة للشهر الجاري، حيث ظلّ الرقم الإجمالي دون تغيير في ديسمبر، وأشار المؤشر إلى أن الاقتصاد الصيني لا يزال يتحسن بوتيرة مستقرة، غير أن هناك إشارات متضاربة من بعض البيانات الاقتصادية في الوقت الفعلي.
من المحتمل أن تستمر قوة الصادرات في ديسمبر، إذ من المتوقع أن تسجل الصادرات الكورية الجنوبية - وهي رائدة التجارة العالمية - مكاسب من رقمين، ومع ذلك، قد تتباطأ الوتيرة عن نوفمبر بسبب عقبات الشحن، وتبدو التوقعات لعام 2022 أقل وضوحاً، في الوقت الذي يصعب فيه الحفاظ على التوسع القياسي المشهود العام الجاري.
قال وزير التجارة الصيني، وانغ وينتاو، في مقابلة نشرت، أمس الأول الاثنين، مع وكالة أنباء "شينخوا" الرسمية إن: "الضغط من أجل استقرار التجارة الخارجية في عام 2022 ليس ضعيفاً". وأوضح أن تجارة الصين ستواجه عدداً من المخاطر والتحديات، بما في ذلك تباطؤ الطلب الخارجي، وارتفاع أسعار المواد الخام، وازدياد تكاليف الشحن والعمالة.
تحسن أداء الشركات الصغيرة الموجهة للتصدير بقدر أكبر خلال الشهر الحالي بسبب طلبات التصدير القوية، وفقاً لمسح شمل أكثر من 500 شركة أجراه بنك "ستاندرد تشارترد"، لكن دينغ شوانغ، كبير الاقتصاديين في "ستاندرد تشارترد" المختص بالصين الكبرى وشمال آسيا، كتب في تقرير مصاحب للمسح، أن الشركات غير متأكدة من آفاق المبيعات والإنتاج في الأشهر الثلاثة المقبلة.
وذكر التقرير أن الطلب الخارجي عاد إلى طبيعته وتحسن الطلب المحلي مع تسارع الطلبيات الجديدة وانخفاض مخزون السلع الجاهزة.
استمر انخفاض مبيعات المنازل في أربع مدن من الدرجة الأولى في الصين في ديسمبر، حتى مع محاولة السلطات منع هبوط صعب لهذا القطاع، وأظهر المسح أن الشركات العقارية الصغيرة تضررت بشدة من الإجراءات التنظيمية، وانخفض المؤشر الفرعي للشركات العقارية الصغيرة والمتوسطة إلى 48.6 من 57.6 في نوفمبر.
أظهر تضخم أسعار تسليم المصانع بعض علامات التراجع الشهر الجاري، مع تباطؤ مجموعة من البيانات التي تتبعها "بلومبرغ إيكونوميكس" من ذروتها بعد ارتفاعها لثلاثة أشهر متتالية.
وانخفض مخزون حديد التسليح، فيما يعتبر عادة مؤشر على طلب قوي من قطاع الإنشاءات، كما ارتفع مؤشر البناء الفرعي الخاص بمسح "ستاندرد تشارترد"، ما يعكس، على الأرجح، تسارع إنفاق الحكومة المحلية على الرغم من الطقس البارد.
ومع ذلك، كان الطلب من الإنشاءات ضعيفاً مؤخراً، بسبب مشكلات سوق الإسكان وبطء الإنفاق على البنية التحتية، وقد تكون حملة خفض إنتاج الصلب أيضاً عاملاً في تقلص مخزونات حديد التسليح. ورغم أن بعض المحللين يتوقعون ارتفاعاً طفيفاً في إنتاج الصلب في ديسمبر، فإن رغبة الحكومة في خفض التلوث خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقبلة ستضع حداً لأي زيادة.
المؤشرات المبكرة
- تستنتج "بلومبرغ إيكونوميكس" القراءة الإجمالية للنشاط، من خلال تجميع متوسط مُرجح لمدة ثلاثة أشهر للتغييرات الشهرية لثمانية مؤشرات، والتي تستند إلى استطلاعات الأعمال أو أسعار السوق.
- الأسهم الرئيسية الداخلية مثل مؤشر "سي إس آي 300" لأسهم الفئة "أ" المدرجة في شنغهاي أو شينزين (حتى إغلاق السوق في 25 من الشهر).
- إجمالي المساحة الطابقية لمبيعات المنازل في أربع مدن من الدرجة الأولى في الصين (بكين وشنغهاي وقوانغتشو وشينزين).
- مخزون حديد التسليح المستخدم في تقوية المباني في قطاع الإنشاءات (10 آلاف طن متري)، انخفاض المخزون هو علامة على زيادة الطلب.
- أسعار النحاس - السعر الفوري للنحاس المكرر في سوق شنغهاي (باليوان/ طن متري).
- صادرات كوريا الجنوبية. صادرات كوريا الجنوبية في أول 20 يوماً من كل شهر (التغير على أساس سنوي).
- متتبع تضخم المصانع - أنشأت "بلومبرغ ايكونوميكس" متتبع لأسعار المنتجين الصينيين (التغير على أساس سنوي).
- ثقة الشركات الصغيرة والمتوسطة - دراسة استقصائية عن الشركات أجراها "ستاندرد تشارترد".
- مبيعات سيارات الركاب - النتيجة الشهرية المسحوبة من بيانات متوسط المبيعات الأسبوعية الصادرة عن جمعية سيارات الركاب الصينية.