بلومبرغ
اعتذر أكبر صندوق تحوط كمّي في الصين للمستثمرين بعد تراجع قياسي في أدائه، مما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه الصناعة بعد فترة من النمو المتسارع.
قالت شركة "زيانغ هاي فلاير لإدارة الأصول" (Zhejiang High-Flyer Asset Management) في بيان في وقت متأخر يوم الثلاثاء على حسابها بمنصة "ويتشات"، إنَّ هذا التراجع الأخير الناجم جزئياً عن التداولات الخاطئة كان الأكبر في تاريخ الشركة، دون أن يحدد مدير الاستثمار قدر الانخفاض.
وأفادت الشركة، التي يقع مقرها في هوانغ زو في بيانها: "نشعر بالأسف الشديد". وتدير شركة "هاي فلاير" حوالي 90 مليار يوان (14.1 مليار دولار) كما في سبتمبر الماضي، مما يجعلها أكبر صندوق تحوط كمي في الصين. وأوضح ممثل الشركة أنَّ الأصول تراجعت منذ ذلك الحين بشكل ملحوظ، دون إعطاء رقم دقيق لذلك. ووفقاً للبيان، فإنَّه بالوقت الذي ما يزال معظم عملائها يحققون أرباحاً هذا العام؛ فقد تكبّد بعضهم خسائر على الورق وعائدات "خاسرة" مقارنة بالمؤشر.
وتعد عثرة "هاي فلاير" أحدث إشارة على أنَّ صناديق التحوط الكمي في الصين تتباطأ مع زيادة التدقيق التنظيمي، وازدحام بعض الصفقات الأكثر شهرة في الصناعة البالغة قيمتها 219 مليار دولار. كما يفرض عدد متزايد من اللاعبين حالياً قيوداً على التدفقات الداخلة، أو يعيدون النظر في خطط التوسع، بعد الازدهار الذي تمثل في ارتفاع الأصول الخاضعة للإدارة في الصناديق التي تعتمد على الخوارزميات بمقدار خمسة أضعاف خلال العامين الماضيين.
الذكاء الاصطناعي
قالت شركة "هاي فلاير"، إنَّ ذكاءها الاصطناعي لم يتداول بشكل جيد مع الوقت، على الرغم من أنَّ اختيار الأسهم كان جيداً من ناحية القيمة طويلة الأجل. وبحسب البيان؛ تميل النماذج إلى تحمل المزيد من المخاطر للحصول على عوائد أعلى عندما تتغير الأسواق بشكل كبير، مما أدى إلى تعميق الانخفاضات.
وأوضح مدير الأصول أنَّ التداول المعتمد على الحاسوب قد وسَّع أصول الشركات بسرعة كبيرة، مما أدى إلى اتباع استراتيجيات تداول مماثلة، ومما زاد من صعوبة العمليات أيضاً. وأكدت أنَّها تعمل على تعديل نماذجها، والتحكم في حجمها، وتخفّض تركيز مراكز الأسهم.
تحقيق وزارة العدل الجنائي في صناديق التحوط يشعل حماس متداولي أسهم "الميم"
وانخفضت عائدات ما يسمى بمنتجات المؤشرات المحسّنة، وهي فئة شائعة في الصناديق الكمية في الصين، منذ منتصف سبتمبر، وتحولت إلى خسائر، وفقاً لتقرير صادر عن المحللين في شركة "تشاينا ميرشانت سيكيوريتيز" في 16 نوفمبر الماضي، والذين أشاروا إلى وجود ارتباط سلبي كبير بين الأصول المُدارة والعائدات الإضافية. وبحسب تقديرات "سيتيك سيكيوريتيز"؛ فقد قفزت الأصول التي تديرها شركات التحوط الكمي الخاصة بنسبة 60% هذا العام حتى 30 سبتمبر.
صناديق التحوط تخفض رهاناتها على هبوط الين بأكبر نسبة منذ انتشار كورونا
وتوقَّفت "هاي فلاير" الشهر الماضي عن تحصيل أموال جديدة، وبعد فترة وجيزة قالت، إنَّها ستلغي رسوم استرداد أموالها باليوان لمساعدة المستثمرين على تعديل مخصصاتهم. وقال أحد الممثلين في ذلك الوقت، إنَّ الشركة تقلّص مؤقتاً من أصولها المدارة للتكيف بشكل أفضل مع ما تراه بيئة سوق معقدة للاستراتيجيات الكمية في الفترة المقبلة.