بلومبرغ
بخلاف إطلاق أول صندوق أمريكي متداول في البورصة يقوم على العقود الآجلة لـ"بتكوين"، سجلت صناديق العملات المشفرة بعض الإنجازات العالمية البارزة في 2021.
تضاعف عدد أدوات الاستثمار القائمة على تتبع العملات المشفرة في جميع أنحاء العالم بأكثر من الضعف إلى 80 من 35 فقط في نهاية عام 2020، وفقاً لبيانات "بلومبرغ إنتليجنس"، وارتفعت الأصول إلى 63 مليار دولار مقارنة بـ 24 مليار دولار ببداية العام الجاري.
تقتنص العملات المشفرة حصة أكبر من مشهد الاستثمار العالمي، مع تصاعد مخاوف التضخم واستمرار قوى المضاربة في الانحسار رغم التقلبات الهائلة في بعض الأحيان. وتراجعت بتكوين، أكبر عملة مشفرة في العالم، بنسبة 56% من أبريل إلى يونيو قبيل بلوغها أعلى مستوى لها على الإطلاق في نوفمبر فقط لتفقد أكثر من 30% من قيمتها في الأسابيع التالية، لكن هذا لم يضف شيئاً يذكر لعرقلة التدفق القياسي للسيولة.
قالت ليا والد، الرئيسة التنفيذية لمديرة الأصول المشفرة "فالكيري انفستمنتس"، في برنامج البث المباشر "QuickTake Stock" من "بلومبرغ": "عالمياً، من الواضح أنها ظاهرة بدأت في الانتشار.. إذا نظرت إلى التدفقات الداخلة من منظور الحجم، فلن تجد فحسب أنها كانت ثابتة حتى مع حركات التصحيح التي تشتهر بها بتكوين، وإنما سترى الكثير من المؤسسات تقفز إليها".
تعتبر شركة "غراي سكيل انفستمنتس" أكبر مديرة للأصول في مجال الأصول المشفرة، ويُصنف صندوق "غراي سكيل بتكوين تراست" بقيمة 30 مليار دولار كأكبر صندوق على مستوى العالم في مجال الأصول المشفرة، ويتحكم أيضاً مديرو الصناديق، مثل "غالاكسي ديجيتال هولدينغز" التابعة لمايكل نوفوغراتس، وشركة "بيتوايز أسيت مانجمنت" (Bitwise Asset Management) في أصول بالمليارات.
طلب مكبوت
وفي حين أن غالبية الصناديق التي تم تدشينها في 2021 كانت خارج الولايات المتحدة، كان الظهور الأول في أكتوبر لصندوق "بروشيرز بتكوين استراتيجي" المتداول في البورصة هو الأكثر جذبا للانتباه، واستغرق الأمر يومين فقط حتى جمّع الصندوق مليار دولار، في واحدة من أكثر الإطلاقات ازدحاماً على الإطلاق لصندوق متداول في البورصة.
كشف التزايد الأولي في الاهتمام عن درجة الطلب المكبوت بين المستثمرين الأمريكيين في الصناديق المتداولة للتعرض للعملات المشفرة، ومع ذلك، على عكس الصناديق المتداولة المرتبطة مباشرة بـ"بتكوين" الفورية، فإن هذه المنتجات المدعومة بالعقود الآجلة معرضة لما يسمى بتكاليف فروق الأسعار بين العقود الآجلة والفورية والمرتبطة بإدارة العقود، ومن المحتمل أن يكون طلب المستثمرين أعلى إذا تم السماح للصناديق المدعومة بالعملة مباشرة بالطرح في الولايات المتحدة، وفقاً لـ"بلومبرغ انتليجنس".
قال جيمس سيفارت، محلل الصناديق المتداولة في البورصة في "بلومبرغ انتليجنس": "لا أستطيع منع نفسي من التفكير في أن الأصول في هذا المجال كانت لتكون أكبر من ذلك حتى إذا كان لدينا هياكل أكثر كفاءة مثل الصناديق المتداولة في البورصة القائمة على بتكوين الفورية في الولايات المتحدة".
وبالفعل، تعثرت التدفقات إلى صندوق "بروشيرز"، مع تراجع الصندوق المتداول بنسبة تزيد على 30% منذ إطلاقه في منتصف أكتوبر. وفي الوقت نفسه، لدى منتجات مماثلة من "فالكيري" و"فان إيك" أقل من 70 مليون دولار من الأصول مجتمعة.
وتشعر والد من "فالكيري" بالتفائل بأن التدفقات سترتفع في عام 2022، وقالت إن مديري الأموال المؤسسيين ينتظرون على الأرجح ليروا كيف تتعامل الصناديق المتداولة الأمريكية المدعومة بالعقود الآجلة مع تكاليف فروق الأسعار.
وقالت والد: "فيما يخص هذا الهيكل، أعتقد أن الكثير من مديري الأموال يريدون أن ينظروا إلى المقاييس قبل القفز إليه.. ونحن متحمسون بشأن ما يحمله العام الجديد".