بلومبرغ
قد يُمهد العام الفاتر الذي مر به الذهب الطريق لتجدد اهتمام المستثمرين الساعين للتحوط من أوجه عدم اليقين بالصناديق المتداولة في البورصة في عام 2022.
شهد صندوق "إس بي دي أر غولد شير" صافي تدفقات خارجة بحوالي 10.4 مليار دولار حتى الآن العام الجاري، وهي الأكبر منذ 2013، وتعادل 190 طن من السبائك تقريباً، وفقاً لوكيل التسويق الخاص بالصندوق، ويأتي ذلك مع تراجع أسعار الذهب نتيجة بدء البنوك المركزية في تقليص محفزات عصر الوباء. ورغم ذلك، عزز ظهور متحول أوميكرون وتصاعد التضخم استمرار المخاطر المحتملة على التعافي العالمي مع الدخول في العام الجديد.
قال روبين تسوي، استراتيجي الذهب في منطقة آسيا والمحيط الهادي وأعمال "غلوبال إس بي دي أر" في "ستيت ستريت غلوبال أدفايزرز": "هناك المزيد من المستثمرين الذين نتحدث معهم ويريدون التحول إلى الذهب للتحوط من كل عدم اليقين هذا– ونحن نرى مخاطر جيوسياسية، وتضخماً مرتفعاً، وبيئة عائد منخفض".
وأضاف تسوي: "نتوقع أن نرى نمواً في الأطنان على أساس سنوي، ولكن سيعتمد ذلك على سعر الذهب، ولا نرجح أن نرى مثل هذه التدفقات الخارجة الكبيرة في 2022".
تستعد الأسواق العالمية لموجة من قرارات البنوك المركزية بشأن توقيت تقليص المحفزات، ومن المتوقع أن يكشف الفيدرالي عن تسريع وتيرة خفض مشتريات الأصول في ختام اجتماعه الذي يستمر يومين في وقت لاحق من اليوم الأربعاء، وسيمهد ذلك الطريق لأول زيادات في أسعار الفائدة منذ عام 2018 مع تركيز المسؤولين على كبح جماح التضخم الأكثر سخونة منذ عقود. ويتوقع تسوي زيادتين في أسعار الفائدة بدءاً من النصف الثاني من العام القادم على الأرجح.
التوقعات
قال تسوي: "عندما يقرر الفيدرالي رفع الفائدة، لن يكون الأمر بالضرورة سيئاً للذهب.. لأن السوق سعّرت كل الأنباء على نحو مشابه للدورة المشهودة في 2015 وكذلك في 2004 عندما رفع الفيدرالي أسعار الفائدة أيضاً لكن صعد الذهب".
"وقد يتداول الذهب بين 1800 إلى 2000 دولار للأونصة في الربع الأول - من 1769.27 دولار حالياً - نظراً لأن توقعات التشديد قد انعكس تأثيرها في الأسواق بالفعل، وربما يستقر الدولار بعد اكتسابه قيمة العام الجاري"، وفقاً لتسوي الذي قال إن تعافي الطلب على المجوهرات من أكبر المستهلكين، الصين والهند، سيدعم الأسعار أيضاً.
وأضاف: "العام المقبل يعتمد على المعنويات العامة، لكننا سنشهد نفس الوضع المشهود بين 2013 و2015 عندما اختبر الذهب سوقاً هبوطية مؤلمة بسبب سيناريو الفائدة والتضخم، كما أن بيئة مخاطر الأسهم مختلفة تماماً الآن".