تجار السندات يراهنون على رفع الفائدة سريعاً وسط مخاوف سوق الأسهم

time reading iconدقائق القراءة - 13
تقلبات الأسواق تزداد مع اتجاهات الفيدرالي التشددية - المصدر: بلومبرغ
تقلبات الأسواق تزداد مع اتجاهات الفيدرالي التشددية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تثير أسرع حركة تضخم منذ نحو 40 عاماً التوتر في "وول ستريت"، إذ ترتبط التداولات الحساسة اقتصادياً باحتياطي فيدرالي شديد التيسير.

تقلّص الفارق بين عوائد سندات الخزانة لمدة خمس سنوات و 30 عاماً بلا هوادة خلال هذا الربع، مع اقتراب هذا المنحنى الآن من أدنى مستوياته منذ مارس 2020. تعد تلك علامة على أنَّ متداولي السندات يراهنون على رفع أسعار الفائدة بشكل أسرع مما من شأنه أن يقوض التوسع الاقتصادي، و ما قد يؤدي إلى تعطيل دورة الأعمال باسم مصداقية مكافحة التضخم.

هناك عدد كبير من شركات سوق الأسهم ضمن مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" القوي، الذي يوجه مخاوف سوق السندات، مع تلاشي التحفيز، وسلاسل التوريد التي ما تزال مزدحمة، وانتشار سلالة جديدة لفيروس كورونا.

تبدو الأمور بعيدة كل البعد عن الوضوح، و يقول الكثيرون، إنَّ تحذير السندات مزيف مع وجود الكثير من السيولة في تداولات الأسهم المرتبطة بالانتعاش القوي.

قال بريان أورايلي، رئيس استراتيجية السوق في "ميديولانوم إنترناشيونال فوندز" (Mediolanum International Funds): "إنَّه من المتوقَّع بأنَّ أسعار الفائدة قصيرة الأجل سترتفع، والمخاطرة بأنَّه من خلال التحرك بقوة مفرطة يمكن للاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى خنق الانتعاش..هذا ما يقوله سوق السندات. وأنا لا أوافق بالضرورة ".

ما يزال "أورايلي" يوصي بالميل بشكل متواضع نحو الأسهم ذات القيمة المنخفضة نظراً لخصوماتها الحادة لبقية السوق، حتى مع إشارة الإنذار في سوق السندات، بشأن النمو الاقتصادي، إلى الافتراضات الكامنة وراء التداولات الشائعة خلال الانكماش.

إشارة الفيدرالي

تسلل الحذر مرة أخرى إلى أسواق الأصول المتعددة هذا الربع، فقد أرسل الاحتياطي الفيدرالي أوضح إشارة حتى الآن إلى أنَّه سيسرع في تشديد السياسة النقدية. في أعقاب هذا التحول المتشدد؛ يجري تسعير المقايضات عند حوالي ثلاث زيادات في أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة في عام 2022، وهو أكثر مما أشار إليه غالبية مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي في أحدث توقُّعاتهم في سبتمبر، برغم أنَّه من المرجح أن يتغير ذلك عند صدور التوقُّعات الجديدة يوم الأربعاء المقبل.

ارتفع مؤشر "بلومبرغ للدولار الفوري" للربع الثاني على التوالي، وانخفضت أسهم الأسواق الناشئة إلى أدنى مستوى لها مقابل نظيراتها المتقدمة في 17 عاماً.

من المتوقَّع أن تشهد الشركات الصغيرة في الولايات المتحدة الربع السنوي الأسوأ مقابل الشركات الكبيرة منذ الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020، في حين يبدو الرد الدفاعي متمثلاً في شراء الأسهم المربحة وبيع العكس، مما يتيح أيضاً أفضل ربع لها منذ الأيام الأولى للوباء.

كان الضغط على منحنى العائد سمة مألوفة لأسواق ما بعد الأزمة، وهو أمر يثير الكثير من الجدل مرة أخرى هذه المرة. و قال رئيس السندات العالمية في "جانوس هندرسون" (Janus Henderson) هذا الأسبوع، إنَّ التسوية على وشك الانتهاء. و تقول شركة أبحاث "في ريسيرش 22" (22V Research)، إنَّ تخفيف منحنى العائد يحدث بمجرد تلاشي مخاوف "كوفيد".

من خلال حساباتهم التي أوردوها في مذكرة صدرت يوم الخميس الماضي؛ فإنَّ الانهيار الأخير في فروقات عامين و 10 أعوام بالنسبة لمتوسط ​​200 يوم يقف عند نسبة مئوية تاريخية، مما يعني أنَّه لم يتحرك أبداً بهذه السرعة.

قال جين تانوزو، رئيس الدخل الثابت العالمي في "كولومبيا ثريدنيدل" (Columbia Threadneedle): "إنَّ منحنى العائد مسطح للغاية. أصبح التسهيل الكمي وشراء الأصول جزءاً مهماً للغاية مما تفعله البنوك المركزية. وبسبب ذلك؛ فإنَّ العائد الأطول مدة هو إشارة أقل من طبيعية ".

هناك تقلبات في كل مكان تقريباً، فقد قفز التقلب على مدى 20 يوماً لكلٍّ من القيمة طويلة الأجل، بالإضافة إلى عوامل الزخم إلى أعلى مستوى له منذ أبريل من هذا الأسبوع، إذ تأرجحت الرغبة في المخاطرة مثل "البندول" اعتماداً على العناوين الرئيسية المتعلقة بـ"أوميكرون".

بالنسبة لأولئك الذين يتحدون مخاوف السندات؛ هناك مجال كبير للمراهنة على زيادة أخرى في التداولات المستندة إلى الانكماش، والتي فقدت قوتها قبل الصيف مباشرة بعد المرحلة الأولى من إعادة الانفتاح الاقتصادي.

و عادت الفجوة بين النمو العالمي وأسهم القيمة - أغلى وأرخص جوانب السوق - إلى أوسع نطاق لها منذ حقبة "دوت كوم" عام 2000، فقد كان أداء الأسهم الرخيصة دون المستوى برغم الانتعاش الحاد في الأرباح.

ومع ذلك؛ فإنَّ الأمر ليس بسيطاً، فقد قال أندرو لابثورن، الرئيس العالمي للاستراتيجية الكمية في "سوسيتي جنرال" (Societe Generale)، إنَّه ضمن مجمع القيمة، وبرغم من أنَّ أداء الأسهم المرتبطة بالسلع التي تكسب من التضخم، كان أفضل؛ فإنَّ الآخرين ينجرفون إلى الأسفل بسبب المخاوف الاقتصادية التي يشير إليها منحنى العائد. على سبيل المثال، تعد الأسهم المالية - التي تقترض على المدى القصير إلى الطويل - ثاني أسوأ قطاع ضمن مؤشر "ستاندر أند بورز 500" لهذا الربع.

من بين الأسهم باهظة الثمن، تفوقت الأسهم الثابتة، في حين عانت الأوراق المالية المتقلبة مثل "صندوق أرك إنوفيشين المتداول في البورصة" (ARK Innovation ETF) المستقبلي.

أما في شركة أبحاث "نيد ديفيس ريسيرش" (Ned Davis Research)، يرى الاستراتيجيون سبباً وجيهاً لمنحنى العائد المسطح مع تباطؤ النمو الاقتصادي. يشير ذلك إلى أنَّ الحصص الكبيرة مهيأة للتغلب على أقرانها الأصغر، و أنَّ الأسهم ذات النمو المطرد ستتفوق في الأداء على أسهم شركات القيم الدورية في عام 2022.

و يقر "أورايلي" في "ميديلانوم" (Mediolanum)، بأنَّ رغبة الاحتياطي الفيدرالي في المخاطرة الكبيرة في المضاربة على أسهم التكنولوجيا قد تضعف. لكنَّه ما يزال يجد سبباً للثقة في البيانات الاقتصادية. و قال: "علينا أن نتذكر ماهية السياسة النقدية التيسيرية. فأحد عشر مليون وظيفة شاغرة في الولايات المتحدة لا تشير لي إلى أنَّ الاحتياطي الفيدرالي على خطأ ".

تصنيفات

قصص قد تهمك