العملة اليمنية تهوي لمستوى قياسي جديد مقتربة من حاجز 1600 ريال للدولار

time reading iconدقائق القراءة - 6
مقر البنك المركزي اليمني في عدن - المصدر: بلومبرغ
مقر البنك المركزي اليمني في عدن - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

رويترز

قال صيارفة ومتعاملون، إنَّ سعر صرف العملة اليمنية واصل هبوطه الحاد ليصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار، وللمرة الأولى في تاريخه، في ظل عجز الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في كبح الانهيار الاقتصادي، مع تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية في البلاد.

ذكر صرَّافون في عدن أنَّ سعر صرف الدولار في جنوب اليمن، في السوق السوداء الموازية مساء يوم السبت تخطى عتبة 1581 ريالاً للشراء، و1595 ريالاً للبيع، لتنخفض قيمة الريال لأدنى مستوى على الإطلاق، مقابل حوالي 1200 ريال المسجل في مطلع أكتوبر، وهذا أسوأ انهيار لقيمة العملة المحلية في تاريخها منذ بدء الحرب في البلاد قبل سبع سنوات.

أحد الصيارفة في عدن قال، إنَّ هناك إقبالاً شديداً في حركة البيع وشراء العملات الأجنبية يوم السبت، خاصة الدولار الأمريكي والريال السعودي، مما تسبب في أزمة انعدام لسيولة النقد الأجنبي.

و ماتزال أسعار صرف الريال في العاصمة صنعاء، والمناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي بشمال البلاد ثابتة عند 600 ريال للدولار، وفقاً لمصادر مصرفية.

تحرير سعر الصرف

يوجد في اليمن حالياً، بنكان مركزيان متنافسان؛ أحدهما خاضع للحكومة المعترف بها دوليا في عدن، والآخر لجماعة الحوثي في صنعاء.

فقد الريال اليمني أكثر من ثلاثة أرباع قيمته مقابل الدولار منذ اندلاع الحرب مطلع 2015، عندما بدأت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، بتحرير سعر صرف الريال، وأصدرت توجيهات للبنوك باستخدام سعر الريال الذي تحدده السوق بدلاً من تثبيت سعر محدد وقتها من البنك المركزي عند 250 ريالاً.

تسبَّب الهبوط السريع للعملة في زيادات حادة بصورة يومية في الأسعار وسط عجز الكثير من اليمنيين عن شراء غالبية السلع الأساسية في عدن ومحافظات جنوب البلاد وشرقها.

قالت مصادر محلية وسكانية، إنَّ احتجاجات شعبية غاضبة جرت بمدينة تعز وسط اليمن اليوم السبت تنديداً بتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وانهيار الخدمات الأساسية، وتدهور قيمة العملة المحلية، مشيرة إلى أنَّ محتجين في المظاهرة، التي شارك فيها العشرات، أحرقوا صور رئيس الحكومة معين عبدالملك، وحمَّلوا الحكومة والتحالف العربي بقيادة السعودية مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية.

"المركزي" اليمني ينظم مزادات لبيع وشراء العملات الأجنبية لإنقاذ الريال المنهار

قال مراقبون ومحللون اقتصاديون، إنَّ تسارع هبوط قيمة العملة المحلية في اليمن، جاء مع قرار البنك المركزي اليمني في عدن مساء يوم الخميس، بالسماح لنحو 63 شركة صرافة في عدن بمعاودة مزاولة نشاطها المصرفي، وذلك بعد استكمال الإجراءات لدى البنك، من بين 85 شركة صرافة أوقفها البنك المركزي الشهر الماضي في محاولة للحد من عمليات المضاربة بالعملة، وكبح انهيار قيمة الريال.

يأتي استمرار هبوط قيمة الريال بشكل متسارع، برغم تدخلات بدأها البنك المركزي اليمني قبل أسبوعين، من خلال طرح مزادات أسبوعية لبيع ما تبقى لديه من الاحتياطيات النقدية الأجنبية المتناقصة، قائلاً، إنَّه يريد مواجهة اضطرابات آليات العمل بسوق النقد، وزيادة السيولة لدى البنوك لتخفيف ضغوط سعر الصرف، في محاولة لدعم العملة المنهارة مقابل الدولار ومعالجة التضخم.

تصنيفات

قصص قد تهمك