بلومبرغ
انخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لآجال 10 سنوات، أمس، بسبب القلق إزاء النسخة الأخيرة من فيروس "كوفيد"، بأكبر نسبة تراجع في يوم واحد منذ الأشهر الأولى لانتشار الجائحة.
تخلى المستثمرون عن الأصول عالية المخاطرة، وتدفقوا إلى الملاذات الآمنة، فيما يتراجعون عن رهانهم بشأن توجه البنك المركزي إلى تشديد السياسة النقدية.
تسبب الارتفاع في أسعار سندات الخزانة، في انخفاض العائد على السندات المعيارية التي تستحق بعد 10 سنوات بمقدار 16 نقطة أساس، حتى أغلق على 1.47%، في أكبر تدهور يومي له منذ مارس 2020.
ويبدو أن تردي مستوى سيولة سندات الخزانة بعد العطلة تسبب في تفاقم انخفاض العائد، علاوة على الاستثمار على نطاق واسع عبر الرهان على أن السياسة النقدية سوف تسير في اتجاه عكسي.
ارتفعت عوائد سندات الخزانة استحقاق عامين وخمسة أعوام، الأربعاء الماضي، إلى أعلى مستوى لها منذ انتشار الجائحة، موفرة نطاقاً أوسع، لتحولات يوم الجمعة بعد عطلة عيد الشكر.
قال زاكاري غريفيثس، إستراتيجي أسعار الفائدة لدى شركة "ويلز فارغو للأوراق المالية" (Wells Fargo Securities): "مازال أمامنا أن نعرف حجم تأثير السلالة الجديدة على مستوى العالم، فإذا حدث انتشار آخر واسع النطاق للفيروس وترتب عليه أن طبقت الحكومات إجراءات تقيد الحركة في مختلف أنحاء العالم، فقد يؤخر ذلك تطبيق البنوك المركزية سياسة أكثر تشدداً تراهن عليها الأسواق حالياً. إنني أتصور أن ضعف المشاركة في السوق تسبب فقط في تفاقم حركة البيع الكثيف للأصول عالية المخاطر والهرولة إلى الملاذات الآمنة".
قال اقتصاديو بنك "غولدمان ساكس" (Goldman Sachs Group)، الخميس، إنهم يتوقعون تحركاً أسرع من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي نحو سحب السياسة النقدية التوسعية مع تراكم الضغوط التضخمية.
و في مذكرة للعملاء، أوضح الاقتصاديون بقيادة جان هاتزيوس أن البنك المركزي سيضاعف وتيرة الانسحاب من برنامج شراء الأصول إلى 30 مليار دولار شهرياً بداية من شهر يناير، وسوف يبدأ في زيادة أسعار الفائدة عن مستواها الذي يقترب من الصفر في يونيو القادم.
و قالوا إن زيادة أسعار الفائدة سوف تحدث في شهري سبتمبر وديسمبر، بالإضافة إلى رفعها مرتين في سنة 2023، في مراجعة لتوقعات سابقة لهم بأن يرفع البنك أسعار الفائدة في شهري يوليو ونوفمبر.
في نفس الوقت، راجع المتعاملون توقعاتهم بشأن توقيت أول رفع لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى شهر سبتمبر بدلاً من شهر يونيو.
يمتد التأثير الحالي في مختلف الأسواق العالمية، ضارباً مؤشرات الأسهم، وأسهم وسندات الأسواق الناشئة، ومؤشر "بلومبرغ" للدولار الأمريكي، إذ تشعل هذه السلالة الجديدة مخاوف من انتشار جديد للجائحة. وبحسب ما قاله "غريفيثس" فإن: "هذه الأنباء تذكرة قاسية لنا بأننا مازلنا نتعامل مع جائحة لم نسيطر عليها سيطرة كاملة".