"وول ستريت" لا تستطيع تحديد سعر سهم "تسلا"

time reading iconدقائق القراءة - 7
لافتة تحمل العلامة التجارية لشركة تسلا مثبتة على واجهة أحد معارض الشركة في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية - المصدر: بلومبرغ
لافتة تحمل العلامة التجارية لشركة تسلا مثبتة على واجهة أحد معارض الشركة في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

بالرغم من كل الدراما وعناوين الأخبار المحيطة بإيلون ماسك، ووليدة أفكاره "تسلا"، تمَّت مكافأة المستثمرين بسخاء على صبرهم العام الجاري.

والآن مع نضج الشركة لتصبح في مصاف الشركات الممتازة مع ضمِّها لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الشهر الجاري، وما يحدث بعد ذلك، يمكن أن يتلخَّص في بعض الأسئلة البسيطة: ما نوع شركة "تسلا" بالضبط؟ وكيف يمكن تقييم السهم؟ ومع ذلك تتفاوت إجابات "وول ستريت" بشدة، فـ"غولدمان ساكس" يستهدف سعر 780 دولاراً، في حين تقيِّم "جى بي مورجان تشايس" سهمها عند 90 دولاراً.

وقال جيم تشانوس في مقابلة مع بلومبرغ العام الماضي: "إنَّه (سعر السهم) يمثِّل ما قد يرغب الناس في التصديق بأنَّ إيلون ماسك يروِّج له".

وبالطبع، فإنَّ المستثمرين الذين اقتنعوا بأفكار ماسك استفادوا من السهم بقدر أكبر بكثير من شانوس الذي قال، إنَّه قام مؤخراً بتقليص حجم استثماراته القصيرة "المؤلمة" في "تسلا"، التي حملها لخمس سنوات في شركته "كاينيكوس أسوشياتس" (Kynikos Associates).

وحقَّقت شركة صناعة السيارات الكهربائية أرباحاً لخمسة أرباع متتالية؛ إلى جانب ارتفاع سعر سهمها سبعة أضعاف العام الجاري؛ فقد حقَّق عائداً مذهلاً عند حوالي 18000% منذ طرحها الأولي للجمهور في 2010.

يتم تداول أسهم "تسلا" حالياً بسعر يزيد 1000 مرة تقريباً عن أرباحها، مقارنة بـ14 مرة فقط لشركة "جنرال موتورز "

وتطلَّع المستثمرون، الذين صدَّقوا رؤية ماسك المتعلِّقة بقلب قطاع السيارات،

ويبلغ عمره قرناً من الزمان رأساً على عقب، وتمسَّكوا باستثماراتهم على مر السنوات، إلى ما وراء مشكلات الإنتاج، وعثرات التسليم، والخسائر المتزايدة، وتحركات السهم المتقلبة، والمدير التنفيذي غريب الأطوار المستعد لتعريض نفسه للمشكلات بسبب تغريداته.

ومع ذلك، يتزايد التدقيق على الشركة التي سوف تتمتَّع بواحد من أثقل الأوزان في مؤشر "ستاندرد آند بورز S&P 500"، ويكافح المستثمرون لفهم شركة صناعة السيارات التي تتداول فوق المستويات الشاهقة بالفعل لشركات التكنولوجيا التي لديها نماذج أعمال متنوعة للغاية، ويتمُّ تداول أسهم "تسلا" حالياً بما يزيد بمقدار 1000 مرة تقريباً عن أرباحها، مقارنة بـ14 مرة فقط لشركة "جنرال موتورز "، و53 مرة لمؤشر بورصة "نيويورك فانغ بلس".

وهنا تكمن المعضلة، هل "تسلا" شركة صناعة سيارات؟ أم هي شركة تكنولوجية؟ تخطط الشركة لتسليم حوالي نصف مليون سيارة العام الجاري بارتفاع نسبته 36% عن العام الماضي، ولكنَّه أبطأ من الزيادة بنسبة 50% التي حقَّقتها في 2019، ويقدِّر المحللون في "وول ستريت" أنَّ إيراداتها سوف تنمو بنسبة 26% العام الجاري، ثم تتسارع في 2021، وتهدأ تدريجياً في 2022، ولم ترتفع تقديرات الأرباح لعام 2020 و2021 تقريباً عن مستويات العامين الماضيين.

مع ذلك يقول المحللون والمستثمرون الأكثر تفاؤلاً، إنَّ بيع السيارات ليس إلا جانباً واحداً من مساعي "تسلا" العديدة، ويقدِّر "آرك انفيستمنت ماندجمنت Ark Investment Management" مدير صناديق المؤشرات النشط، ومساهم وواحد من أشد المتفائلين بشأن الشركة، إنَّ سعر أسهم "تسلا" سيصل إلى 7000 دولار بحلول 2024، ويفترض في حساباته أنَّ "تسلا" لن تصنِّع سيارات أكثر كفاءة من السيارات التقليدية ذات محركات الحرق الداخلي؛ وإنما ستشغِّل شبكة سيارات أجرة ذاتية القيادة بالكامل.

القيمة السوقية لـ"تسلا" تعادل أكثر من "جنرال موتورز"، و"فورد موتور كو"، و"تويوتا موتور كورب"، و"فولكس فاغن"، و"بي إم دبليو" مجتمعين

وفي الوقت الحالي، لا تعدُّ "تسلا" أكبر شركة سيارات في العالم فحسب، من ناحية القيمة السوقية، وإنما تعادل قيمتها أكثر من "جنرال موتورز"، و"فورد موتور كو"، و"تويوتا موتور كورب"، و"فولكس فاغن"، و"بي إم دبليو" مجتمعين، وهو ما يقودنا إلى التساؤل: كيف يقيِّم المستثمرون بالضبط هذه الشركة؟ وماسك نفسه قد قال في مايو الماضي، إنَّ سعر سهم "تسلا" "مرتفع للغاية"، وحذَّر الموظفون أوائل الشهر الجاري من أنَّ السهم قد ينهار مثل كعكة تحت مطرقة ثقيلة؛ إذ استنتج المستثمرون في أي مرحلة أنَّ الشركة لا يمكنها تحقيق الأرباح التي يتوقَّعونها منها في المستقبل.

ولم تستجب "تسلا" لطلب التعليق على هذا المقال.

وفيما يلي مقتطفات محررة من مقابلات مع محللين كبيرين في "وول ستريت"حول كيفية تقييم الشركة، وهما آدم جوناس من "مورغان ستانلي"، الذي يصنِّف السهم على أنَّه مكافئ للشراء بسعر مستهدف 540 دولاراً - أي أقل بحوالي 70 دولاراً عن مستواه الحالي، وفي الوقت نفسه، يصنِّفه ريان برينكمان من "جي بي مورغان" على أنَّه مكافئ للبيع بسعر مستهدف 90 دولاراً.

[object Promise][object Promise]
تصنيفات