أحد أقدم صناديق التحوط في آسيا يشتري ديون الصين المتعثرة

time reading iconدقائق القراءة - 6
مجمعات سكنية قيد الإنشاء في الصين - المصدر: بلومبرغ
مجمعات سكنية قيد الإنشاء في الصين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تعكف شركة "ليم أدفايزرز" (LIM Advisors)، وهي واحدة من أقدم صناديق التحوط في آسيا، على شراء السندات المتعثرة لشركات التطوير العقاري في الصين، في ظل تعمق التداعيات الناجمة عن التعثر المالي لمجموعة "تشاينا إيفرغراند غروب".

وقال جورج لونغ، مؤسس الشركة وكبير مسؤولي الاستثمار فيها، إنَّ شركة ""ليم" تستحوذ على "القليل" من هذه الديون، إلا أنَّها تبتعد عن سندات "ايفرغراند" بسبب هيكلها المعقد، ومزيج الأوراق المالية الخارجية والداخلية والمخاطر التي لا يمكن استخلاصها من الميزانية العمومية.

وفي حين امتنع عن ذكر أسمائها؛ قال لونغ: "ندرس عن كثب شراء بعض شركات العقارات الصينية الأخرى المتعثرة"، معتبراً أنَّ ذلك"سيكون فرصة رائعة".

شركة "ليم"، التي تأسست في عام 1995، ليست الوحيدة التي تخوض في سيناريو كان قد حذَّر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من أنَّه قد يؤدي إلى تداعيات أوسع خارج الصين أيضاً.

تعمل بكين على تخفيف بعض الإجراءات المصممة لتهدئة سوق الإسكان، حتى بعد أن قال المسؤولون، إنَّ المخاطر من "إيفرغراند" تحت السيطرة. ومن بين أمور أخرى، قامت شركة "غولدمان ساكس أست مانجمنت" باقتناص العقارات الصينية، وسط عمليات بيع حادة أدت إلى انخفاض "مؤشر بلومبرغ للسندات الصينية الدولارية ذات المخاطر العالية" بنحو 17% منذ بداية سبتمبر.

وقال لونغ، إنَّ شركة ""ليم" تبني مراكز تدريجية، وتتوقَّع "المزيد من ضغوط البيع". علاوةً على ذلك، لا يتوقَّع لونغ أن تنقذ الحكومة الصينية "إيفرغراند"، إلا أنَّه يرى أنَّ لديها مصلحة في ضمان استقرار سوق العقارات. ويوضح: "لا تريد الحكومة أن تصل إلى حالة يدفع فيها الناس عربوناً، بينما يفلس المطورون العقاريون".

يُشار إلى أنَّ السندات الصينية الدولارية ذات المخاطر العالية سجلت أكبر مكاسبها في 20 شهراً الأسبوع الماضي بعد إشارات إلى أنَّ إجراءات تخفيف ضائقة قطاع العقارات في الطريق. وفي يوم الثلاثاء، توقف الارتفاع مؤقتاً، فقد قلص بعض المستثمرين المخاطر، وفقاً للمتداولين.

السفن المنكوبة

تأتي الرهانات وسط تحذيرات من مستثمرين بارزين من أنَّ الحملة الصينية واسعة النطاق على أكبر شركات التكنولوجيا لديها، وشركات التدريس بعد المدرسة وغيرها؛ جعلت من المستحيل الاستثمار في البلاد.لكنَّ لونغ لا يتفق مع هذا الرأي، بحجة أنَّه ما تزال هناك نقاط من الفرص.

كما أصبح البيع على المكشوف في السوق أمراً مانعاً، إذ تتقاضى البنوك 5% إلى 6% لإقراض السندات ذات العائد المرتفع والمخاطر المتمثلة بإمكانية قيام الأطراف المقابلة بالمطالبة بالديون وسط بيئة متقلبة. وقال:

بيع السندات ذات العائد المرتفع على المكشوف خطير للغاية

الجدير بالذكر أنَّ صندوق "ليم أبورتشونيستك فند 3" (LIM Opportunistic Fund III) الذي يحتفظ بسنداته الصينية المتعثرة – ارتفع بنسبة 17.2% منذ بداية العام حتى سبتمبر، وذلك على أساس صافي الرسوم، وفقاً لما ذكره لونغ. وقد أطلقت الشركة صندوق سندات قابلة للتحويل لسوق الصين في أبريل، وهو صندوق طويل الأجل تم تمويله بمبلغ 16 مليون دولار من أموال الشركة الخاصة، وحقق حتى الآن عائداً بلغ 19.04%، بحسب لونغ.

كذلك سجلت ""ليم" عوائد قوية في صندوقين آخرين. إذ قاما بشراء السفن المتعثرة قبل بضع سنوات، وهما يستفيدان الآن من ارتفاع أسعار الشحن وأسعار الإيجار. وبحسب لونغ؛ فإنَّ الصندوق الأول، الذي يضم سفينتي حاويات، ارتفع بنسبة 113% هذا العام حتى نهاية أكتوبر، في حين حقق الصندوق الثاني، الذي يمتلك خمس ناقلات للسلع السائبة، عائداً بنسبة 184% عن الفترة نفسها.

تقلص الأصول

لكن مثل الصناديق الأصغر الأخرى في هونغ كونغ؛ كافحت "ليم" خلال الجائحة في ظل تقلص قاعدة الأصول. وفي وقت سابق من هذا العام، قالت شركة صندوق التحوط الائتماني "دبل هافن كابيتال (هونغ كونغ) ليمتد" (Double Haven Capital (Hong Kong) Ltd)، إنَّها ستغلق، حيث زادت الجائحة من صعوبة جمع رأس المال، وأجبرت الموظفين على الانفصال عن عائلاتهم في الخارج.

بحسب لونغ؛ تمتلك "ليم" نحو 400 مليون دولار تحت الإدارة، انخفاضاً من 2.5 مليار دولار في ذروتها. كما قلصت إقراضها المباشر العام الماضي بعد رحيل بيتر وأربانوف، الذي كان في السابق رئيس قسم الائتمان المتعثر ومنتهز الفرص.

ووفقاً لما ذكره لونغ؛ غادر مايكل جيبسون، كبير المستشارين، في نهاية عام 2020. عمل جيبسون مع ""ليم" منذ حوالي 20 عاماً، وفقاً لملفه الشخصي على موقع "لينكد إن".

أشار لونغ إلى أنَّه حاول سابقاً أن يكون مديراً للاستثمار "رفيع المستوى"، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنَّ أكبر مستثمريه أرادوا أن يكون لديه خطة تعاقب إداري، لكنَّ هذا "لم ينجح في الواقع بشكل جيد". وقبل عامين، استأنف عمله مديراً للمعلومات بنشاط أكثر، وأعاد هيكلة العمل.

يستثمر لونغ في آسيا منذ أكثر من 40 عاماً. ويرى أنَّ "مسألة التعاقب صعبة للغاية. فمعظم صناديق التحوط إما أغلقت، أو أصبحت مكاتب عائلية. وأعتقد أنَّني سأقوم بتشغيل الصندوق لفترة من الوقت".

تصنيفات

قصص قد تهمك