"نيسان" ترفع توقعات الأرباح رغم اضطرابات الإمدادات وتأثيرات "كورونا"

time reading iconدقائق القراءة - 6
توقعات نيسان المتفائلة تعطي إشارة إيجابية بشأن أداء الشركة - المصدر: بلومبرغ
توقعات نيسان المتفائلة تعطي إشارة إيجابية بشأن أداء الشركة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

رفعت شركة "نيسان موتور" توقُّعات أرباحها التشغيلية السنوية، في إشارة واعدة إلى أنَّ شركة السيارات ما تزال في طريقها لمغادرة المنطقة الحمراء خلال العام المالي الجاري، على الرغم من نقص قطع الغيار الذي أضر بالإنتاج.

وحسَّنت شركة صناعة السيارات اليابانية توقُّعاتها بشأن الأرباح التشغيلية إلى 180 مليار ين (1.6 مليار دولار) للسنة المالية حتى مارس 2022 ، من 150 مليار ين المعلن عنها في يوليو. يتوقَّع المحللون، في المتوسط​، أن تسجل الشركة أرباحاً تشغيلية بقيمة 159 مليار ين.

تبدأ السنة المالية لشركة "نيسان" في أول أبريل حتى نهاية مارس من العام التالي. وفي الربع السنوي من يوليو إلى سبتمبر، أعلنت "نيسان" عن تحقيق أرباح تشغيلية بقيمة 63 مليار ين ، مقارنة بتكبد خسارة 1.7 مليار ين التي توقَّعها المحللون.

تأتي التوقُّعات المتفائلة على الرغم من اضطرار "نيسان" لخفض الإنتاج في الأشهر الأخيرة، بسبب تفشي "كوفيد-19" في جنوب شرق آسيا الذي عطل حصولها على الرقائق والأجزاء الرئيسية الأخرى.

يعمل الطلب المرن على السيارات إلى جانب ضعف الين على تعزيز ربحية بعض شركات صناعة السيارات اليابانية، وتؤكد النظرة المستقبلية الجديدة لشركة "نيسان" على ثقة شركة صناعة السيارات في أنَّ هذه العوامل الإيجابية ستستمر في تعويض مواجهة المشكلات المتعلقة بسلسلة التوريد الخاصة بها.

اقرأ أيضاً: "نيسان" تتخارج بالكامل من "دايملر" مقابل 1.4 مليار دولار

قال تاتسو يوشيدا المحلل في "بلومبرغ إنتلجينس": "التوقُّعات المحدثة بمثابة مفاجأة إيجابية..كان انخفاض الحوافز والتكاليف الثابتة في الربع الأخير أمراً متوقَّعاً، لكنني لم أكن أتوقَّع قفزة قدرها 70 مليار ين في الأرباح على الرغم من انخفاض حجم المبيعات بنسبة 10%".

ضربة مزدوجة

قالت "نيسان"، إنَّ الإيرادات ستبلغ 8.8 تريليون ين للسنة المالية، مقارنة بتوقُّعاتها السابقة البالغة 9.8 تريليون ين، وتوقُّعات المحللين عند 9.4 تريليون ين، كما ارتفعت المبيعات خلال الربع الأخير بنسبة 1.1% إلى 1.9 تريليون ين.

تراجعت أسهم "نيسان" أقل من 1 % قبل النتائج. وارتفع السهم بنسبة 5.3% هذا العام، بعد انخفاض بنسبة 12% في عام 2020.

في حين أنَّ استمرار تداعيات الوباء ونقص الرقائق على مستوى الصناعة يمثلان ضربة لشركات صناعة السيارات على مستوى العالم؛ فإنَّهما يضربان "نيسان" في وقت صعب. تم تعويض ذلك من خلال خطة إحياء تسمى "نيسان نيكست" (Nissan Next)، وهي الخطة التي تم الكشف عنها العام الماضي، وركزت على خفض التكاليف، والطاقة الإنتاجية، وتحسين ربحية مبيعات 12 سيارة جديدة تعتزم شركة صناعة السيارات طرحها في السوق.

اقرأ أيضاً: أزمة سلاسل التوريد تهدد اقتصاد العالم بالهبوط

قال أشواني غوبتا، رئيس العمليات بـ"نيسان"، في بيان صحفي، الثلاثاء: "في نيسان نيكست، تعهدنا بإعطاء الأولوية للقيمة على الحجم والتركيز على الربحية بدلاً من زيادة الحجم".

وأضاف أنَّ "نيسان" ستعلن في يوم 29 نوفمبر الجاري المزيد من التفاصيل حول خططها طويلة الأجل، بما في ذلك البطاريات والسيارات الكهربائية، "يمكنك أن ترى تقدماً حاسماً أو جوهرياً هنا".

وخفضت "نيسان" مستهدف مبيعاتها عالمياً إلى 3.8 مليون سيارة من التوقُّعات السابقة البالغة 4.4 مليون. وعلى الرغم من انخفاضها شهرياً في الربع الممتد من يوليو إلى سبتمبر على أساس سنوي، إلا أنَّ مبيعات وحدات "نيسان" ارتفعت بنسبة 4.1% خلال السنة المالية الجارية حتى سبتمبر. وارتفع إنتاج "نيسان" عالمياً بنسبة 3% على أساس سنوي.

استعادة الإنتاج

تسبَّب نقص قطع الغيار في تأخير طرح "نيسان" لطرازات جديدة مثل سيارتها الكهربائية الرائدة "أريا". وقالت الشركة في وقت سابق من هذا العام، إنَّها تتوقَّع خسارة حوالي 500 ألف وحدة من الإنتاج في السنة المالية الحالية بسبب النقص المستمر في الرقائق.

اعتباراً من يوليو، كانت "نيسان" تهدف إلى استعادة ما يقرب من نصف هذا الإنتاج المفقود في النصف الثاني، لكن منذ ذلك الحين، تأثرت الشركة، مثل شركات صناعة السيارات اليابانية الأخرى ، "بشكل كبير" نتيجة نقص قطع غيار السيارات الأخرى أيضا، بحسب ما قال الرئيس التنفيذي ماكوتو أوشيدا في مقابلة أجريت معه مؤخراً.

في الوقت نفسه، تساعد تخفيضات الإنتاج المقترنة بالطلب المرن على السيارات في الأسواق الأساسية، مثل الولايات المتحدة، على تعزيز هوامش أرباح "نيسان"، إلى جانب ضعف الين الذي يعزز الأرباح التي تعود إلى الشركة الأم.

اقرأ أيضاً: "نيسان" تخفض توقعات خسائرها للعام بعد تعافي مبيعاتها من آثار كورونا

ومع عدم قدرة العرض على مواكبة الطلب، تنخفض الحوافز، وتزداد أسعار السيارات المستعملة بشكل كبير، فقد قال "أوشيدا" في سبتمبر، إنَّ جهود خفض التكاليف تساعد أيضاً في تعويض الخسائر بأماكن أخرى، و إنَّ "نيسان" تسير على الطريق هذا العام للوصول إلى تحقيق هدف هامش الربح التشغيلي البالغ 2% الذي حددته في خطة التحول.

قال كاتسويوكي ناكاي، مدير تصنيفات الشركات في "ستاندرد آند بورز" ( S&P Global Ratings)، في بيان صحفي مؤخراً، إنَّه في حين أنَّ الطلب الأساسي القوي من جانب المستهلكين على السيارات، يصب في صالح الجميع، كما يؤثر نقص القطع على الإنتاج، و قد تواجه المبيعات عقبات أو قيوداً في المستقبل. وبالنظر إلى القوة النسبية لربحية "نيسان"؛ "فإنَّ تأخير انتعاش المبيعات عامل خطر".

تصنيفات

قصص قد تهمك