اتخذت منظمة الدول المصدرة للنفط أشكالاً عديدة على مرّ العقود، إذ انضمت الدول المنتجة للبترول إلى التحالف ثم غادرته، وتشكلت تحالفات كبرى لدعم أسواق النفط الخام.
يمكن التعامل مستقبلاً مع الأمر باعتبارنا أمام "أوبك-"، إذ يتزايد الضغط السياسي، ومن قِبل العملاء، على المنتجين لضخ مزيد من النفط الخام في ظل ارتفاع الأسعار فوق 80 دولاراً للبرميل، وأزمة الطاقة التي تتفتح باباً غير متوقع لاستهلاك النفط الإضافي.
رسمياً، يمكن تلبية هذا الطلب من قِبل 23 دولة في تحالف "أوبك+"، فهي -على الورق- لديها القدرة على ضخ 5.6 مليون برميل يومياً أكثر مما تنتجه اليوم، وهو مجموع خطوط الأساس المسموح برفع الإنتاج إليها بموجب اتفاق لدعم أسعار النفط.
اقرأ أيضاً: "أوبك+" تتجه لصدام مع بايدن بعد رفض دعوته لزيادة إنتاج النفط
الحقيقة هي أن الطاقة الإنتاجية الفائضة موجودة بالفعل، لكنْ هناك عدد أقل بكثير من الدول يمكن أن يساعد مساعدة ملموسة إذا ازدادت الجلبة حول النفط الخام.
بينما يمكن للسعودية والعراق والإمارات إضافة أكثر مما تشير إليه خطوط أساس "أوبك+"، فإن دولاً أخرى -لا سيما روسيا وأنغولا ونيجيريا وماليزيا والكويت- يمكن أن تسهم بأقل بكثير مما تشير إليه هذه الأرقام. ومع ذلك، بموجب شروط اتفاقهم، لا يُسمح للأعضاء الذين لديهم القدرة الإنتاجية بسد الفجوة التي يخلفها حلفاؤهم المتعثرون.
يوضح الجدول أدناه تفاصيل تقييمي الخاص بالقدرة الإنتاجية الفائضة في كل الدول الأعضاء في "أوبك+"، البالغ عددها 23 دولة، مع شرح أسبابي لكل دولة منها في الفقرات اللاحقة.
الجزائر
تخلَّف إنتاج الدولة عن حصتها المسموح بها قبل وبعد الوباء، ولا توجد أسباب حقيقية للتشكيك في خط أساس "أوبك+" الخاص بها باعتباره تقديراً للقدرة الإنتاجية.
أنغولا
الفجوة بين إنتاج أنغولا للخام والمستوى المستهدف بموجب "أوبك+" آخذة في الاتساع، إذ إن التراجع الطبيعي يأكل الناتج.
وتقوم القدرة الإنتاجية المستدامة للخام عند 1.2 مليون برميل يومياً على أعلى مستوى إنتاج جرى تسجيله في 2021.
جمهورية الكونغو الديمقراطية
ضخت الكونغو أعلى بكثير من مستواها المستهدف في عام 2021، لكن الإنتاج كان يسير على مسار هبوطيّ، واستمر ذلك العام الجاري، ولم يعكس تراجع الإنتاج مساره رغم ارتفاع المستوى المستهدف للدولة بموجب "أوبك"، مما يشير إلى القدرة الإنتاجية المحدودة.
غينيا الاستوائية
مثلها مثل المنتجين الآخرين في غرب إفريقيا تعاني الدولة من مشكلة نقص الاستثمار، وسط التراجع الطبيعي في إنتاج الحقول البحرية، حتى عندما اخترقت هدف "أوبك+" في وقت سابق من العام الجاري، لم يتجاوز الإنتاج 120 ألف برميل يومياً.
الغابون
ظل الإنتاج قريباً من خط أساس "أوبك+" أو أعلى منذ يناير 2020 على الأقل.
إيران
حتى تُخفّف العقوبات على صادرات النفط، سيظل الإنتاج مقيداً عند مستواه الحالي، وفي حال رفع العقوبات يمكن لإيران أن تضيف سريعاً نحو 1.3 مليون برميل يومياً.
تقوم تقديرات القدرة الإنتاجية المستدامة للخام عند 2.5 مليون برميل يومياً على الأوضاع السياسية الحالية.
العراق
يُعَدّ العراق دولة من عدد قليل من دول "أوبك+" التي لديها قدرة فائضة أعلى بكثير من خط أساس "أوبك+"، وبلغ الإنتاج ذروته عندما ناهز 4.8 مليون برميل يومياً في عام 2019، وهو أعلى بكثير من حصته في ذلك الوقت.
الكويت
أعلنت شركة نفط الكويت عن تراجع قدرتها الإنتاجية للعام الثالث في تقريرها السنوي 2020-2021، ولا يزال الإنتاج في المنطقة المحايدة المشتركة مع المملكة العربية السعودية أقل بكثير من إمكاناته، ولن يرتفع إلا إذا وافق كلا البلدين على فتح الصنابير.
ليبيا
تضخ ليبيا، المعفاة من اتفاق "أوبك+"، بالفعل كل ما يمكنها ضخه، وتميل مخاطر الإنتاج بشدة إلى الجانب السلبي نتيجة التوترات المتزايدة في البلاد ونقص الاستثمار في الصيانة والحفر.
نيجيريا
مثل أنغولا، كان إنتاج نيجيريا يتراجع نتيجة نقص الاستثمار والتسريبات المتكررة في خطوط الأنابيب ومحطات التصدير، ما أضعف الإنتاج، وساء الوضع لدرجة أن بعض المصافي يتجنب الخام النيجيري. وبالإضافة إلى النفط الخام، تضخ نيجيريا نحو 200 ألف برميل يومياً تصنفها على أنها مكثفات، وهي خارج اتفاق "أوبك+".
السعودية
أعلنت شركة "أرامكو السعودية" عن قدرة إنتاج مستدامة تبلغ 12 مليون برميل يومياً في نشرة الطرح في 2019، ثم أضافت 175 ألف برميل أخرى في الربع الثاني من عام 2021، وفقاً لتقرير الشركة الفصلي، وتستثمر الشركة لزيادة القدرة الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يومياً بحلول عام 2027.
وفي غياب الضرورة الملحة على المدى القصير، من غير الواضح إلى أي مدى ستكون الدولة مستعدة لضخ مستوى يقترب من هذا الرقم، إذ تفضل الاحتفاظ ببعض الخام كاحتياطي.
الإمارات
طالبت بخط أساس أعلى ضمن "أوبك+"، بما يعكس قدرتها الإنتاجية الأكبر، ما تسبب في اقتراب اتفاقية الناتج من حافة الانهيار، وتواصل الدولة الاستثمار لتحقيق هدف 5 ملايين برميل يومياً بحلول 2030.
فنزويلا
تضخ فنزويلا، المعفاة من اتفاق "أوبك+"، كل ما تستطيع، لكنه قدر ليس بكثير جداً.
أذربيجان
فشل الإنتاج في مواكبة المستوى المستهدف المتزايد، وكان يتراجع قبل الانضمام إلى "أوبك+".
البحرين
يأتي معظم الإنتاج من حقل "أبو سعفة"، الذي تشاركه وتشغله السعودية، وتبلغ القدرة الإنتاجية لحقل البحرين البري نحو 45 ألف برميل يومياً.
بروناي
كانت تضخ بروناي نحو 120 ألف برميل يومياً في الشهور الأخيرة من 2019، ثم انخفض الإنتاج إلى 106 آلاف برميل في الربع الأول من 2020.
كازاخستان
انخفضت مستويات الإنتاج مؤخراً نتيجة العمل في حقل "تنغز"، أكبر منتج في البلاد، لذلك لا يوجد تقدير دقيق للقدرة الإنتاجية الفائضة.
تعافى إنتاج الخام إلى أعلى مستوى في 18 شهراً عند 1.55 مليون برميل يومياً في أكتوبر.
ماليزيا
واحدة من الدول التي تشهد تراجعاً في الإنتاج حتى مع ارتفاع هدف "أوبك+"، ويبدو أن الانخفاض الأخير يرجع إلى أعمال الصيانة غير المخطط لها.
المكسيك
انضمت إلى تخفيضات "أوبك+" لمدة شهرين فقط في مايو ويونيو 2020، كما أن لديها خططاً لتعزيز الإنتاج، وظلت مستويات الإنتاج اللاحقة أقل من خط الأساس.
عُمان
كانت تضخ نحو 870 ألف برميل يومياً قبل الانضمام إلى أحدث تخفيضات "أوبك+"، وازداد الإنتاج لفترة وجيزة، ولكن على الأرجح غير مستدام، في مارس 2020.
روسيا
لا علاقة لخط أساس "أوبك+" الروسي البالغ 11 مليون برميل يومياً، الذي ارتفع إلى 11.5 مليون برميل في أبريل، بمستويات الإنتاج السابقة، إذ بلغت ذروة الإنتاج 11.35 مليون برميل يومياً خلال فترة الإنتاج المفتوحة للجميع في أبريل 2020، بما في ذلك نحو 900 ألف برميل يومياً من المكثفات، التي لا تقدم وزارة الطاقة تقريراً عنها بشكل منفصل.
جنوب السودان
دمرت الاضطرابات المدنية كثيراً من البنية التحتية السطحية في الحقول، وخفضت الطاقة الإنتاجية عن مستويات ما قبل الحرب، وتتطلب خطط تعزيز الإنتاج استقراراً داخلياً.
السودان
يسعى السودان لمضاعفة قدرته الإنتاجية بحلول 2025، لكنه يحتاج إلى جذب المستثمرين الأجانب.