عندما يُصغي مؤسس "سوفت بنك" لنصائح "إليوت" الأمريكي

time reading iconدقائق القراءة - 5
He usually does all the talking.  - Getty Images
He usually does all the talking. - Getty Images
- مقال رأي

الاستثمار الناشط هو عمل شاق، حتى بالنسبة للمخضرمين القدامى مثل صندوق التحوط "إليوت مانجمت كورب Elliott Management Corp". إن مجرد ذكر اسمه يبعث الرجفة لدى الشركات الكبرى.

ومع ذلك، حتى وقت قريب، لم يكن صندوق التحوط ومقره الولايات المتحدة قادراً على تحقيق الكثير من النجاح في آسيا.

ويوجد صندوق "إليوت" في المنطقة منذ سنوات، ويخوض المعارك مع التشايبولات الكورية ( أصحاب الثروات الطائلة) والأباطرة المليارديرات في هونغ كونغ. لكن سجله في أحسن الأحوال متباين.

وفي عام 2015، خسر "إليوت" معركة بالوكالة مع عائلة "لي" المؤسسة لمجموعة "سامسونغ" بشأن صفقة اندماج بقيمة 8 مليارات دولار.

وبعد ثلاث سنوات، رفع صندوق التحوط دعوى قضائية ضد كوريا الجنوبية مطالبا بتعويض لا يقل عن 770 مليون دولار بسبب تلك الصفقة. وخلال العام الجاري، تخارج من حصته في "هيونداي موتور كو" محققاً خسائر.

انتصارات بطعم مرير

في مارس الماضي، وافق "بنك أوف إيست آسيا ليمتد"، البنك الوحيد المدار عائليا في هونغ كونغ، أخيرا على مراجعة إستراتيجية، بعد ست سنوات من بدء "إليوت" المعركة لأول مرة. وفي غضون ذلك، تراجع سعر سهم البنك. وكان "إليوت" أكثر تشابكا من الناحية المالية مع عائلة "لي" في عام 2016، وهو ارتباط مباشر مع جوهرة التاج "سامسونغ إلكترونيكس كو".

ومع ذلك، لا يزال صندوق التحوط منخرطا في دعوى قضائية قاسية مع حكومة كوريا الجنوبية بشأن معركة بالوكالة تعود لعام 2015.

ولذا، ستكون مفاجأة كبيرة لـ "إليوت" أن "ماسايوشي سون"، المؤسس القوي لشركة "سوفت بنك جروب"، كان متقبلا لنشاطه.

وأجرى الجانبان محادثات في يناير بعد وقت قصير من ورود أنباء تفيد بأن صندوق التحوط قد امتلك حصة تزيد عن 2.5 مليار دولار في "سوفت بنك" التكتل متعدد الجنسيات ومقره اليابان.

ومنذ ذلك الحين، أعلنت مجموعة "سوفت بنك" اليابانية عن خطط بيع وإعادة شراء الأصول التي تجاوزت ما طلبه "إليوت".

وفي ديسمبر، قررت "سوفت بنك" التخلي عن تداول خيارات أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، الأمر الذي أثار قلق "إليوت" كثيرا لدرجة أن الصندوق اتخذ خيارات تعويض بنفسه للحماية من خسائر "عملاق ناسداك" المحتملة بمليار دولار.

وفي الوقت نفسه، فإن خطة شراء أسهم مصدرة تقودها إدارة "سوفت بنك" والتي كشفتها "بلومبرغ نيوز" الأربعاء، يجب أن تثير البهجة والسعادة لدى "إليوت".

تعزيز حصة إليوت في سوفت بنك

وستساعد عملية إعادة الشراء التدريجي من سوفت بنك للأسهم المصدرة على تعزيز القيمة السوقية لحصة "إليوت" التي تبلغ 3%، سواء تم تحويل سوفت بنك إلى شركة مغلقة من شركة مساهمة مطروحة للتداول أم لا.

وارتفعت أسهم "سوفت بنك" بنحو 64% منذ أوائل فبراير، عندما انتشرت أخبار شراء "إليوت" حصة بها لأول مرة.

وإذا كان "ماسايوشي صن" معتادا على اتخاذ القرارات، فلماذا وضع غروره جانبا ويستمع إلى صندوق التحوط "إليوت" بقيادة بول سينغر؟.

أحد التفسيرات المحتملة هو أن "ماسا صن" بحاجة إلى صديق في "وول ستريت".

وبعد الظروف الصعبة التي واجهت الاكتتاب العام الأولي لشركة "وي ورك WeWork" في العام الماضي، تضررت سمعة "سون" باعتباره صاحب رؤية في مشروعات رأس المال المخاطر. ولكن شركته "يوني كورن"، بحاجة إلى إتمام طرح أسهما في الاكتتاب العام في نيويورك.

إن استعداء "إليوت"، الذي انضم إلى مجلس إدارة "تويتر"، مقابل إبقاء الرئيس التنفيذي جاك دورسي في المقدمة، ليس نقطة انطلاق جيدة.

وعند إلقاء نظرة على من يشتري الشركة "يوني كورن" التابعة لـ "سوفت بنك"، فهم في النهاية أمريكيون.

وبحلول نهاية سبتمبر، قام "صندوق الرؤية" وحدة "سوفت بنك" الاستثمارية في قطاع التقنية، البالغ حجمه 100 مليار دولار بإجراء 92 عملية استثمارية، وأدار تسع عمليات تخارج كاملة فقط حتى الآن.

طريق طويل يتعين السير فيه

ومن بين الشركات العشر التي طرحها للاكتتاب العام، جرى إدراج شركتين فقط في هونغ كونغ، بينما ذهبت البقية، بما في ذلك "أوبر تكنولوجيز إنك" و"وان كونكيت فاينشيال تكنولوجي" الصينية إلى نيويورك.

وارتفعت أسهم "سوفت" إلى أعلى مستوى خلال عقدين من الزمن خلال الأسبوع الجاري، بعد الاكتتاب العام الأولي لشركة "دور داش"، منصة توصيل الطعام، الذي منح الشركة اليابانية مكاسب بقيمة 11.2 مليار دولار.

وقد يتمتع "إليوت" بنفوذ في الولايات المتحدة، ولكن في كوريا الجنوبية أو هونغ كونغ، الكلمة الأخيرة تكون عادة لأباطرة المال والأعمال المحليين مثل عائلة تشونغ المؤسسة لـ "هيونداي" و"ديفيد لي" من "بنك أوف إيست آسيا".

ولا يهتم المستثمرون المحليون بما تقوله الجهات الأجنبية حول الحوكمة أو هيكل رأس المال.

من ناحية أخرى، فإن المستهلكين النهائيين لأحلام "ماسا سون" هم الأمريكيون من وراء طرح شركة "وي ورك" الـ "يوني كورن". لذلك من مصلحته أن يلعب بشكل لطيف ويستمع إلى "إليوت" ويخضع لقواعده فيما يتعلق بالانضباط.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات
النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان
 Shuli Ren

Shuli Ren

Bloomberg Opinion columnist @bopinion
للإتصال بكاتب هذا المقال:@shuli_ren
الآراء الأكثر قراءة