الشرق
شهدت ندوة عبر الإنترنت استضافتها بلومبرغ اليوم الخميس، بعنوان "منتدى أسواق رأس المال السعودية" العديد من المواقف اللافتة، لاسيَّما من ناحية خطة المُنظِّمين لتطوير السوق، واستقطاب المستثمرين العالميين، فضلاً عن الإفصاح بأنَّ سوق الأسهم السعودية ستشهد إدراج أوَّل شركة خليجية على الأقل العام المقبل. والأهم؛ الكشف عن توجُّهٍ لطرح "تداول" نفسها للاكتتاب العام في 2021.
التحول لسوق عالمية
رئيس مجلس إدارة هيئة السوق المالية السعودية محمد عبد الله القويز، قال إنَّه قبل جائحة كورونا كانت المملكة العربية السعودية إحدى أكبر أسواق رأس المال عالمياً، ومن بين أكبر 10 أسواق ناشئة في العالم. مضيفاً: "نحن ندرك تماماً أنَّ السوق كانت مقيَّدة تاريخياً، وكان من المهم لنا، حتى قبل الجائحة، أن نقوم بتنويع وتوسيع أفق سوق المال لتصبح سوقاً إقليمية، وربما عالمية".
وأشار إلى أنَّ "النقلة النوعية كانت السماح للمستثمرين الأجانب بالاستثمار في السوق المالية السعودية، بالإضافة إلى تطوير التشريعات، وتبسيط الإجراءات لتسهيل دخول مُصدِّري الأوراق المالية إلى السوق، وتحفيز الشركات المحلية والعالمية على الاستثمار فيها".
وتابع القويز: "جائحة كورونا كانت بمثابة الصدمة الأولى التي من خلالها اختبرنا مدى متانة وصحة التشريعات التي طبقناها خلال السنوات الفائتة، وبالفعل شهدنا استمرارَ التدفقات الأجنبية على صعيد شهري خلال العام 2019، وزيادةً في رؤوس أموال الشركات، ونمواً في صناديق الاستثمار، مما نقل السعودية من كونها مصدِّراً لرأس المال إلى مستورد لرأس المال".
لافتاً إلى "السماح لمختلف فئات المستثمرين الأجانب بالاستثمار في إصدارات الديون، وأصبحت بذلك سوق السندات أكثر تحرُّراً من سوق الأسهم".
"تداول" للاكتتاب العام
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة السوق المالية السعودية "تداول" خالد عبدالله الحصان: "إنَّ حجم الاكتتابات العامة الجديدة في السوق المالية السعودية أفضل بكثير مما كان عليه في السنوات الخمس الفائتة، كذلك شهدنا الكثير من الطلبات على منصاتنا المختلفة، لاسيَّما من شركات خارج المملكة، التي تتطلع إلى الاستفادة من السيولة في السوق المالية السعودية، ومن المتوقَّع أن تشهد "تداول" خلال العام المقبل على الأقل أوَّل إدراج لشركة من دول مجلس التعاون الخليجي، ونأمل المزيد".
وكشف أنَّ طرح "تداول" نفسها للاكتتاب العام "قريب جداً". مُتوقِّعاً أن تبدأ الخطوات العمليَّة لذلك في 2021.
العام المقبل مُبشِّر
رئيس مجلس إدارة مجموعة "سامبا" المالية عمار الخضيري، تحدَّث عن كيفية تعامل الحكومة السعودية مع جائحة كورونا، إذ ضخَّ البنك المركزي السعودي (ساما) مئة مليار ريال في السوق المالية، مما حافظ على مستوى السيولة فيها. آملاً أن يشهد العام المقبل مزيداً من الإقبال على عمليات الاكتتاب العام الأوليِّ في السوق المالية السعودية.
الاستثمارات الأجنبية
كما أشار كريم تنير، مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "جي بي مورغان"، إلى أنَّ الكثير من العمل أُنجز من قبل المنظِّمين والمصارف للترويج، وتعبيد الطريق، فكان العام 2019 مذهلاً. وبناءً على ما تحقَّق يمكن الترويج لمزيد من الاكتتابات العامة الأولية، وتوسيع مشاركة صناديق الاستثمارن وشركات التأمين". كاشفاً أنَّ "صافي التدفقات من المستثمرين الأجانب إلى السوق المالية السعودية هذا العام تجاوز 6 مليارات دولار".
تحفيز العرض والطلب
عضو مجلس إدارة الشركة السعودية للخدمات الصناعية (سيسكو) منيرة الدوسري، رأت أنَّ العام 2020 كان مليئاً بالتحديات، وفي مقدِّمتها جائحة كورونا غير المتوقَّعة. مّشدِّدةً على أهمية الاكتتابات العامة الأوليَّة لتحسين العرض في السوق المالية السعودية، وتحفيز الطلب.