بلومبرغ
حصل المستثمرون في أسهم الأسواق الناشئة أخيراً على مكاسب، بعدما حفّزت المؤشرات الواعدة لأرباح الشركات أطول ارتفاع أسبوعي منذ شهر يونيو.
لأول مرة منذ ثلاث سنوات، تفوّقت نتائج أعمال الشركات في الدول النامية على توقعات الأرباح، بعدما زاد متوسط الأرباح المحققة بـ 3.6% عن توّقعات المحللين، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ. ساعد ذلك على تحقيق مؤشر "مورغان ستانلي للأسواق الناشئة" مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي، وينتظر المتداولون الآن نتائج الكبار في المؤشرات، بما في ذلك "سامسونغ إلكترونيكس"، و"تشاينا كونستراكشن بنك كورب" و"سبيربنك أوف روسيا"، المقرر الإعلان عنها جميعاً هذا الأسبوع.
تعتبر هذه اللحظة هامة للأسهم الناشئة التي عانت من ضغوط تراوحت بين الإجراءات الصينية التنظيمية الصارمة إلى المخاوف من الركود التضخمي. وبالكاد تمكّن المستثمرون المتتبّعون لمؤشر "إم إس سي أي" من تحقيق التعادل، في الوقت الذي يستعد فيه المؤشر القياسي لتسجيل أسوأ أداء سنوي منذ عام 2018. لكن قد يُحدث موسم الأرباح القوي فرقاً كبيراً.
آفاق جيدة
يرى مالكولم دورسون آفاقاً جيدة لعدة قطاعات معينة، في ظل تفوّق أداء صندوق أسهم شركته في الأسواق الناشئة على 94% من أقرانه خلال الشهور الثلاثة الماضية.
قال دورسون، مدير الأموال في "ميراي أسيت غلوبال إنفستمنتس" في نيويورك: "ارتفعت معدلات تلقّي التطعيم وأُعيد فتح الاقتصادات، وهو ما يجب أن يكون إيجابياً لأرباح القطاع الاستهلاكي. كما أن ارتفاع أسعار الفائدة في الأسواق الناشئة وانخفاض المُخصّصات يجب أن يعود بالإيجاب أيضاً على أرباح البنوك، وينبغي أن يكون صعود أسعار السلع إيجابياً لعائدات الطاقة والمواد".
رغم أن ضعف "سامسونغ" الكورية الجنوبية كان أحد المساهمين الرئيسيين في التسبب في العوائد السلبية للمؤشر القياسي "إم إس سي أي" في الربع الثالث، إلا أن النتائج الأولية لشركة التكنولوجيا مهَّدت الطريق فعلياً لربع سنوي قوي. كما أنه من المتوقع أن تصعد أرباح "تشاينا كونستراكشن بنك" بـ 10% في العام الحالي، بعد ارتفاعها بنسبة 1.6% العام السابق. وصعدت التوقعات لإيرادات "سبيربنك" الروسي بنحو 3% في الشهور الثلاثة الماضية، مع إمكانية تحسّنها بشكل أكبر. تعتبر الشركات الثلاث من ضمن الأسهم الـ20 الأكثر حيازة على المؤشر القياسي "إم إس سي أي".
على الناحية الأخرى، يسود التوتر حيال نتائج أعمال الشركات الصينية المتضررة بشكل خاص من تزايد التشديد التنظيمي الحكومي والمشاكل الناتجة عن ديون "إيفرغراند". تُشكّل أسهم ثاني أكبر اقتصاد عالمي نسبة 31% من المؤشر القياسي للدول النامية، مما يجعل أداءها مهماً للأسواق الناشئة الأوسع نطاقاً.
يتوقع "غولدمان ساكس" بلوغ مؤشر "مورغان ستانلي للأسواق الناشئة" مستوى 1475 نقطة في الشهور الـ 12 المقبلة، أو بنسبة صعود تصل إلى 11% مقومة بالعملة المحلية، وبما يتماشى إلى حد كبير مع المكاسب المتوقعة للأسواق المُتقدّمة. تركز "غولمان ساكس" على الأسهم التي ستستفيد من جهود الانتعاش الاقتصادي المحلية في الأسواق الناشئة خارج شمال آسيا.
قال الخبير الإستراتيجي لدى "غولدمان"، قيصر ماسري، في مذكرة: "نحن مرتاحون لرؤية تمتّع هذه الشريحة من سوق الأسهم بنمو وأداء ثابت للغاية في ربحية الأسهم خلال الشهور الأخيرة، رغم التأثيرات المعاكسة الكلية المتعلقة بسوق العقارات الصيني وبسياسة أسعار الفائدة الأمريكية".
فيما يلي البيانات الأساسية الهامة لهذا الأسبوع:
- تُصدر كوريا الجنوبية وتايوان بيانات إجمالي الناتج المحلي للربع الثالث يومي الثلاثاء والجمعة على التوالي. من المتوقع أن يُسجل كلاهما تباطؤاً في الوتيرة السنوية مقارنة بالربع السابق، بعدما تسببت موجة جديدة من الفيروس في إعاقة النشاط رغم استمرار احتفاظ كل منهما بصادرات قوية.
- تعلن الصين عن مؤشرات مديري المشتريات التصنيعية وغير التصنيعية بتاريخ 31 أكتوبر، مما قد يشير إلى إمكانية اكتساب التباطؤ في ثاني أكبر اقتصاد عالي الزخم. تراجع النمو في الربع الثالث وسط أزمة الطاقة وهبوط العقارات. لكن ظلت عملة اليوان مرنة هذا الشهر.
عملات الأسواق الناشئة في "المكان المناسب" لعودة تجارة الفائدة
- من المتوقع أن ترفع البرازيل سعر الفائدة الأساسي بمقدار 125 نقطة أساس يوم الأربعاء، إلى 7.5%، ويتوقع محللو "يو بي إس بي بي" و"باركليز" زيادة مقدارها 150 نقطة أساس.
- قد يرفع صانعو السياسة الكولومبيون أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة إلى 2.25% يوم الجمعة.
- من المقرر أن يحافظ البنك المركزي المصري على مؤشره القياسي عند 8.25% يوم الخميس، في ظل انجذاب المستثمرين إلى واحدة من أعلى معدلات التضخم المُعدّلة في العالم.
- تصدر روسيا أرقام الإنتاج الصناعي لشهر سبتمبر يوم الأربعاء، وبيانات البطالة يوم الجمعة.