بلومبرغ
تتعافى الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة من موجات البيع المؤلمة التي ضربتها هذا العام، مع بحث المستثمرين عن صفقات في أعقاب حملة الصين الصارمة على الشركات.
ارتفع مؤشر "ناسداك غولدن دراغون الصيني" بـ 1.8% تقريباً يوم الأربعاء، ليتسع بذلك صعوده خلال أكتوبر إلى أكثر من 13%، مسجلاً أفضل أداء شهري له منذ يونيو 2020. تعرض المؤشر هذا العام لضربات وسط الحملة الصينية الصارمة التي سعت وراء كل شيء، من عمالقة التكنولوجيا إلى شركات التدريس بعد المدرسة، ولا يزال منخفضاً بنسبة 25% في عام 2021.
قال توم ماسي، مدير المحفظة في "جي دبليو آند كيه إنفيستمنت مانجمنت": "تقترب الحملة التنظيمية من نهايتها، ربما خلال الأشهر القليلة المقبلة، وتبدو تقييمات الأسهم الصينية غير مكلفة وجذابة للغاية، خاصة بالنسبة لأسهم شركات التكنولوجيا".
تصنف شركة "بيليبيلي" لبث الفيديو ضمن أفضل الشركات أداءً في المؤشر منذ بداية الشهر، بعد أن ربحت 23%، في حين أضافت أسهم عمالقة التكنولوجيا الآخرين، بما في ذلك "نت إيز" و"جيه دي دوت كوم" و"بايدو" و"علي بابا غروب هولدينغ" ما يقارب 18% على الأقل لقيمتها في أكتوبر.
الأسوأ قد ولَّى
يراهن المزيد من المستثمرين على أن أسوأ تغييرات بكين قد ولَّت، وأن أسهم شركات الإنترنت الصينية رخيصة مقارنة بأسهم شركات التكنولوجيا في أماكن أخرى من العالم. قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في اجتماع لمسؤولي الحزب الشيوعي يوم الاثنين: "إن الأمة بحاجة إلى تعزيز الابتكار في التقنيات الأساسية وتكثيف البحث"، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية "شينخوا".
قال شي: "في السنوات الأخيرة، ساهم الإنترنت والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وتقنيات بلوك تشين الأخرى في تسريع ابتكاراتها وتم دمجها بشكل متزايد في الاقتصاد والمجتمع بأسره".
هناك أيضاً إشارات إلى أن الحكومة ستكثف جهودها للحد من تداعيات أزمة ديون "إيفرغراند". في الأيام الأخيرة، قال مسؤولون من بنك الشعب الصيني إن بإمكانهم "احتواء" المخاطر المتعلقة بشركة التطوير العقاري المحاصرة ووصفوا الوضع بأنه "يمكن السيطرة عليه". قالت "إيفرغراند" يوم الأربعاء إنها تقدمت بطلب لاستئناف تداول أسهمها في بورصة هونغ كونغ بتاريخ 21 أكتوبر.
يأتي الانتعاش السريع في الشركات الصينية المدرجة في الولايات المتحدة مترافقاً مع ارتفاع مماثل لدى الأسهم الصينية المتداولة في هونغ كونغ. ارتفع مؤشر "هانغ سينغ للشركات الصينية" بأكثر من 10% منذ أن أغلق عند أدنى مستوى له في خمس سنوات في 6 أكتوبر، ما يجعله المؤشر العالمي الرئيسي الأفضل أداءً خلال تلك الفترة. بدأ المحللون في تغيير لهجتهم كذلك، حيث تحول استراتيجيو مجموعة "يو بي إس" إلى الرؤية الإيجابية بحجة أن التنظيم الاقتصادي الأكثر تشدداً قد تم تسعيره.
اقرأ المزيد: "يو بي إس" متفائل بالأسهم الصينية بعد تجاوز ذروة الحملة التنظيمية
ومع ذلك، لا يثق الجميع في أن الارتفاع سيستمر لوقت طويل. قال مات مالي، كبير استراتيجيي السوق في شركة "ميللر تاباك +" (+Miller Tabak): "يجب أن يبقى المستثمرون في غاية الحذر، فقد تراجعت الأسعار عدة مرات في العام الماضي فقط لتعود وترتفع بشكل كبير".