بلومبرغ
ارتفعت أسهم شركة "سناب" على مدار عام 2021، وقد أدت التعثرات الأخيرة لشركة "فيسبوك"، أكبر منافسيها على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جعل أدائها المتفوق الممتد أكثر وضوحاً.
ارتفع سهم الشركة الأم لـ"سناب تشات" أكثر من 50% هذا العام، أي أكثر من ضعف التقدم الذي حققته "فيسبوك" بنسبة 20% تقريباً.
زادت حدة الفجوة بشكل خاص خلال الشهر الماضي، مع ارتفاع سهم "سناب" بنحو 2%، إذ يراهن المستثمرون على أن نتائجها القادمة ستمثل ربعاً آخر من النمو القوي.
في المقابل تراجعت أسهم "فيسبوك" بأكثر من 10% خلال الفترة نفسها، وسط اتهامات بأن المحتوى المنتشر على منصاتها يعدّ سامّاً، إلى جانب احتمالات تشديد التنظيم.
من بين أسهم شركات وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، ارتفعت أسهم شركة "تويتر" بنحو 17% في عام 2021، فيما تراجعت "بنترست" بنسبة 20% بسبب المخاوف بشأن نمو المستخدمين.
أزمات "فيسبوك"
قال مانديب سينغ، المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس": "ساعد نمو شركة (سناب) حقاً في تميزها عن أقرانها، ولا تزال تشهد استخداماً ومشاركة قوية. في الوقت نفسه، تواجه (فيسبوك) مشكلات الثقة. ونظراً إلى أن (سناب) تتعلق بالمراسلة والترفيه أكثر من مشاركة الأخبار، فهي أقل ارتباطًا بمخاوف المعلومات الخاطئة أو حوكمة الشركات".
وبينما لا يُعَدّ الجدل أمراً غريباً على "فيسبوك"، فإنّ الأخبار الأخيرة كانت سلبية بالتأكيد. قال أحد كبار المبلغين عن المخالفات إن الشركة تفضل جني الأرباح على سلامة مستخدميها، وقال أحد المستثمرين الأوائل إن "فيسبوك" فقدت ثقة الناس "لأسباب وجيهة".
عانت تطبيقات "فيسبوك" أيضاً من انقطاع طويل في وقت سابق من هذا الشهر، إذ ارتفع استخدام "سناب تشات" خلال ذلك الوقت بأكثر من 20%، وفقاً لبيانات "سينسور تاور".
يوم الجمعة، تغير سعر سهم"سناب" بشكل طفيف وانخفضت أسهم "فيسبوك" بأكثر من 1%، حتى مع تسجيل مؤشر "ناسداك 100" لمكاسب. رفض ممثل "سناب" التعليق. لم تردّ "فيسبوك" على الفور على طلب للتعليق.
قصة نمو
يمكن تتبع أداء "سناب" خلال 2021 المتفوق جزئياً إلى فبراير، عندما توقعت سنوات من زيادة الإيرادات إلى أكثر من 50%، وهو هدف تجاوزته بسهولة في التقارير ربع السنوية اللاحقة. وستصدر نتائج الشركة للربع الثالث في 21 أكتوبر، وتتطلع "وول ستريت" إلى تحقيق نمو أعلى من 60%.
تُعَدّ "فيسبوك" شركة أكبر بكثير من "سناب"، مع أكثر من 1.9 مليار مستخدم نشط يومياً، مقارنة بـ293 مليوناً لـ"سناب" في الربع الأخير. ومن المتوقع أن تقترب إيراداتها من 30 مليار دولار هذا الربع، مقارنة بـ1.1 مليار دولار في "سناب".
رغم هذا النطاق الأكبر فإنها تمثل اسماً موثوقاً للنمو، إذ يتوقع المستثمرون ارتفاع الإيرادات بأكثر من 35% عند صدور التقرير في 25 أكتوبر.
ومع ذلك، حذّرت الشركة طَوال عام 2021 من أن التغييرات في سياسة الخصوصية لشركة "أبل" ستتسبب في تراجع.
تعديلات "أبل"
أسهمت التعديلات، التي تقيد جمع البيانات على أجهزة "أيفون"، وتقلل من قدرة "فيسبوك" على بيع الإعلانات المستهدفة، في انخفاض السهم بعد التقرير الأخير في يوليو. أتى مزيد من الضعف من منشور على مدونة "فيسبوك" في سبتمبر اعترفت فيه الشركة أن التأثير في المعلنين كان أكثر من المتوقع.
في مذكرة بتاريخ 11 أكتوبر، كتبت "إيفركور آي إس آي" أن التغيير الذي قامت به "أبل" قلل من ميزة "فيسبوك" التنافسية مقارنة بأقرانها في مجال الإعلان الرقمي.
وكتب المحلل مارك ماهاني: "يمكن أن تكون (تسوية ساحة اللعب) هذه مفيدة لمنصات إعلانات الاستجابة المباشرة البديلة مثل (سناب) و(تيك توك)، لأن أسعار الإعلانات فيها منخفضة نسبياً، بسبب الاستهداف والقياس الأقل دقة، ما قد يكون ذا فائدة اقتصادية بشكل أكبر للمعلنين".
في يوم الجمعة، أضاف ماهاني "فيسبوك" إلى قائمة الشركة التكتيكية ذات الأداء الضعيف، وكتب أنها بين أقرانها تواجه "بعضاً من أكبر المخاطر على تقديرات ستريت هذا الربع"، ويرجع ذلك جزئياً إلى سياسة "أبل".
يبدو محللو "وول ستريت" إيجابيين بالقدر نفسه حول الأسهم. واستقر تصنيف "فيسبوك" بالإجماع كأداة لنسبة تقييمات الشراء والاحتفاظ والبيع عند 4.48 من أصل خمسة، مقارنة بتصنيف "سناب" الذي بلغ 4.55. ومع ذلك، يشير متوسط السعر المستهدف الذي وضعه المحللون لـ"فيسبوك" إلى مكاسب تقارب 30% على السهم. وبقي احتمال عائد أسهم "سناب" عند أقل من نصف ذلك، بنسبة 14% تقريباً.