بلومبرغ
ارتفعت أسهم شركة "الكوا" أكبر منتج أمريكي للألمنيوم بشدة الجمعة، حين اندفع مستثمرون للشراء مدفوعين بثقتها بأن أقوى مسلسل ارتفاع له منذ 1994 سيدوم لفترة أطول.
قفزت الأسهم بأكثر من 14%، بعد إعلان الشركة الخميس أنها ستدفع أخيراً توزيعات أرباح لمساهميها على خلفية ارتفاع أسعار الألمنيوم لأعلى مستوياتها منذ 13 عاماً. توزيعات الأرباح البالغة 10 سنتات، هي الأولى من الشركة، منذ أن فصلت أعمال قطع الطائرات عن قطع السيارات في 2016. كما أعلنت عن برنامج إعادة شراء أسهم بقيمة 500 مليون دولار.
أعلن الرئيس التنفيذي، روي هارفي في بيان الخميس: "بناء على رؤيتنا للأسواق والتدفقات النقدية المتوّقعة، نعتقد أن هذه البرامج يمكن أن تستمر من خلال دورة السلع الأساسية". ثم قال لمحللين في مكالمة: "نعتقد أن الأسواق التي نشارك فيها ستكون أقوى، وإن هذه الدورة ستستمر لفترة أطول، وإن (الكوا) في وضع جيد يُمكنّها من تحقيق ذلك".
طلب مع شُح
قفزت الأسهم إلى 55.51 دولاراً في تمام الساعة 10:35 صباحاً بتوقيت نيويورك، وهي أكبر قفزة خلال جلسة في أربعة شهور، لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ أبريل 2018.
تضاعف سهم "الكوا" بأكثر من أربع مرات مقارنة بالعام الماضي بفضل الارتفاع التاريخي في أسعار الألمنيوم. اندفع المعدن المستخدم في كل شيء من السيارات إلى أجهزة الكومبيوتر المحمول "ماك بوك" وعلب البيرة نتيجة لعقبات سلاسل التوريد والنقص العالمي وسط ارتفاع الطلب. كما عزّز محللون لدى "غولدمان ساكس" و"سيتي غروب" توّقعات أسعار الألمنيوم، مستشهدين بضعف الإنتاج من الصين، المنتج الأكبر في العالم، وتشديد أساسيات سوق المعادن حول العالم.
تخللت بعض المخاوف هذا النشاط، حيث أعرب المسؤولون التنفيذيون في "الكوا" عن قلقهم بخصوص ندرة المواد الخام اللازمة لتصنيع سبائك الألومنيوم، قائلين إنهم شاهدوا إعلانات ظروف قاهرة من بعض موردي المغنيسيوم، المستخدم في تقسية المعدن. حذّر أكبر منتج أمريكي لأسطوانات الألمنيوم، وهو نوع الألمنيوم الرئيسي المُستخدم في صناعات السيارات والبناء، في مذكرة للعملاء هذا الأسبوع من أنه قد يحد من الإنتاج ويُقنّن التسليم في وقت أقربه العام المقبل نتيجة نقص المغنيسيوم.
عجز أوروبي
كما قالت "الكوا" إن الضغط التضخمي على المواد الخام والطاقة سيستمر، وإن أسعار الطاقة المرتفعة في أوروبا لا تمكنها من دعم إنتاج الألمنيوم في القارة. بينما لا تزال الشركة متفائلة بشأن توّقعات الطلب، إلا أنها تركت توّقعات شحناتها السنوية دون تغيير عند 2.9 مليون إلى 3 ملايين طن متري.
قالت الشركة، التي تتخذ في بيتسبرغ مقراً، إن الطلب العالمي السنوي على الألمنيوم الأساسي سيزيد بنحو 10% مقارنة مع 2020، وتجاوز مستويات ما قبل الوباء في 2019.