بلومبرغ
من المتوقع أن يسهم تحرك الهند لخصخصة "إير إنديا"، في أول عملية بيع كبيرة لها منذ عقدين من الزمن تقريباً، في تعزيز جاذبية سوق الأسهم المزدهرة في البلاد بشكل كبير، في الوقت الذي تُكثّف فيه الصين حملتها على الشركات الخاصة.
تُسلط النظرة الاستثمارية لصفقة البيع البارزة الضوء على أجندة الإصلاح الجادة لرئيس الوزراء ناريندرا مودي، وتُظهر أن خططه المتعلقة بالاستفادة من القطاع الخاص لشراء أصول الدولة تكتسب زخماً. يُمكن أن يثير ذلك الاهتمام أيضاً بعدد من الشركات التي تديرها الدولة، والتي تعتزم الحكومة بيع حصتها فيها، ما سيكون مُحفّزاً محتملاً آخر لسوق ارتفع إلى أعلى مستوياته على الإطلاق.
اقرأ أيضا: حملة الصين على شركات التكنولوجيا تعزز مكاسب الهند
وقال سوميت روهرا، مدير صندوق لدى "سمارت صن كابيتال بي تي إي" Smartsun Capital Pte، ومقرها سنغافورة، "يعد بيع (إير إنديا) علامة بارزة تُظهر أن الهند مكان مناسب للحضور في الأسواق الناشئة، وسط الإصلاحات المؤلمة في الصين.. ما حدث يضع مشهد الأسهم الهندية في مستقبل مشرق، مع مجيء المزيد من عمليات الخصخصة، والمزيد من التدفقات، ومكاسب الأسهم".
حملة بكين
جذبت أسواق الأسهم الهندية، بما في ذلك الاكتتابات العامة الأولية، الاهتمام العالمي، واستفادت من القمع التنظيمي الصيني المستمر، بعد تحركات بكين لتشديد قبضتها على عدة قطاعات بدءاً من التكنولوجيا إلى التعليم، لتحقيق رؤية الرئيس شي جين بينغ الخاصة بـ"الرخاء المشترك". ارتفعت قيمة رأس المال السوقي بالهند بنسبة 37% هذا العام إلى 3.46 تريليون دولار، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ"، بدعم من معدلات الفائدة المنخفضة القياسية، وازدهار الاستثمار في التجزئة، ومجموعة من إدراجات شركات التكنولوجيا.
يُمكن لصفقة "إير إنديا" رفع المعنويات تجاه الشركات المملوكة للدولة في البلاد، والتي طالما شكك المستثمرون في أدائها. ويعكس هذه النظرة مؤشر " S&P BSE PS"، الذي انخفض أداؤه غالباً عن أداء مؤشر "S&P BSE Sensex" منذ الأزمة المالية العالمية. ويُمثّل تقييم مؤشر "PSU" أيضاً نحو ثلث المؤشر القياسي الأوسع، أي ما يقرب من أدنى مستوى مسجل، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ".
في نفس الوقت، تخطط حكومة مودي إلى اكتتاب عام أولي لشركة التأمين على الحياة الهندية، والتي من المقرر أن تكون الإدراج الأكبر في البلاد، كما تعتزم بيع حصص في عدة شركات مثل "بارات بتروليوم" Bharat Petroleum Corp، إلى جانب إمكانية تصفية كل من "كونتينر" Container Corp، و"شيبينغ" Shipping Corp، و"درجينغ" Dredging Corp، و"ستيل أوثوريتي أوف إنديا" Steel Authority of India Ltd، و"هندوستان كوبر" Hindustan Copper Ltd، و"أي دي بي أي بنك" IDBI Bank Ltd.
تعزيز التقييمات
وبحسب "روهرا" فإن الصفقة لا تؤشر فقط إلى تحسين المناخ التنظيمي بالنسبة للمؤسسات الخاصة في الهند، ولكنها سوف تعزز أيضاً التقييمات الرخيصة للشركات المُدارة من قبل الدولة، نتيجة للتوقعات بشأن بيعها إلى ملاك من القطاع الخاص عاجلاً وليس آجلاً.
وكان آخر برنامج بيع كبير للشركات الهندية الضخمة إلى القطاع الخاص قد تم في العام 2002 عندما اشترت شركة "ريلاينس إندستريز" شركة "إنديا بتروكيميكالز"، واشترت وحدة تابعة لشركة "فيدانت" حصة أغلبية في شركة "هندوستان زينك"، وحصلت "سوزوكي موتور" على إدارة "ماروتي سوزوكي إنديا".
ويقول أشيش غوماشتا، العضو المنتدب لوحدة "جوليوس باير" في الهند: "مع البيع المحتمل لـ(إير إنديا)، ستكون الهند قادرة على إرسال إشارة بأنها قادرة على تنفيذ برنامج التسييل. على الصعيد العالمي، تبحث جميع صناديق التقاعد عن عائدات، ونحن نقدم مثل هذه الأصول هنا".
شهدت السوق يوم الإثنين الماضي ارتفاع أسهم بعض الشركات المرشحة للتصفية، مثل "شيبينغ" بنسبة 11%، وهو أكبر مكاسبها خلال يوم واحد منذ تاريخ 22 مارس، و"بي بي سي إل" بنسبة 1.3%.