بلومبرغ
بدأت باكستان استيراد الغاز الطبيعي المسال منذ ستة أعوام فقط، إلا أن اعتمادها المتزايد على الوقود شديد البرودة بدأ يتحول إلى كابوس.
حيث دفع ارتفاع أسعار الغاز العالمية جرّاء قصور الإمدادات في أوروبا بسعر الغاز الطبيعي المسال في آسيا إلى مستويات قياسية لهذا الوقت من العام، ما أجبر باكستان إما على دفع أسعار شحنات فورية تفوق أي وقت مضى لتعويض إمدادات بموجب عقود طويلة الأجل، أو على التخلي عنها كلية.
انتهى عصر الغاز الطبيعي الرخيص مع ارتفاع الأسعار أكثر من 1000%
قال إقبال أحمد رئيس "باكستان غاز بورت" (Pakistan GasPort)، التي تملك وتدير إحدى محطات الاستيراد في البلاد، في مقابلة إن النقص يعني أن الدولة ستعاني "بالتأكيد" من انقطاعات التيار الكهربائي خلال الشتاء و"سيؤثر ذلك على الصادرات والصناعة والمعنويات العامة أكثر من أي شيء آخر. الكهرباء ليست ترفاً".
لم ترد وزارة الطاقة الباكستانية على طلبات التعليق المتعددة.
توقف اقتصادات
ستؤدي أزمة الطاقة التي تتفاعل من بريطانيا، وصولاً إلى الصين لاضطراب الأسواق الناشئة التي تعاني فعلياً لتدفع أسعار الوقود حادة الارتفاع. قد تتوقف ببساطة الاقتصادات التي لا تستطيع تحمل تكلفة الوقود حين يرفع شتاء شمال العالم الطلب على التدفئة ما ينهض بالأسعار الفورية إلى أعلى من هذا.
وضعت الدول الناشئة، بما فيها باكستان، خلال العقد الماضي استراتيجيات استيراد الغاز الطبيعي المسال على أساس وفرة ورخص تكلفة الوقود في المستقبل المنظور، كما كان الحال أثناء العديد من السنوات الماضية. لكن توقف ذلك هذا العام حين حلّقت أسعار الغاز الطبيعي المسال في آسيا.
حقل غاز "صقاريا" التركي سيُعادل 25% من إنتاج الاتحاد الأوروبي
تحصل باكستان على أكثر من نصف الغاز الطبيعي المسال بموجب عقود طويلة الأجل، ما يحميها بعض الشيء من السوق الفورية المتقلبة. كما قال تجار طلبوا عدم كشف هوياتهم لأن المحادثات ليست علنية، كما أن قطر وافقت على زيادة الإمداد بموجب هذه الصفقات.
مع ذلك، ما تزال البلاد تحتاج شحنات فورية خلال الشتاء، ولا يتضح بعد إن كانت ستتمكن من تحمل تكلفتها. أثارت التكلفة العالية للغاز الطبيعي المسال الفوري جدلاً سياسياً، حيث طالب سياسيون معارضون بتحقيق حول مشتريات الجهة المستوردة المملوكة للدولة.
"الشتاء قادم".. مخزون أوروبا من الغاز منخفض بشكل مخيف
قد تدفع التكاليف المرتفعة الحكومة أيضاً إلى تشجيع المستهلكين على التحوّل إلى الكهرباء عند الإمكان، لتوفر الغاز لاحتياجات الصناعة والتدفئة. يهدد هذا أيضاً مسألة تحوّل البلاد إلى استخدام الغاز كوقود نقل أنظف احتراقاً.
قال إقبال إن مستويات الأسعار الفورية للغاز الطبيعي المسال "جنونية"، وإذا "استمر هذا الاتجاه، ستتعرض أعمال الغاز الطبيعي المسال لهزيمة ذاتية، لأن الناس سيبدؤون بالعودة إلى أنواع الوقود الأخرى".